الراديومنوعات

تكنو لايف- الذكاء الاصطناعي يُغيرّ حياتنا.. فهل يُسيطر علينا في المستقبل؟

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج تكنو لايف، نتناول مفهوم الذكاء الاصطناعي، والفرق بينه وبين برامج الكمبيوتر العادية، وأهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والجدل حول سلبياتها وإيجابياتها، وما الذي ستغيره في حياتنا في المستقبل.

الحلقة قدمها الإعلامي سامح الهادي، مع ضيفه المتميز الخبير التكنولوجي الدكتور محمد حنفي، وهو رئيس أكاديمية التسويق الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، ومؤسس مركز التميز للتسويق الإلكتروني بمعهد تكنولوجيا المعلومات.

يتمتع حنفي بخبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في بناء القدرات والاستشارات والتخطيط الاستراتيجي وإدارة المشاريع المتخصصة في التسويق الإلكتروني وتطوير البرمجيات وريادة الأعمال، كما حصل على درجة الماجستير في هندسة الحاسب الآلي من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.

كما حصل على بكالوريوس هندسة اتصالات من جامعة الإسكندرية، وحصل على دبلومة في تحسين الجودة من إيرلندا، كما حصل على دبلومة في التسويق الإلكتروني من معهد التسويق الالكتروني Digital Marketing Institute في إنجلترا.

برامج الذكاء الاصطناعي

* سأبدأ من مدخل قام به صامويل باتلر في عام 1872، عبر روايته ” Erewhon” عن الآلات والدور الذي استشرفه في ذلك الوقت بأنها سوف تلعبه في تطوير البشرية، ونقل العالم إلى التطور والازدهار، فمنذ عشرات السنين يبحث العلماء عن اختراع يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره وقراءته وتحليله للأمور، حتى وصلنا إلى الحديث عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكن هناك سلبيات حول هذه الاختراعات والتقنيات، فهل لك أن تسلط لنا الضوء على الذكاء الاصطناعي ومدى سلبياته وخطورته؟

** في البداية، دعنا نوضح الفرق بين الذكاء الاصطناعي وبرامج الكمبيوتر العادية، فالذكاء الاصطناعي هو نوع من برامج الكمبيوتر التي تكون عبارة عن برامج يتم إدخال مدخلات معينة إليها (Inputs)، ثم يتم إجراء مجموعة من العمليات عليها، فتخرج في صورة (Outputs).

ومن خلال الذكاء الاصطناعي تتم محاولة محاكاة القدرة العقلية لبعض الكائنات الحية، مثل القدرات العقلية عند البشر أو بعض القدرات الخاصة عند بعض الحيوانات أو غيرها.

على سبيل المثال، عندما يرى الإنسان صورة، فإنه يستطيع تمييزها ومعرفتها من خلال عقله، أما الكمبيوتر فإنه يراها من خلال لغته الخاصة (0/1)، وفي الذكاء الاصطناعي نقوم بوضع قدرة جديدة له تجعله عندما يرى الصورة، يمكنه معرفة محتواها.

ونفس الامر بالنسبة للصوت، فالكمبيوتر يتعامل مع كل الأصوات على أنها أصوات يتم ترجمتها إلى لغة الـ (0/1)، ومن خلال الذكاء الاصطناعي نحاول إعطاء قدرة للجهاز تمكنه من معرفة صاحب الصوت والأوامر الموجودة به، وقد يتطور الأمر إلى توليد صوت مشابه له.

والأمثلة الأخرى كثيرة مثل محاكاة قيادة البشر للسيارات، وهذا يظهر الآن في السيارات ذاتية القيادة، وتطبيقات المساعدة المختلفة مثل “Chat Bot” التي تساعدك على الوصول لهدفك على المواقع المختلفة، وغيرها.

وتطور الأمر أكثر وصولاً إلى برامج أكثر ذكاءً لديها القدرة على كتابة محتوى يحاكي المحتوى الذي قد يكتبه أبرع الكتّاب، بحيث يمكن للبرنامج أن يكتب مقالة أو إعلانًا، وربما يتطور الأمر إلى كتابة قصة أو شعر.

الكمبيوتر والمشاعر الإنسانية

* هل يمكن أن نقف عند تطوير قدرة الكمبيوتر على الوصول إلى هذا المستوى الإبداعي الإنساني، الذي كان حصرًا على الإنسان لآلاف السنين، مثل الإبداع الفكري وسرد المشاعر ووصفها ووضعها في أطر مكتوبة؟، هل يمكن الوصول إلى كمبيوتر قادر على الحب والغضب والإحساس بالفرح؟

** هناك مجموعة قدرات منفصلة يتم تطويرها، بعضها وصلت بالفعل إلى محاكاة مشاعر البشر، لكن هناك الآن بالفعل برامج يمكنها التنبؤ ومعرفة تعبيرات الوجه البشرية، وتطور هذا الأمر من مجرد وجود أجهزة على الوجه لمعرفة هذه المشاعر، إلى برامج يمكنها قراءة صور الوجه، ومن خلال عدة مقاييس مثل اتساع حدقة العين يمكن معرفة مشاعر صاحب الصورة.

منذ عدة أشهر، أحد المبرمجين في شركة جوجل، يعمل ضمن فريق يقوم بتطوير أحد البرامج المسؤولة عن معرفة مشاعر البشر، قام بنشر بعض المقتطفات عن هذا البرنامج، وقال إن البرنامج وصل إلى درجة كبيرة جدا من محاكاة المشاعر الإنسانية، ولكن للأسف قامت جوجل بفصل هذا المبرمج من عمله.

السؤال المخيف هنا؛ هل هذه البرامج ستتحكم في البشر يومًا ما وتكون هي السائدة؟، هنا حدث اختلاف بين العلماء، بعضهم تنبأ بأن هذا من الوارد أن يحدث، وأن تكون السيطرة للروبوتات، والبعض الآخر استبعد حدوث هذا الأمر، لأن اليد العليا دائمًا للبشر، لأنهم هم من قاموا بتعليم الأجهزة وتدريبها على التعرف على الأشياء.

سلبيات للذكاء الاصطناعي

* هل هناك سلبيات للذكاء الاصطناعي؟، وما هي طرق التعامل معها إن وجدت؟، وكيف يمكن أن نحد من تأثيرها السلبي؟

** بالطبع هناك سلبيات، وهي كبيرة جدًا، أولاً أصبحت أجهزة الكمبيوتر تحاكي الأعمال البسيطة التي يقوم بها الشخص بشكل روتيني، فلو كان هناك أي شخص يقوم بكتابة مقالة بدون إبداع، بمعنى أنه يقوم بمجرد تجميع معلومات من الإنترنت بدون أي إبداع عقلي، فإن جهاز الكمبيوتر بات بإمكانه القيام بهذا الأمر بنسبة كبيرة وبدقة عالية، تحديدًا باللغة الإنجليزية، وحاليًا هناك برامج كمبيوتر يمكنها الرسم بمجرد توصيف الشكل المطلوب رسمه.

والآن باتت هناك برامج يمكنها معرفة سلوك البشر وتحليل شخصياتهم ومعرفة نقاط ضعفهم، وبالتالي السيطرة عليهم، ومن هنا يمكن استغلال هذه الأمور في توجيه الأشخاص من خلال الإعلام وتوجيه رسائل معينة إليهم، مثل التحكم في الإعلانات الموجهة للأشخاص من خلال تحليل ومعرفة ميولهم وتفضيلاتهم.

ويستخدم هذا الأمر أيضًا في أوقات الانتخابات وغيرها، ووصل الأمر إلى أن برامج الكمبيوتر مثلاً يمكنها التنبؤ بأحداث مهمة في حياة عملاء البنوك، وبالتالي إتاحة الفرصة للبنك للاتصال بالعملاء وعرض خدماته المالية مثل القروض وغيرها.

المشكلة الكبرى تكمن في حدوث عطل أو اختراق أو خلل في برامج الذكاء الاصطناعي التي تتحكم في المصانع أو الشركات أو شبكات الكهرباء أو إشارات المرور في المدن وغيرها، هذا قد يصيب المدن بأكملها بالشلل.

* هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بهذه المراحل التي ربما سنراها في القريب العاجل، كأن يكون مصدر خطر نخشاه، ويمكن أن يغيّر طبيعة حياتنا إلى الأسوأ؟

** الذكاء الاصطناعي عامل مهم ولكن يجب أن نحذر منه وأن نفهمه بشكل جيد، فهناك خطأ كبير وقعت فيه البشرية مؤخرًا حين وثقت ثقة عمياء في السيارات ذاتية القيادة، حيث وقعت الكثير من الحوادث، فهذا الخطأ يجب ألا يتكرر، لا سيما وأن التكنولوجيا أصبحت موجودة في كل المجالات وأصبحت مسيطرة على عمليات الإنتاج.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى
الفهرس

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين