
على طريقة أفلام الخيال العلمي، تقوم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA غدًا الاثنين بتنفيذ مهمة تاريخية في الفضاء، لإنقاذ كوكب الأرض من كويكب قد يشكل تهديدًا على البشرية.
المهمة تستهدف الكويكب ديمورفوس Dimorphos، الذي يبلغ عرضه 560 قدمًا ، ويزن أكثر من 5 مليارات كيلوغرام، ويدور حول الشمس على مسافة نحو 7 ملايين ميل من الأرض، وفقًا لصحيفة thehill.
وستبدأ وكالة ناسا التغطية الحية للحدث في حوالي الساعة 6 من مساء الاثنين بالتوقيت الشرقي، فيما يتوقع ان يتم الاصطدام في تمام الساعة 7.14 مساءً. وستتوفر تغطية الفيديو على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوكالة ناسا، بما في ذلك صفحتها على YouTube.
تفاصيل المهمة
وتخطط ناسا غدًا لضرب الكويكب بمركبة فضائية آلية تزن 1000 رطل، بسرعة 14000 ميل في الساعة (25500 كيلومتر في الساعة) في الفضاء السحيق، في مهمة غير مسبوقة تعتبر أول دفاع كوكبي في العالم.
وإذا نجحت المركبة الفضائية التي تحمل اسم (DART) في إعادة توجيه الكويكب المزدوج، فسيكون أول مركبة على الإطلاق تقوم بتحويل مسار كويكب بضربة حركية وتعديل سرعته ومسار طيرانه، مما يؤكد قدرة ناسا المستقبلية على الدفاع عن الأرض من الصخور الفضائية الخطرة.
ووفقًا لموقع “العربية نت” فإن المشهد، الذي سيتم غدًا على بعد حوالي 7 ملايين ميل من الأرض، سيكون فائق السرعة، وسيشبه فيلم من أفلام الخيال العلمي، حيث أن مهمة المركبة الفضائية تتمثل أولًا في اكتشاف كويكب ديمورفوس، وهو بحجم ملعب كرة قدم، والذي سيظهر في كاميرتها كأنه بحجم بكسل واحد.
وبعد حوالي ساعة، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن المركبة DART ستضرب هدفها بقوة كافية لدفع صخرة الفضاء الكبيرة بعيداً عن مسارها قليلاً.
وإذا سار كل شيء وفق المخطط، فإن من المتوقع أن يحدث الاصطدام بين المركبة الفضائية والكويكب عند الساعة 19:14 بالتوقيت الشرقي (23:14 ت ج).
Tomorrow will be a smash. ☄️💥🛰
In exactly 24 hours, DART will become first-ever space mission to demonstrate asteroid deflection by kinetic impactor.
Watch the #DARTMission LIVE tomorrow, Sept. 26 at 6pm ET. ▶️ ➡️ https://t.co/0YPTJKV2Rl@AsteroidWatch @NASASolarSystem pic.twitter.com/VSjbOJ3Eew
— Johns Hopkins APL (@JHUAPL) September 25, 2022
ماذا بعد؟
وبعد اكتمال مهمة DART، سيبدأ علماء الفلك في مراقبة الكويكبات من الأرض عبر التلسكوبات الضوئية والرادار، وتتوقع ناسا معرفة نتائج الاصطدام في غضون أيام أو ربما أسابيع من حدوثه.
وتأمل ناسا من خلال الاصطدام بديمورفوس، في دفعه إلى مدار أصغر، حيث توفر عشر دقائق من الوقت الذي يستغرقه للالتفاف حول ديديموس والذي يبلغ حاليا 11 ساعة و55 دقيقة، وهو تغيير سيكتشف بواسطة تلسكوبات أرضية في الأيام التالية.
وإذا أخطأت مركبة DART هدفها، سيكون لديها كمية وقود كافية لمحاولة أخرى في غضون عامين. لكن إذا نجحت، ستكون خطوة أولى نحو عالم قادر على الدفاع عن نفسه من تهديد وجودي في المستقبل، كما قالت نانسي شابوت من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة “جونز هوبكنز”.
وترى وكالة ناسا أنه من المهم تنفيذ هذه المهمة الفضائية قبل أن تكون الحاجة إليها فعلية، وقال المسؤول في قسم الدفاع الكوكبي في الوكالة، ليندلي جونسون: “إنها لحظة مثيرة ليس للوكالة فحسب بل أيضا لتاريخ الفضاء وتاريخ البشرية”.
New @NASAWebb images of Mars and Neptune, astronaut Frank Rubio launches on his first trip to space, and the #DARTMission prepares to impact an asteroid.
Get our newsletter for these stories, and more: https://t.co/MyG37QzGhO
For @NASA_Es: https://t.co/pYgVhomeWM pic.twitter.com/88TtbNAIVR
— NASA (@NASA) September 24, 2022
مهمة مهمة جدًا
جدير بالذكر أن مركبة الفضاء DART، التي تم بناؤها في جامعة جونز هوبكنز وتم إطلاقها في نوفمبر من عام 2021، صغيرة جداً مقارنة بحجم الكويكب ديمورفوس، حيث يشبه الأمر عربة غولف تصطدم بشيء حجمه يماثل حجم ملعب كرة قدم، لكن ناسا تعتقد أن الاصطدام الذي سيحدث كافي للقيام بالمطلوب، لأنه بمرور الوقت والمسافة، سيتضاعف التغيير الضئيل الذي حدث في مسار الكويكب عدة أضعاف، وهو ما يكفي لضمان إبعاد صخرة الفضاء الضخمة، إذا كانت تشق طريقها إلى الأرض.
وتم إنشاء المركبة DART بعد انفجار نيزك في تشيليابينسك في روسيا عام 2013، مما تسبب في حدوث صدمة في 6 مدن في جميع أنحاء البلاد. وتمتلك ناسا حاليًا مكتب كامل مخصص للدفاع عن الكوكب يسمى مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي.
ولا يشكل كويكب ديمورفوس أي تهديد للأرض، ولكن مهمة استهدافه من خلال المركبة DART هي أول اختبار مادي يتم في الفضاء لأحد المهام الأساسية لوكالة ناسا وهي: الدفاع الكوكبي.
وإذا نجحت DART في دفع الكويكب بعيداً عن مساره، فستثبت أن هذه الإستراتيجية الدفاعية قابلة للتطبيق إذا ما اكتشف العلماء كويكباً متجهاً نحو الأرض ويشكل تهديدًا محتملًا.
ويقول العلماء إن هناك آلاف الكويكبات المشابهة لكويكب ديمورفوس تطير في الفضاء بالقرب من الأرض ويمكن أن تعبر طريقها باتجاه كوكبنا يوماً ما، وإذا اصطدم أحدها بالأرض فقد يتسبب في دمار أقوى من أي سلاح نووي تم اختباره على هذا الكوكب.
لا يوجد كويكب معروف يزيد حجمه عن 140 مترًا لديه فرصة كبيرة للتأثير على الأرض في المائة عام القادمة، لكن العلماء اكتشفوا حوالي 40% فقط من تلك الكويكبات اعتبارًا من أكتوبر 2021، وفقًا لمختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية (APL)، الشريك في مهمة DART.