أخبارأخبار العالم العربي

لبنان: ميشال عون يغادر الرئاسة بعد انتهاء ولايته.. وتحذير من فراغ سياسي وفوضى

غادر الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الأحد، قصر بعبدا الرئاسي، بعد انتهاء ولايته كرئيس للجمهورية، التي تزعمها لمدة 6 سنوات، منذ توليه منصبه في عام 2016.

وقرر عون والمقربون منه أن يغادر منصبه قبل يوم واحد من انتهاء ولايته الرئاسية، باعتبار أنه يوم عطلة رسمية في لبنان، ما يسمح بحشد شعبي أكبر مما كان سيكون عليه الوضع يوم غد الاثنين.

وتأتي مغادرة عون وسط تحذيرات من دخول لبنان في مرحلة فراغ وفوضى، خاصة وأن البرلمان لم ينتخب خلفا له، وفي ظل حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة مكلف لم يشكل حكومته بعد.

وقبل مغادرته وقع عون مرسوم استقالة الحكومة قائلًا: “اليوم صباحاً وجّهت رسالة إلى مجلس النواب بحسب صلاحياتي الدستورية ووقعت مرسوم استقالة الحكومة”.

وتابع في كلمة وجهها للشعب اللبناني قبل مغادرته: “اليوم تنتهي مرحلة لتبدأ مرحلة أخرى تحتاج لنضال وللكثير من العمل لكي نخرج من أزماتنا”. وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.

من جانبه رد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على ما قاله الرئيس عون حول توقيع مرسوم استقالة الحكومة قبل انتهاء ولايته، قائلًا إن المرسوم الذي يفيد باستقالة الحكومة المستقيلة أصلا بمقتضى أحكام الدستور يفتقر إلى أي قيمة دستورية.

وأضاف: “الحكومة اللبنانية ستتابع القيام بواجباتها الدستورية ومن بينها تصريف الأعمال وفق نصوص الدستور”.

اتفاق الترسيم

وفي محاولة منه لتذكير اللبنانيين بآخر إنجاز له قبل مغادرته منصبه، أشاد عون بالاتفاق الذي وقعه مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية، مشيرًا إلى أن الخروج من “الهوة العميقة” التي وقع فيها لبنان لا يمكن أن يتم إلا عبر اتفاق ترسيم الحدود.

وأضاف: “عملنا على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لأنّنا نعلم أنّه لا يمكن للبنان أن يقوم من أزمته إلا من خلال استخراج النفط والغاز”، على حد قوله.

واعتبر أن “الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز ستعطي لبنان الرأسمال الكافي لإنقاذه”، مؤكدًا أن “الصندوق السيادي هو الذي يحافظ على أموال الشعب”.

وتوجه إلى الجماهير بالقول: “انتم من سيحمي هذه الأموال، ولا احد غيركم”. وأوضح أن عدم إقرار قانون “الكابيتال كونترول” لغاية اليوم “يهدف إلى استمرار السماح بخروج الأموال من لبنان.

تفشي الفساد

وشدد عون في كلمته على مشكلة تفشي الفساد التي يعاني منها لبنان، قائلًا: “البلد مسروق وعلينا أن نقوم بالكثير من العمل والكثير من الجهد لكي نقتلع الفساد من جذوره”.

وأكد أن “لبنان بحاجة إلى إصلاح كي يعود إلى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا التحقيق بانفجار المرفأ”، وقال: “إن البلد مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومن جيوب المواطنين. وأصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطّل لا يحصّل حقوق الناس”.

ونوه عون بفساد حاكم المصرف المركزي قائلًا: “بالرغم من كل التجاوزات المالية والانهيار الاقتصادي لم نتمكّن من إيصال حاكم مصرف لبنان إلى القضاء لأنّ المنظومة الحاكمة تحميه”.

وتساءل: “ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم المصرف المركزي ولم نتمكن من إيصاله إلى المحكمة؟ فمن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاما أوصلونا إلى هذا الحال”.

وكشف عون أن “القضاء لا يحاكم من في حقهم دعاوى جرمية”، مشيراً إلى أنه “مضى سنتان أو ثلاث على رفع 22 دعوى قضائية، من دون معرفة مصير أي منها حتى الآن”. وقال: “قد يكون المتهمون بالفساد هم من جماعتهم وإلا فلماذا يبحثون عن حماية لهم”.

فراغ وفوضى

وحذر كثير من الخبراء من أن لبنان ربما يدخل في مرحلة فراغ وفوضى بعد رحيل عون عن السلطة، خاصة وأن البرلمان لم ينتخب خلفا له بعد أربع محاولات كان مصيرها الفشل، وفي ظل حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة مكلف لم يشكل حكومته بعد.

وبناءً عليه أصبح الوضع القائم مفتوحا على تساؤلات حول مدى إمكانية انتخاب رئيس جديد وما هي المدة التي سيستغرقها هذا الأمر.

ويعتقد البعض أنه لا إمكانية لانتخاب رئيس جديد للبنان إذا ما استمر الانسداد السياسي القائم حاليًا، مشيرين إلى أن كل المعسكرات السياسية لديها قدرة على تعطيل مجلس النواب، وكذلك القوى الخارجية. وفي المقابل، لا أحد يمتلك أكثرية الثلثين لانتخاب رئيس من الدورة الأولى. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وكان لبنان قد توصل إلى اتفاقات مبدئية مع صندوق النقد الدولي، لن تتحول إلى اتفاق نهائي قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، خاصة وأن الصندوق بحاجة للتعامل مع جهة رسمية قادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذها وغير مشكوك بشرعيتها.

من هو ميشال عون؟

جدير بالذكر أن مجلس النواب اللبناني كان قد انتخب ميشال عون رئيسًا للبنان في 2016، وذلك بعد عامين ونصف من شغور المنصب، ليصبح الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية؟

ولد عون في 18 فبرايرعام 1935، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة حكومية، ثم انتقل إلى مدرسة “الفرير” الخاصة” ثم مدرسة “القلب الأقدس”، حيث حصل على شهادة في الرياضيات. وفقًا لموقع “بي بي سي

تخرج من المدرسة الحربية ضابط مدفعية عام 1955، وشارك في دورات في فرنسا والولايات المتحدة، إلى أن حصل على رتبة “ركن” عام 1980 إثر عودته من دورة التدريب في باريس.

عين قائدا للجيش اللبناني عام 1984، وتولى في نهاية سنوات الحرب رئاسة الحكومة اللبنانية الانتقالية (1988)، بقرار من الرئيس أمين الجميل.

رفض عون التنازل عن رئاسة الحكومة الانتقالية بعد تنصيب إلياس الهراوي رئيسًا للبلاد على إثر توقيع اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وانتخاب النواب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية.

غادر القصر الرئاسي إلى السفارة الفرنسية عام 1990 تحت ضغط عسكري سوري، ثم إلى فرنسا بعد تسعة شهور.

شكل “التيار الوطني الحر” عام 1996، أثناء إقامته في باريس. وخاض الانتخابات بمفرده بعد عودته من باريس وحصل على 21 مقعدًا، وشكل هذا مفاجأة لخصومه السياسيين.

وقع عام 2006 اتفاقية تفاهم مع حزب الله وزار سوريا عدة مرات، بما شكل انقلابا على مواقفه السابقة وتحولا في علاقته بسوريا.

بعد التوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008 شكلت حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفئات اللبنانية نالت كتلة عون النيابية فيها خمسة وزراء. وعاد عون إلى البرلمان اللبناني عام 2009، على رأس أكبر كتلة مسيحية فيه.

ونال عون دعم سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، ومن ثم سعد الحريري رئيس تيار المستقبل كمرشح لرئاسة الجمهورية، وانتخبه مجلس النواب اللبناني رئيسا للجمهورية عام 2016، وانتهت مدة ولايته اليوم الأحد بعد 6 سنوات في المنصب.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين