الإمارات تعيد فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق .. بعد 7 سنوات من إغلاقها

أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة الخميس، فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات من قطع علاقاتها مع سوريا على خلفية الاحتجاجات ضد نظام بشارالأسد، التي اندلعت في عام 2011، والتي تحولت لاحقا إلى نزاع دام راح ضحيته الآلاف ، وأرغم ملايين السوريين على ترك بلادهم .
وتسبب النزاع منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
عودة العلاقات الدبلوماسية
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات “وام” اليوم “عودة العمل” في سفارتها في دمشق. وأوردت أن “القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من اليوم”.
وقالت الوزارة في البيان إن ” هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري”.
وكانت وزارة الإعلام السورية وزعت مذكرة على الصحفيين، تدعوهم فيها إلى تغطية الحدث في مقر السفارة الموجود في منطقة أبو رمانة في دمشق.
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية قبل يومين عمالا يزيلون العوائق الإسمنتية والأسلاك الشائكة من محيط السفارة بمنطقة أبو رمانة في العاصمة السورية دمشق .
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس عن رفع العلم الإماراتي على مقر السفارة الواقعة في حي أبو رمانة الراقي في وسط دمشق، بعد وقت قصير من وصول مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين حمزة الدواليبي إلى مقر السفارة وعدد من الدبلوماسيين العرب الموجودين في دمشق.
ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات عن مصادر دبلوماسية عربية في دمشق أن “عدد الدبلوماسيين الإماراتيين الذين أوفدتهم أبوظبي إلى دمشق اثنان بينهما القائم بالأعمال عبد الحكيم النعيمي”.
وأوردت أن افتتاح مبنى السفارة “سيتم من خلال مراسم تقليدية يحضرها من الجانب السوري مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين حمزة الدواليبي” على أن يستأنف “موظفو السفارة من الجنسية السورية عملهم داخل المبنى اعتبارا من اليوم”.
قطع العلاقات
استدعت الإمارات سفيرها من دمشق عام 2011 بعد بداية الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد ، وظلت السفارة مغلقة منذ الشهور الأولى لبدء الصراع في سوريا في عام 2011 حتى إعلان إعادة فتحها.
وتأتي إعادة فتح السفارة الإماراتية بعد عشرة أيام من زيارة مفاجئة أجراها الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا، كانت الأولى لرئيس عربي إلى دمشق منذ اندلاع النزاع في آذار/مارس 2011.
وقالت مصادر من المعارضة إن الإمارات كانت واحدة من عدة دول في المنطقة قدمت الدعم لجماعات تقاتل الأسد، وإن كان دورها أقل أهمية من أدوار السعودية وقطر وتركيا.
وسحبت دول مجلس التعاون الخليجي وبينها الإمارات، سفراءها من دمشق في شباط/فبراير 2012 متهمة النظام السوري ارتكاب “مجزرة جماعية ضد الشعب الأعزل” في إشارة إلى قمع الاحتجاجات الشعبية قبل تحولها إلى حرب أهلية تسببت في مقتل أكثر من 360 ألف شخص.
سوريا تعود من جديد
وقد استعاد الأسد – بعد ثماني سنوات من الصراع – السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي السورية، بعد تلقيه الدعم من روسيا وإيران، وجماعة حزب الله اللبنانية، وهزيمة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد أعيد فتح المعابر بين سوريا والأردن، أحد حلفاء الولايات المتحدة وأحد داعمي جماعات المعارضة، في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وأجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك نهاية الأسبوع الماضي محادثات في القاهرة، خلال زيارة نادرة لمسؤول سوري أمني بارز إلى مصر منذ اندلاع النزاع في سوريا.
هل تعود سوريا للجامعة العربية؟
وتتزامن هذه الخطوة مع مؤشرات حول مساع جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية، قبل ثلاثة أشهر من قمة عربية تعقد في تونس، علماً أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا فيها منذ العام 2011.
وأعلنت جامعة الدول العربية في بيان الاثنين أن موقفها تجاه هذا التعليق لم يتغير. وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في مؤتمر صحفي في القاهرة “لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية”.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا فيها في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011.
مساع دبلوماسية جديدة
ونقلت وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي عن دبلوماسي عربي، لم تكشف عن اسمه، قوله إن أغلبية الأعضاء يريدون عودة سوريا إلى الجامعة، ولكن لم يصدر أي اقتراح رسمي بهذا حتى الآن.
ودعت وسائل إعلام مصرية، وهي الدولة التي يوجد فيها مقر الجامعة، إلى وقف تعليق عضوية سوريا. ونقل عن أمين عام الجامعة، أحمد أبو الغيط، قوله في أبريل/نيسان، إن قرار التعليق كان “متسرعا”.
وتؤشر هذه الخطوات المتلاحقة إلى بدء انفتاح عربي على سوريا بعدما قطعت العديد من الدول العربية علاقاتها معها أو خفضت تمثيلها الدبلوماسي فيها.
وتعاني سوريا عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع النزاع، تجلت خصوصا في إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها في سوريا.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد اتخذ قرارا منذ أيام سحب قوات بلاده من سوريا من المناطق الشمالية والشرقية حيث كانت تدعم مقاتلين أكرادا في قوات سوريا الديمقراطية، في خطوة رأي فيها محللون تعزيزا محتملا لوضع الأسد.