مرشحو الحزب الجمهوري في ميشيغان يتمسكون بمزاعم ترامب وخطاب اليمين المتطرف

مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية بولاية ميشيغان في نوفمبر المقبل، تصاعدت حملة كريستينا كارامو Kristina Karamo المرشحة لمنصب وزيرة الخارجية، والمدعومة من الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويبدو أن كارامو تعتمد بشدة في حملتها على دعم ترامب، فقد عادت لترديد المزاعم التي لا أساس لها من الصحة حول تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتي تم تكذيبها مرارًا وتكرارًا.
حتى أنها أخبرت أنصارها خلال التجمع الأخير في كلية مجتمع ماكومب أن من وصفتهم بـ”المستبدين” يقدمون ملايين الدولارات لدعم خصمها الديمقراطي – وزيرة الخارجية الحالية جوسلين بنسون Jocelyn Benson – في محاولة “لإفساد أنظمة انتخابات الولاية في ساحة المعركة حتى يتمكنوا من السيطرة على أمريكا”.
وقالت كارامو: “إذا نظرت إلى التاريخ ، سيتضح لك ما يفعله الطغاة”. وأضافت: “التاريخ يخبرنا، إذا لم نصعد ونقاتل الآن، فسوف نخسر أعظم دولة في تاريخ البشرية”، في محالوة من جانبها لإثارة أتباع ترامب المخلصين، الذين يتمسكون بنظرية المؤامرة التي تروج لها حركة QAnon المنتمية لليمين المتطرف.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد قوبل خطاب كارامو بهتافات الحشد الذي تجمع لمناصرتها، لكن الاعتماد على هذه الإستراتيجية التي تروق للناخبين الأكثر يمينًا في الانتخابات العامة هو مقامرة للجمهوريين في ولاية ميشيغان.
It’s my honor to have been endorsed by great American patriot and President Donald J. Trump for the office of Michigan Secretary of State. I’m running for this office not as a politician but as a servant-leader. #MichiganFirst pic.twitter.com/t6Y9wzCAMe
— Kristina Karamo (@KristinaKaramo) September 7, 2021
خطاب يميني متطرف
وغالبًا ما يتحول المرشحون الذين يتعين عليهم اللعب مع قاعدة حزبهم خلال الانتخابات التمهيدية أو مؤتمرات الترشيح نحو الوسط، بهدف جذب المزيد من الناخبين للتصويت لهم في الانتخابات العامة. لكن هذا لم يحدث هذه المرة بالنسبة للجمهوريين الذين يسعون للحصول على أكبر ثلاثة مناصب على مستوى الولاية في ميشيغان (الحاكم والمدعي العام ووزير الخارجية).
ومن المؤكد أن انتخابات 8 نوفمبر المقبل ستختبر ما إذا كانت الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب الجمهوري لهذه المناصب المهمة، والتي تعتمد بشكل أساسي على نيل رضا اليمين المتطرف وتسليط الضوء على العلاقات القوية مع ترامب، ستكون كافية للفوز في ولاية متأرجحة مثل ولاية ميشيغان، كانت منذ فترة قريبة معقل للديمقراطيين، خاصة وأن ترامب نفسه خسر سباق البيت الأبيض في ميشيغان أمام جو بايدن بفارق أكثر من 154 ألف صوت في انتخابات عام 2020.
ورغم ذلك يحرص المرشحون الجمهوريون الثلاثة لإظهار قربهم من ترامب ودعمه لهم، حيث وقفوا جميعًا خلفه خلال التجمع الذي تم في الأول من أكتوبر في مقاطعة ماكومب على بعد حوالي 20 ميلاً شمال ديترويت.
وضم التجمع، المرشح الجمهوري لمنصب الحاكم تيودور ديكسون، والمرشح الجمهوري لمنصب المدعي العام مات ديبيرنو، والمرشحة الجمهورية لمنصب وزير الخارجية كريستينا كارامو.
وشجع ترامب، ناخبي ميشيغان على دعم قائمة مرشحيه الجمهوريين مؤكدًا أنهم يمكنهم إنقاذ الموقف في الولاية. وزعم ترامب أن انتخابات 2020 كانت “مزورة وسرقت” في ميشيغان.
وأضاف أن حركته السياسية تقف في وجه قوى التهديد، منتقدًا الحاكمة الديمقراطية للولاية غريتشن ويتمر، واصفا إياها بـ الإجهاض الراديكالي”.
ووصف ترامب بعض زملائه الجمهوريين بأنهم ضعفاء، قائلًا: “من الأفضل لكم أن تصبحوا أقوياء بسرعة، وإلا فلن يكون لديكم حزب جمهوري”.
بينما قالت كريستينا كارامو في خطابها أمام الحشد إن “هؤلاء الناس يكرهون شجاعتنا لأنهم خائفون من هذه الحركة السياسية”، مضيفة: “لا يوجد شيء يمكنهم القيام به لوقف حركة MAGA” التي تحمل شعار (فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
بينما وصف مات ديبيرنو الديمقراطيين بأنهم “ماركسيون راديكاليون” قائلًا: “إنهم يريدون إسكاتكم، وإذا لم ينجح ذلك، فإنهم يريدون وضعكم في السجن”.
وتواجه حملة ديبيرنو تحقيقات حول ما إذا كان ينبغي توجيه اتهامات جنائية إليه لمحاولة الوصول إلى آلات التصويت بعد انتخابات 2020.
Thank you to staff, volunteers, supporters, and whips for this historic victory.
Thank you to delegates for your votes and support.
Thank you to President Trump for your confidence and all you do to Make America Great Again.@realLizUSA @christina_bobb @strategic pic.twitter.com/MXdvdRNcSZ
— Matthew S. DePerno, Esq. (@mdeperno) April 25, 2022
رؤية الجمهوريين المعتدلين
ويشك بعض الجمهوريين المعتدلين في أن الحملات التي تستهدف في الغالب عناصر الحزب الأساسية ستكون كافية للتغلب على شاغلي المناصب الديمقراطيين، الذين يتميزون بأنهم معروفون للناخبين على نطاق واسع، كما أن لديهم مزايا جمع الأموال الكثيرة لحملاتهم، كما يتوقع أن يستفيد الديمقراطيون أيضًا من إجراء تعديل على بطاقة الاقتراع يهدف إلى تكريس الحق في الإجهاض في دستور الولاية.
ويقول الجمهوريون المعتدلون إن التضخم وارتفاع أسعار البنزين والقلق من الركود الاقتصادي يجب أن تكون النقاط الرئيسية لحملات مرشحي الحزب الجمهوري، وليس حرصهم المستمر على إظهار قربهم من ترامب وتكرارهم لادعاءاته الكاذبة حول تزوير وسرقة الانتخابات.
وأشاروا إلى أن المشكلة أن عملية اختيار مرشحي مناصب المدعي العام ووزير الخارجية في ميشيغان تتم من خلال مؤتمر ترشيح الحزب وليس من خلال انتخابات أولية يختار فيها الناخبون المرشحين.
وفي مؤتمر الحزب الذي عقد في أبريل الماضي هيمن الجمهوريون الأكثر تحفظًا الموالون لترامب على الفعاليات، وصوت المندوبون بأغلبية ساحقة على ترشيح كارامو، بينما فاز ديبيرنو في جولة الإعادة أمام توم ليونارد، الذي خسر في سباق المدعي عام 2018 بفارق 3 نقاط مئوية أمام الديمقراطية دانا نيسيل.
ويرى خبراء جمهوريون أن “كارامو وديبيرنو من بين المرشحين الأكثر ولاءً لدونالد ترامب في جميع أنحاء البلاد، مشيرين إلى أن هذا الولاء لم يتزعزع خلال حملاتهم للانتخابات المقبلة، بغض النظر عن مدى تأثيره على فرصهم في الفوز.
بينما فازت مرشح الحزب الجمهوري لمنصب حاكم ميشيغان، تيودور ديكسون، بترشيح الحزب خلال الانتخابات التمهيدية التي جرت في أغسطس الماضي، مستفيدة من دعم ترامب، ودعم عائلة DeVos الثرية.
ويُنظر إلى ديكسون على أنها أقل تطرفًا من كارامو وديبيرنو، رغم أنها أشارت خلال المناظرات إلى أنها تعتقد أن انتخابات 2020 الرئاسية قد سُرقت، لكنها سلطت الضوء مؤخرًا على مؤامرة اختطاف الحاكمة غريتشين ويتمر، وبعدها حاولت الابتعاد عن إنكار نتائج الانتخابات، وركزت على موضوعات مثل التضخم والتعليم، لكنها كررت خطاب اليمين المتطرف بشأن القضايا الثقافية، حيث دعت إلى حظر الكتب “الإباحية” في المدارس، ووضعت أجندة تعليمية على غرار سياسة فلوريدا التي تحمل شعار “لا تقل مثلي”.
Thank you, President Trump!
Michigan, now is our time to build a future for Michigan that reduces crime, protects families, and encourages economic growth for years to come. pic.twitter.com/lmgjPqyI9d
— Tudor Dixon (@TudorDixon) October 2, 2022
فارق واضح
وبينما هاجم الديمقراطيون ديبيرنو وكارامو لرفضهما المستمر لانتصار بايدن في انتخابات عام 2020، فقد ركزوا في مهاجمتهم لديكسون على موقفها المتطرف من قضية الحق في الإجهاض.
وكان هناك فارق واضح من حجم التبرعات التي حصلت عليها ديكسون في مقابل التبرعات التي جمعتها الحاكمة الحالية ويتمر، واعتبارًا من 22 أغسطس الماضي، كان لدى ديكسون 524 ألف دولار في البنك مقارنة بـ 14 مليون دولار لدى ويتمر، لكن تم تضييق جزء من هذه الفجوة من قبل Super PAC Michigan Families United، التي تلقت 2.5 مليون دولار من التبرعات من بينها تبرعات من عائلة DeVos.
بينما كان لدى كارامو وديبيرنو ما مجموعه 422.554 دولارًا نقدًا اعتبارًا من 16 سبتمبر مقارنة بـ 5.7 مليون دولار لخصومهم الديمقراطيين.
ويقول خبراء إن المرشحين الجمهوريين يتم الترويج لهم من خلال ما تحدثه مواقفهم المتطرفة من صدى، لكن لم يحصل أي منهم ما يكفي من المال لعمل إعلانات تليفزيونية وتقديم أنفسهم لمجموعة أوسع من الناخبين.
المصدر: أسوشيتد برس