لا زال إعصار إيان يواصل إلحاق الخسائر والأضرار في الأراضي الأمريكية، فبعد أن أغرق الشوارع ودمر المنازل في فلوريدا، توجه برياحه العاتية وأمطاره الغزيرة نحو ساوث كارولينا منذرًا بالمزيد من الأضرار.

ووفقًا لتوقعات صدرت عن شركة البيانات Enki Research، التي تدرس التأثير المالي للعواصف، فقد يصل الضرر الاقتصادي الناجم عن الإعصار إلى 65 مليار دولار.

وقالت الشركة إن التقدير وضع أفضل سيناريو لأضرار الإعصار إيان عند 55 مليار دولار، مشيرة إلى أن التكاليف المتوقعة لإعصار إيان ستصل إلى أقل من نصف الضرر الناجم عن إعصار كاترينا، والذي بلغ إجماليه 161 مليار دولار.

ووفقًا لشبكة ABC News فقد دمرت إعصار إيان العديد من المنازل والشركات في فلوريدا، وألحق أضرارًا بالبنية التحتية مثل الطرق والجسور، كما أن أضر بأشجار الحمضيات التي تشكل صناعة رئيسية في الولاية، حيث تمثل فلوريدا 70% من ثمار الحمضيات- مثل البرتقال والجريب فروت واليوسفي- المنتجة في الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى ذلك فقد تسبب الإعصار في إغلاق الكثير من مؤسسات صناعة السياحة في الولاية، مثل ديزني وورلد ويونيفرسال أورلاندو، وأعلنت المتنزهات أنها ستبدأ في إعادة فتح أبوابها على مراحل.

وقال تشاك واتسون ، مؤسس Enki Research ومدير البحث والتطوير، في تصريحات لـ Bloomberg يوم الثلاثاء: “إن إعصار إيان سيكون أحد أقوى الأعاصير وأكثرها ضررًا، مشيرًا إلى أن إعصار تشارلي، الذي ضرب فلوريدا عام 2004، تسبب في أضرار تصل قيمتها إلى ما بين 20 و25 مليار دولار.

ورغم الأضرار الكبيرة التي سببها إعصار إيان، إلا أنه تجنب حدوث اضطراب كبير في صناعة النفط والغاز الأمريكية، والذي كان سيحدث لو كان الإعصار قد انتقل إلى تكساس ولويزيانا، حسبما قال محللون في صناعة النفط لشبكة ABC News.

وكان الرئيس جو بايدن قد سمح بتدفق مساعدات فدرالية إضافية إلى فلوريدا، وتعهد بأن تتحمل الحكومة الفيدرالية التكلفة الكاملة لإعادة بناء فلوريدا كما كانت قبل الإعصار. وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.

كما ستقدم الحكومة الدعم للأشخاص الذين دمرت منازلهم أو تضررت. وتم تسجيل أكثر من 8700 شخص للحصول على المساعدة من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.

In the past 24 hours, we've approved four more counties in Florida for individual disaster assistance in addition to the nine counties we announced yesterday.

The federal government will cover 100% of the cost to clear the massive debris left in the wake of the hurricane.

— Joe Biden (@JoeBiden) September 30, 2022

شائعة بايدن

من ناحية أخرى وقعت العديد من وسائل الإعلام في فخ الخطأ عندما تناقلت خبرًا مزعومًا بأن الرئيس جو بايدن دعا لمواجهة الأعاصير عن طريق التطعيم بلقاحات كورونا.

وزعمت الكثير من المواقع أن بايدن دعا لمواجهة الأعاصير والكوارث الطبيعية بـ”التطعيم”، وأنه قال في تصريحات بعد وقوع إعصار إيان في فلوريدا: “أريد أن أجعل الأمر أكثر وضوحًا.. إذا كنتم تعيشون في ولاية تعصف بها الأعاصير مرارًا، فإن الجزء الحيوي من الاستعداد لموسم الأعاصير، هو”التطعيم”.

وأضاف: “ستصبح الأمور أكثر تعقيدًا إذا لم تأخذوا التطعيمات، سيضربكم الإعصار أو كارثة طبيعية أخرى!”.

لكن بالبحث والتقصي حول حقيقة هذا الخبر تبين أنه كاذب وغير دقيق، فقد ضرب إعصار إيان فلوريدا يوم 28 سبتمبر الجاري، بينما استندت هذه المواقع في زعمها على مقطع فيديو تمت مشاركته على Facebook في 27 سبتمبر، أي في اليوم السابق لوصول الإعصار إلى فلوريدا، وحصد المنشور حوالي 80 ألف مشاهدة خلال أيام قليلة.

بل وتبين أن بايدن أدلى بهذه التصريحات قبل عام، وتحديدًا في 10 أغسطس من عام 2021، وسط جائحة COVID-19، وذلك كنصيحة لسكان الولايات التي تتعرض للأعاصير والعواصف، بحيث يضمنوا حصولهم على التطعيم المضاد لفيروس كورونا، لحمايتهم من الإصابة بالفيروس إذا اضطروا للتجمع في ملاجئ معا بسبب الأعاصير أو أي كوارث طبيعية أخرى. وفقًا لصحيفة USA TODAY.

وجاءت تصريحات بايدن، قبل إحاطة بالبيت الأبيض قدمها مسؤولو الصحة العامة والأمن الداخلي حول كيفية تأثير جائحة COVID-19 على الاستعداد للأعاصير. حيث أشار وقتها إلى أن البلاد تقترب من “ذروة موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي”، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه ارتفاعًا في حالات الإصابة بمتغير دلتا وCOVID-19، وفقًا للموقع الرسمي للبيت الأبيض.

وقال بايدن وقتها إنه يجب تطعيم الناس لحمايتهم من الإصابة بـ COVID-19 إذا اضطروا إلى إخلاء منازلهم أو البقاء في ملجأ معًا أثناء حدوث إعصار أو كارثة طبيعية، حسبما ذكرت USA TODAY.

وهو ما يعني أن هذا التصريح أدلى به بايدن قبل عام. كما كذب موقع politifact ووكالة فرانس برس هذا الادعاء.

وكان بايدن قد ناقش الإجراءات التي كانت إدارته تتخذها قبل وصول إعصار إيان إلى فلوريدا، وذلك في خطاب ألقاه في البيت الأبيض يوم 27 سبتمبر، حيث قال إن المئات من أفراد الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ وآلاف من رجال الحرس الوطني قد انتشروا بالفعل في فلوريدا قبل الإعصار، لكنه لم يشر في هذا الخطاب إلى أي شيء بالنسبة للتطعيم، وفقًا لما ورد على الموقع الرسمي للبيت الأبيض.

كما نشر البيت الأبيض ملخصًا للمكالمات التي اجراها بايدن مع مسؤولي ولاية فلوريدا حول استعداداتهم لمواجهة الإعصار، ولم يرد في الملخص أي ذكر لموضوع التطعيمات أو اللقاحات. كما لم يرد أي ذكر للقاحات في صحيفة وقائع البيت الأبيض الصادرة في 28 سبتمبر والتي توضح بالتفصيل استعدادات إدارة بايدن للإعصار.