أخبار

بوتين يوقع مرسومًا بضم 4 مقاطعات أوكرانية لروسيا وسط رفض المجتمع الدولي

وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسومًا رئاسيًأ يعترف بمقاطعتي خيرسون وزابوريجيا كأقاليم مستقلة عن أوكرانيا تمهيدًا لضمهما إلى الأراضي الروسية بعد الاستفتاء الذي نظمته روسيا هناك.

ووفقًا لموقع “روسيا اليوم” فسوف سيستضيف الكرملين غدًا الجمعة مراسم توقيع اتفاقيات انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا إلى روسيا، وذلك في حفل رسمي يحضره بوتين وبرلمانيون، حيث سيلقي الرئيس الروسي خطابًا رسميًا في الكرملين يعلن فيه انضمام المناطق الأربع لبلاده.

ومن المتوقع أن يحضر الحفل اثنان من القادة الانفصاليين المدعومين من روسيا في الشرق الأوكراني. وسيقوم البرلمان الروسي بالتصديق على ضم المناطق الأربع الجديدة.

وأقيمت الاستعدادات بالفعل لهذا الحفل في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو، ونُصبت لافتات تنسب المناطق الأربع إلى روسيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بسكوف: “غدا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش ستشهد ساحة سانت جورج التابعة لقصر الكرملين حفل توقيع ضمّ المناطق الجديدة إلى روسيا”.

ويأتي قرار بوتين بعد إجراء استفتاءات في في لوهانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا، وفي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب الأوكراني، وسط انتقادات واعتراضات من جانب أوكرانيا والدول الغربية.

وزعمت روسيا أن نتائج التصويت الذي استغرق 5 أيام شهدت شبه إجماع شعبي على الانضمام لروسيا. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

ومنذ عدة أشهر، يدعو مسؤولون معيّنون من جانب روسيا إلى إجراء عملية الضمّ بشكل رسمي، لكن يبدو أن الانتصارات العسكرية التي حققتها أوكرانيا في سبتمبر الماضي اضطرت الكرملين إلى اتخاذ هذه الخطوة.

رفض المجتمع الدولي

وكانت روسيا قد أجرت استفتاءً وفعاليات مماثلة عام 2014 لضمّ شبه جزيرة القرم، وهي العملية التي لم تحظ باعتراف واسع من قبل المجتمع الدولي. وهذه المرة أيضًا سترفض معظم دول العالم ضم المناطق الأربع الجديدة لروسيا.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن قيام روسيا بضم مناطق أوكرانية “لا مكان له في العالم المعاصر”، مشدداً على أنه “تصعيد خطير”.

وأضاف أن “أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا لن يكون له أي قيمة قانونية ويستحق الإدانة”.

وأكد أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير شرعي، مشدداً على أن الأمم المتحدة ملتزمة بسيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية. وتابع “علينا العمل معا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية”.

وقال غوتيريش في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: “في لحظة الخطر هذه ، يجب أن أشدد على واجبي بصفتي الأمين العام لدعم ميثاق الأمم المتحدة. الميثاق واضح. أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد أو استخدام القوة هو انتهاك لمبادئ الميثاق والقانون الدولي”.

وأضاف في تغريدة أخرى: “ما يسمى بـ”الاستفتاءات” التي تمت في المناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي في أوكرانيا لا يمكن وصفها بأنها تعبير حقيقي عن الإرادة الشعبية. وأي قرار تتخذه روسيا للمضي قدماً سيعرض آفاق السلام لمزيد من الخطر”.

من جانبه وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاستفتاءات التي تمت بأنها باطلة ولا قيمة لها ولا تغير الواقع. وأكد أن “وحدة الأراضي الأوكرانية ستُستعاد. وإن رد فعلنا على الاعتراف نتائج الاستفتاءات من قبل روسيا سيكون حادا للغاية”.

وقال زيلينسكي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: “إنني أقدر الموقف الواضح للأمين العام للأمم المتحدة بشأن النية الإجرامية لروسيا لضم المزيد من الأراضي بشكل غير قانوني: لن يكون لهذه الإجراءات أي قوة قانونية، فهي تنتهك بشكل صارخ مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولن يتم الاعتراف بها من قبل العالم”.

في المقابل تعهدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على روسيا بعد الاستفتاءات، وقالت الخارجية الأمريكية إنه تم تدبير وتنسيق كل جوانب الاستفتاءات الزائفة للكرملين في مناطق أوكرانيا مسبقًا. “وقد خطط مسؤولو الكرملين للإعلان عن هذه النتائج مسبقًا قبل أشهر عديدة، ولا يعترف حلفاؤنا وشركاؤنا في حلف الناتو بهذه الاستفتاءات ويعرفون أنها “خدعة”.

من جانبه أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ترفض النتائج غير الشرعية والملفقة لـ “الاستفتاءات” الزائفة التي أجرتها روسيا في أوكرانيا. وأضاف: “هذا انتهاك للقانون الدولي. نحن ندعم سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية”.

جدير بالذكر أن روسيا لا تسيطر بشكل كامل على أيّ من المناطق الأربع التي قررت ضمّها. حيث لا تسيطر موسكو إلا على 60% فقط من دونيتسك، لكن معظم أراضي لوغانسك لا يزال تحت سيطرة القوات الروسية.

وتخضع عاصمة منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا لسيطرة الحكومة الأوكرانية، بينما يجري الآن هجوم مضاد في منطقة خيرسون. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

ورغم مرور سبعة أشهر من اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا من جهات الشمال والشرق والجنوب، لا تزال الحرب مشتعلة هناك على الخطوط الأمامية في جميع المناطق الأربع.

وإذا ضمّت روسيا المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بالكامل، فقد تأخذ الحرب إلى مستوى جديد، حيث تصور موسكو أي محاولة من قبل أوكرانيا لاستعادتها على أنها هجوم على السيادة الروسية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين