الراديوطبيبك الخاص

حق الإجهاض ونصائح حول اللقاح وتأثير الأدوية على الخصوبة والحمل

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج “اسألوا الدكتور شما”، مع خبير الخصوبة، الدكتور فائق نيكولاس شمّا، الحاصل على البورد الأمريكي في أمراض العقم، وأخصائي الغدد الصماء والأمراض التناسلية

تتناول الحلقة 3 موضوعات هامة، أولها إنهاء قانون الإجهاض المتطرف في ميشيغان الصادر عام 1931، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على عيادات “IVF” ومقدمي رعاية الصحة الإنجابية في ميشيغان؟، فيما تناولت الفقرة الثانية من الحلقة معلومات حول لقاح نوفافاكس، وكيف يختلف عن لقاحات فيروس كورونا الأخرى؟، وما هي مميزات هذا اللقاح بالنسبة للحوامل، ولمن يوصى به؟

وفي الفقرة الثالثة يحدثنا الدكتور شما عن أهم فئات الأدوية التي يمكن أن تؤثر سلبًا أو إيجابًا على الخصوبة أو الحمل، ويعطي مستمعينا بعض النصائح حول الطرق الآمنة لاستخدامات الأدوية.

عمليات ناجحة
* في البداية، أود أن تطلعنا على عدد عمليات أطفال الأنابيب الناجحة التي ساهمت في إسعاد قلوب الأمهات والآباء؟

** هذا سؤال صعب، ولكن في العام تقريبا تكون هناك من 1000 إلى 1200 عملية، وهذا منذ 30 سنة تقريبا في العمل، وبالتالي في المتوسط قمنا بإجراء حوالي 30 ألف عملية، وبالتأكيد لم تكن جميعها ناجحة، ولكن معظمها نجحت.

* كيف يكون شعور الأم عندما تنجح العملية؟، حدثنا قليلاً عن هذا الجانب، دكتور شما.

** انا أشكر الله ليل نهار إنه أعطاني القدرة على العمل في هذا المجال الطبي، لأنه ينتهي دائما بالفرح والسعادة، ففرحة الأهل تكون كبيرة عندما تحمل الأم، والفرحة تزداد عندما ينتهي الأمر بالإنجاب.

الأطباء والضغوط النفسية
* أنا بدأت بهذه الأسئلة من أجل إيضاح حجم المسؤولية والضغط النفسي على الطبيب، لا سيما هنا في أمريكا، حيث تكون الدراسة صعبة، والضغوط النفسية شديدة على الطبيب، ويمكن أن تؤثر على عملهم إذا لم يكن يحبه بالفعل، ونجد في بعض الأحيان حالات انتحار بين الأطباء ودارسي الطب، فما تعليقك، دكتور شما؟

** أنا طبيب وكل إخوتي أطباء، وأعرف جيدًا حجم الضغوط النفسية على الأطباء، لأنه كما يُقال إنقاذ حياة إنسان بيد الطبيب، لذلك يجب على الطبيب أن يدخل التخصص الذي يحبه ويريد أن يكمل حياته فيه، وأن يعتبر الطب رسالة وليس واجب يؤديه، وفي حالة عدم حب الطبيب لعمله فإن الضغوط الكبيرة للأسف ستؤدي به إلى الاكتئاب وفي الأخير يمكن الأمر أن ينتهي بالانتحار.

قانون الإجهاض بميشيغان
* المحكمة العليا أصدرت وقفًا لقانون الإجهاض الصادر في عام 1931م لحين قيام الناخبين في ميشيغان لحسم مصيره في انتخابات نوفمبر المقبل، فكيف يمكن لذلك أن يؤثر على عيادات الـ “IVF”، ليس فقط في ميشيغان ولكن في كل الولايات الأمريكية؟

** نحن في ميشيغان يوجد قانون موجود منذ عام 1931م يمنع الإجهاض بالولاية، حتى في حالات الاغتصاب، وتم تعليق هذا القانون مع ظهور قرار في قضية رو ضد وايد، ولكن مؤخرًا خرجت المحكمة العليا وأوقفت قرار رو ضد وايد، وبالتالي أصبح على كل ولاية أن تقرر بنفسها ما الذي يحدث فيما يخص الإجهاض، وبالتالي تلقائيًا في ميشيغان سيبقى العمل وفقًا لقانون 1931م إلى أن يقرر الناخبون.

ولكن حكومة ميشيغان قررت إيقاف القانون بعدما أصدر قاضيان حكمًا بإيقافه مؤقتًا، وذلك لأنهم رأوا أن هذا القانون لا يتماشى مع دستور ولاية ميشيغان، كما قررت قاضية أيضا أنه لا يجوز للمدعيين العاميين أن يصدروا اعتراضًا على القرار القضائي بوقف القانون.

يمكن أنا طوال حياتي المهنية لم أجري أي عملية إجهاض، ولكن المطالبات المنتشرة حاليًا من النساء والفتيات تقوم على أساس أنهن يردن أن تكون لهن السيطرة على أجسادهن وحياتهن بحرية، وتم تجميع 38 ألف توقيع من أجل وضع بطاقة أمام الناخبين بميشيغان في نوفمبر من أجل التصويت على استمرار قانون 1931م كما هو أو التخلص منه نهائيًا، وأنا أتصور أن هذا القانون لن يستمر، لأنه من الصعب جدا تطبيقه، تصوري أن تكون هناك حالة اغتصاب، ولا نستطيع إجراء عملية إجهاض للجنين.

أما بخصوص عيادات الـ “IVF”، فسيكون التأثير في جانبين؛ الأول هو ماذا الذي سيتم فعله بالأجنة المفرزة؟!، لأن المحكمة ستعتبر هذا الجنين هو إنسان بالرغم من أنه جنين موجود في ثلاجة!، الثاني هو أنه عند عمل فحص جيني للأجنة، ماذا الذي سنفعله بالأجنة التي بها مشكلات جينية؟!، لكن بأي حال أتصور بأن المشكلة الأكبر تخص النساء الراغبات في إجراء عمليات الإجهاض أكثر مما يتعلق بعيادات الـ “IVF”.

* من ناحية أخلاقية، هل يمكن أن يصدر قانون أكثر تلائمًا مع الوضع الصحيح ويكون أكثر مرونة ولا يضع الإجهاض بشكل مباح، وفي نفس الوقت ألا يكون صارمًا مثل قانون 1931م؟

** من الممكن أن يصدر قانون مماثل لما ذكرتيه، لكن وضع قانون يخص الإجهاض من عدمه هو ـ وكما ذكرت القاضية التي أوقفت قانون 1931م ـ قانون يحرم الشخص من السيطرة على حياته والتحكم في جسده.

وأنا أتمنى من مجلسي نواب وشيوخ الولاية ألا يصدروا أي قرار، لأن غالبًا صدور قرار عنهم لن يرضي الجميع، والأفضل أن يكون هناك تصويت وينتهي القانون، ويعود الأمر بشكل أخلاقي إلى الطبيب والأسرة والمرأة نفسها.

لقاح نوفافاكس
* ما هو لقاح نوفافاكس المضاد لكورونا؟، وكيف يختلف عن اللقاحات الأخرى؟

** نحن لدينا في الولايات المتحدة 4 لقاحات مضادة لكوفيد-19، وبالمناسبة أنا في رأيي لا يزال الفيروس موجودًا بالرغم من خروج رئيس الولايات المتحدة ليعلن أن الوباء قد انتهى، أنا أتصور أن 20٪ من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة مصابين بالكوفيد، وهؤلاء يعودون إلى منازلهم يوميًا وقد يصيبون أجدادهم وجداتهم كبار السن، لدينا في أمريكا مليون و50 ألف شخص توفوا بسبب كوفيد-19، وهنا في ميشيغان هناك يوميصا حوالي 28 شخصًا يتوفون بسبب كوفيد-19.

ما أود قوله إن الفيروس لا يزال موجودًا، ولا أتصور أننا سنتخلصه منه في القريب العاجل، ولا يجب أن ننسى أن هناك حوالي 20٪ إلى 25٪ من سكان أمريكا لم يأخذوا أي لقاح، وهؤلاء من المتوقع ان يُصابوا بالمرض، ومن ثمَّ تظهر لديهم متحورات جديدة من المرض، ولن ينتهي الموضوع.

ويجب أن نشير هنا، إلى أن تأثير المرض يكون أقل بكثير في حالة أن الشخص تم تطعيمه باللقاح والجرعات المعززة، هذه اللقاحات هي: فايزر وموديرنا وجونسون آند جونسون، ثم لقاح نوفافاكس الذي ظهر مؤخرًا من شهر تقريبا، وهذا الأخير لا يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال “mRNA” الموجودة في باقي اللقاحات، والتي هي ببساطة تجعل الجسم ينتج بروتين أجسام مضادة للفيروس، وبالتالي تتشكل مناعة بالجسم ضد الفيروس.

لقاح نوفافاكس يستخدم فيروسًا معطلاً، وتحديدا عن طريق بروتين معدل من الفيروس المسبب للوباء، مع مكون نباتي لتوليد استجابة مناعية أقوى لدى الجسم، وهو أنجح وأفضل من اللقاحات الأخرى خاصةً مع المتحورات الجديدة، وإذا واجه الجسم فيروسات في المستقبل سيكون مستعدًا لذلك.

وبالرغم من أن لقاح نوفافاكس مسموح به في بعض دول العالم كلقاح معزز لمن أخذوا أي لقاح من قبل، إلا أنه هنا في الولايات المتحدة لم يسمح بذلك بعد، ومسموح به فقط لمن لم يحصلوا على أي لقاح من قبل، ولا أعرف سبب تأخر إدارة الغذاء والدواء (FDA) في السماح به كلقاح معزز، بالرغم من أن هذا اللقاح أمريكي، وبالرغم من أن معظم الدول الأوروبية واليابان وبعض دول الشرق الأوسط قد سمحت به كجرعات معززة.

* برأيك، ما سبب هذا التأخير؟

** من يومين، أرسلت مجلة “Fortune” طلبًا إلى “FDA” تسألهم عن سبب التأخير، بالرغم من دول العالم العديدة التي باتت تستخدم هذا اللقاح كمعزز، لكن الـ “FDA” لم تجاوبهم.

وأنا شخصيًا أن انتظر أن تجيزه الـ “FDA”، وسأكون أول من يحصل عليه، وأن أشجع المستمعين على ذلك أيضا، لأننا على أبواب الشتاء، حيث من المتوقع ان تنتشر العدوى أكثر لا سيما مع بقاء الناس في منازلهم متقاربين لفترات أطول، لذا من الضروري أن يكونوا محصنين بلقاح فعال وقوي، ويكفي فقط أن نعرف أن هناك 40 ألف شخص من ميشيغان توفوا بسبب كوفيد-19 خلال سنتين.

* منظمة الصحة العالمية (WHO) لم تقل صراحةً أنه بإمكان المطعمين سابقًا أن يأخذوا هذا اللقاح، فلماذا برأيك؟

** ربما لعدم توفر القدر الكافي من الجرعات التي يمكن إعطاءها للملايين حول العالم، لكن من المؤكد أن تقر بذلك في وقت لاحق، لأن بعض الدول الأوروبية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية أقروا هذا اللقاح، وأتاحوه للملقحين سابقًا.

الحوامل ولقاحات كورونا
* وماذا عن نصيحتك للنساء الحوامل؟

** أنا أنصحهن جميعا بالحصول على اللقاح قبل أن يصيبهن المرض، سواء موديرنا أو فايزر، وإن كنت أفضّل موديرنا، وهذا رأيي الشخصي، أخذ الحوامل للقاح أمر ضروري للغاية، لأن كورونا قد تؤدي إلى الإصابة بالجلطات وبالتالي التأثير سلبيًا على الحمل وصحة المرأة بشكل عام.

* وماذا عن أخذ الجرعات المعززة أثناء الحمل؟

** لا بد لها أن تأخذها، ولا مشكلة من ذلك، ولا توجد أي دراسات تتحدث عن وجود تأثير سلبي للقاحات على المرأة الحامل، وأنا حتى الآن لا أجد أي مبرر لأي شخص يجعله لا يحصل على اللقاح، وإذا أصابنا المرض فإن تأثيره يكون ضعيفًا ولا يستدعي دخول المستشفى.

تأثير الأدوية على الخصوبة
* أشرت في السابق إلى أن علاج العقم يعتمد على كثير من الأمور، منها العمل والمسببات والخصوبة، فهل لك أن تحدثنا عن الخصوبة ومتى نقول إن هذا الشخص ليس لديه مشكلة في الخصوبة؟

** بدايةً فإن 90٪ من البشر ليست لديهم مشكلة بخصوص الحمل والإنجاب، لكن النسبة الباقية يكون لديهم مشكلة، أغلب الناس يحدث الحمل لديهم في فترة من 3 إلى 4 أشهر، وإذا لم يحدث ذلك وكانت المرأة صغيرة في السن، فلا بد من مراجعة الطبيب، وكذلك إذا لم يحدث الحمل وكانوا أكبر من عمر 36 عامًا، وإذا كانوا فوق سن الـ 40 فيجب مراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن، لأن نسبة الحمل في هذا العمر تكون ضعيفة.

فيما يخص الـاثير على الخصوبة، هناك العديد من الأسباب، منها على سبيل المثال تأثير الأدوية الموصوفة، التي يكون بعضها للأسف بدون دراسات طويلة ودقيقة لمعرفة مدى تأثيرها على الخصوبة، من الأسباب الأخرى هناك التدخين وتعاطي المخدرات وتناول الكحول.

هناك 55٪ من النساء بعمر الإنجاب في الولايات المتحدة تشربن الكحول، و25٪ يقمن بالتدخين، و10٪ منهن يتعاطين المخدرات، والأخطر من ذلك أن 10٪ من النساء الحوامل تشربن الكحول، و15٪ من الحوامل يقمن بالتدخين، و5٪ يتعاطين الكوكايين والماريغوانا، وهذه أرقام مخيفة.

وبالمناسبة، حتى تناول الكافيين بكميات كبيرة يكون له تأثير سلبي أيضا، فتناول القهوة بشكل كبير يكون له تأثير سلبي على القدرة على الإنجاب، إلى جانب تأثير الادوية المسكنة والأدوية التي تؤثر على الغدد، إلى جانب الأدوية التي تعمل على تكبير العضلات عند الرجال، هذه أيضا لها تأثير سلبي كبير على القدرة على الإنجاب.

* في الختام، نريد نصيحة أخيرة منك عن اللقاح؟

** أنا أشجع الجميع على أخذ اللقاحات والجرعات المعززة، مثلما أشجع كل جالياتنا على الذهاب إلى مراكز الاقتراع والتصويت في انتخابات نوفمبر المقبل، أيضا من الضروري لكل الأزواج الراغبين في الإنجاب أن يتوقفوا تماما عن الكحول والمخدرات والتدخين، وكذلك التقليل من الأدوية الموصوفة التي قد يكون لها تأثير على القدرة على الإنجاب.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى