توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.. وجميع الأطراف تقول إنها خرجت “منتصرة”

وقّع الجانبان اللبناني والإسرائيلي، اليوم الخميس، نص اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بينهما، وذلك بعد مفاوضات استمرت عامين بوساطة أمريكية، وانتهت بخروج جميع الأطراف “منتصرة”، وفقًا لتصريحات المسؤولين في البلدين.
جرت مراسمتوقيع الاتفاق في مقر الأمم المتحدة بالناقورة جنوبي لبنان، بعد أن وقعه الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وقالت مصادر إن الاتفاق تم توقيعه بين وفدي البلدين في خيمة واحدة ومن دون أي مصافحة بين الطرفين أو التقاط صور، وغادر الوفد اللبناني المقر الأممي بعد تسليمه نص الاتفاق.
انتصار لبناني
وقال الرئيس اللبناني إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعد عملا تقنيا وليست له أي أبعاد سياسية، مؤكدا أنه لا يوجد مفاعيل لترسيم الحدود البحرية تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول.
وأكد عون أن الاتفاق هو هديته إلى اللبنانيين قبل مغادرته سدة الرئاسة، مشيرًا إلى أن لبنان حصل على حقوقه و”زيادة” من خلال الترسيم الذي سيسمح للبنان باستخراج النفط والغاز، والخروج من الوضع الاقتصادي الصعب.
وأوضح أن الساحة الجنوبية أصبحت الآن مستقرة، ولن تكون هناك حرب أو تشهد المنطقة عدم استقرار. وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.
من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق بالأمس هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا
— General Michel Aoun (@General_Aoun) October 13, 2022
انتصار للمقاومة
في المقابل، اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، توقيع الاتفاق انتصارًا كبيرًا للبنان وشعبه وللمقاومة.
وقال إن مهمة المقاومة في هذا الملف انتهت، مؤكدا انتهاء كل التدابير الخاصة التي أعلنها الحزب بشأن حقل كاريش للغاز، وذلك بعد استكمال الوثائق المتعلقة بملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وكان نصر الله قال في خطاب له الشهر الماضي إن أعين الحزب على حقل كاريش للغاز وصواريخه موجهة إليه، مشيرا إلى أنه لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة.
وشدد نصر الله على أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية ليس له أساس، مشيرا إلى أن المفاوضات في ملف الترسيم كانت جميعها غير مباشرة ولم يلتق الوفدان اللبناني والإسرائيلي تحت سقف واحد.
وأردف أن “الرسالة التي وقعها الرئيس لترسيم الحدود البحرية ليست معاهدة دولية ولا اعترافا ولا تطبيعا مع إسرائيل”.
الأمين العام لـ #حزب_الله السيد حسن #نصرالله:
– أعلن انتهاء كل التدابير الخاصة التي أعلنتها المقاومة بعدما استكملنا الوثائق المتعلقة بملف #ترسيم_الحدود ووقائع توقيع #ترسيم_الحدود_البحرية من ناحية الشكل تؤكد أن أي حديث عن #التطبيع لا أساس له وهو تجنّ. pic.twitter.com/u5PpGzEoUY
— sleiman 🌺🌸🏵 (@abouhoussein12r) October 27, 2022
انتصار إسرائيلي أيضًا
الجانب الإسرائيلي وصف الاتفاق أيضًا بأنه تاريخي، وقال إنه يعد انتصارًا كبيرًا لإسرائيل، وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان يعزز ويحصن أمن إسرائيل وحرية عملها ضد حزب الله، وفق تعبيره.
فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن الاتفاق مع لبنان إنجاز لإسرائيل، قائلا إنه يمثل اعترافًا لبنانيًا بإسرائيل، مشيرًا إلى أن اعتراف “دولة عدو” بإسرائيل لا يحدث كل يوم عبر اتفاق مكتوب.
وأضاف أن الاتفاق يحظى بدعم أمريكي وأوروبي ودولي، ويشمل ضمانات دولية، مشيرا إلى أن إسرائيل حققت إنجازا اقتصاديا بعد بدء ضخ الغاز من حقل “كاريش”، وأنها ستحصل على 17% من أرباح حقل قانا – صيدا، الأمر الذي سيدخل إلى الاقتصاد الإسرائيلي أموالا ستستخدم في الرفاه والصحة والتعليم والأمن”. وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية“.
נפגשתי כעת עם המתווך האמריקאי @amoshochstein, בהמשך לאישור ההסכם הימי בין ישראל ללבנון בישיבת הממשלה המיוחדת הבוקר, ולחתימה על ההסכם בנוכחות צוות המשא ומתן הישראלי. זהו הסכם היסטורי שמחזק את ביטחון ישראל, את כלכלת ישראל ויביא יציבות לאזור – וזו הייתה המטרה העליונה לכל הדבר הזה. pic.twitter.com/nYSa80QWxP
— יאיר לפיד – Yair Lapid (@yairlapid) October 27, 2022
ترحيب أمريكي
من جانبه رحب الرئيس جو بايدن بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، ووصفه بأنه اتفاق تاريخي يضمن مصالح البلدين، ويمهد الطريق لمنطقة أكثر استقرارا وازدهارا.
وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل عملها كوسيط من أجل وفاء الطرفين بالتزاماتهما، وتنفيذ هذا الاتفاق.
ورأى أنه ينبغي ألا تكون الطاقة في شرق المتوسط سببا للصراع، بل أداة للتعاون والاستقرار والأمن والازدهار، معتبرا أن الاتفاق خطوة في سياق تحقيق رؤية لشرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا وازدهارا، لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة، على حد تعبيره.
Today, the deal to end the maritime boundary dispute between Israel and Lebanon came into effect. This historic deal promotes the interests of both countries and the region, and this moment marks a new chapter of prosperity and hope. Congratulations to all involved.
— President Biden (@POTUS) October 27, 2022
فيما وزعت السفارة الأمريكية في لبنان بيانا لوزير الخارجية أنتوني بلينكن قال فيه: “تهنئ الولايات المتحدة حكومتي إسرائيل ولبنان على إتمام اتفاقهما الذي سهلته الولايات المتحدة لوضع حدود بحرية دائمة. سوف يكون لهذا الإنجاز التاريخي تأثير عميق في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ويظهر القوة التحويلية للدبلوماسية الأميركية”.
وأضاف: “هذه الاتفاقية تبرز بشكل ذي معنى رؤية الولايات المتحدة لشرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا وازدهارا، وفي القدر نفسه من الفائدة لكل من إسرائيل ولبنان، سوف تعزز مصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية، فيما تشجع الاستثمار الأجنبي الذي تشتد حاجة الشعب اللبناني إليه، في الوقت الذي يواجه فيه أزمة اقتصادية مدمرة. سوف تتمكن المنطقة، وما حولها قريبا، من جني فوائد موارد الطاقة هذه، التي ستدفع قدما الأمن والاستقرار والازدهار”.
اتفاق تاريخي
وخاض لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين بوساطة أمريكية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعًا.
ويحل الاتفاق نزاعا إقليميا في شرق البحر المتوسط في منطقة يهدف لبنان إلى التنقيب فيها عن الغاز الطبيعي، وبالقرب من مياه عثرت فيها إسرائيل على كميات صالحة للاستخدام التجاري.
والاتفاق تسوية غير مسبوقة بين البلدين العدوين، ويفتح الطريق أمام التنقيب عن الطاقة في البحر كما ينزع فتيل أحد مصادر الصراع المحتملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ويمكن أن يخفف من الأزمة الاقتصادية في لبنان.