أخبار العالم العربيمنوعات

غضب في مصر بسبب تمثال فرنسي يهين الفراعنة

حالة من الغضب انتشرت بين المصريين مؤخرًا بعد تداول صور لتمثال بجامعة السوربون الفرنسية يصور العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون وهو يطأ بقدمه رأس ملك فرعوني يشبه أخناتون، ومكتوب تحتها عبارة “أنا من أجل مصر.. ومصر من أجلي”.

ونظم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة طالبوا فيها المسؤولين والجهات المعنية بالتحرك الفوري لإزالة هذا التمثال الذي قالوا إنه يمثل إهانة كبيرة لمصر وحضارتها الفرعونية.

واعتبر كثير من النشطاء أن وضع هذا التمثال في مدخل الجامعة الموجودة في باريس “وقاحة من جامعة السوربون”، وعلق أحدهم على الصورة قائلًا:”يعنى إحنا بنكرمهم ونطلق اسم شامبليون على شارع رئيسي في وسط القاهرة ونعمل له تمثال، وهما يهينونا ويدوسوا على تاريخنا وحضارتنا بالجزمة”.

وأضاف: “لو التمثال ده ما اترفعش من جامعة السوربون يبقى لازم نرفع التمثال اللي في مصر ونغير اسم الشارع كمان”.

فيما علق آخر قائلًا: “دى مش حرية، دى إهانة لشعب وحضارة عريقة، لكن هو ده العادي، إحنا كشعب لم نتحرك إلا بالهتافات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الرد لازم يوجع، من خلال مقاطعة حقيقية للمنتجات الفرنسية من أول الإبرة لحد الصاروخ”.

قصة شامبليون والتمثال

تأتي هذه الأزمة بالتزامن مع احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز اللغة الهيروغليفية المكتوبة على حجر رشيد، على يد العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، في سبتمبر من عام 1822.

وشامبليون (23 ديسمبر 1790 – 4 مارس 1832)، هو أكاديمي وفقيه لغوي وعالم شرقيات فرنسي، اشتهر بفكه لرموز الهيروغليفية المصرية، وبكونه أحد واضعي أسس علم المصريات.

ووفقًا لموقع “مصراوي” فإن تمثال شامبليون المسيء للفراعنة هو تمثال رخامي، نحته الفنان الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي في العام 1875، ويصور شامبليون واقفاً بقدمه اليسرى على رأس ملك فرعوني.

وتم عرض التمثال في حديقة “Parc Egyptian” التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت. كما شارك في المعرض العالمي لعام 1877 الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وبروسيا (ألمانيا اليوم).

وكان من المفترض في الأصل نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكن التمثال لم يجد الدعم المادي الكافي وظل منصوباً في باريس. وفي عام 1878، تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس، في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة.

مشكلة قديمة جديدة

من جانبه قال الإعلامي المصري محمد الباز، عبر برنامجه “آخر النهار”، إن هذه المشكلة ليست بجديدة، خاصة وأن التمثال موضوع في موقعه منذ 147 سنة، ولفت إلى أن  الجالية المصرية في فرنسا طالبت عام 2011 بإزالة التمثال، وظهر الغضب الشعبي تجاهه مرة أخرى حاليًا.

فيما أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المطالبات من المجلس إلى وزارة الخارجية، بشأن إزالة هذا التمثال، بدأت بالفعل منذ ما يقرب من 10 سنوات. وفقًا لصحيفة “المصري اليوم“.

وبالبحث، تبين أن نفس الحملة والغضب الشعبي، أثيرا في عام 2013، وطالب المصريون وقتها بإزالة التمثال الذي يهين الحضارة المصرية، بحسب ما نشرته «Independent Egypt».

ووقتها أرسل بعض علماء الآثار المصريين عريضة إلى وزارتي الخارجية والآثار يدينون فيها التمثال باعتباره ازدراءً للحضارة المصرية، وطالبوا بوقف جميع البعثات الأثرية الفرنسية من العمل في مصر لحين إصدار اعتذار رسمي وإزالة التمثال. كما طلبوا إعادة تسمية جميع الشوارع التي سميت على اسم العالم الفرنسي.

كما هددت عدد من المنظمات المصرية والحركات الشبابية بفرنسا بتصعيد دولي وتنظيم وقفات احتجاجيه، الأمر الذي أثار أزمة بين المصريين والحكومة الفرنسية، حيث اعتبره المصريون بمثابة تعدٍ على حضارة مصر الفرعونية وإهانة لكل مصري بأوروبا.

غضب المسؤولين

من جانبه أعرب مصدر مسؤول بوزارة السياحة والآثار المصرية، عن استيائه الشديد بشأن الصورة المنتشرة لتمثال شامبليون المسيئ للحضارة الفرعونية.

وقال المصدر لموقع “مصراوي“، إن الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، طالبت أكثر من مرة وزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية في باريس بالتدخل الفوري لإزالة هذا التمثال كونه يمثل إهانة للقدماء المصريين والحضارة المصرية.

وأكد المصدر، أن نحت تمثال بهذا الشكل أمر مرفوض تمامًا، وعلى الجهات المعنية في فرنسا إزالته فورًا. وأشار إلى أن مصر تقدر العالم الفرنسي “شامبليون” الذي فك رموز اللغة الهيروغليفية وتحتفل خلال شهر سبتمبر الجاري، بمرور 200 عام على هذا الإنجاز التاريخي، لكنه لا تقبل أن يتم إهانة حضارتها بهذا الشكل.

وفي سياق متصل، أعرب خبراء وعلماء الآثار المصرية، عن غضبهم الشديد، من الصورة المنتشرة للتمثال على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين الجهات المعينة في مصر بالتحرك الفوري لإزالة التمثال، وتقديم شكوى ضد الجامعة الفرنسية.

فيما أكد عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس أن عرض هذا التمثال في أحد أكبر الجامعات الفرنسية أمر مرفوض تمامًا.

وقال: “لم أعلم شيئا عن تمثال شامبليون إلا بعد أن تركت وزارة الآثار، وعندما عرفت بهذا الأمر، كتبت مقالا ضد هذا الموضوع، بل ووقعت على نداء أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي في مصر اعتراضًا على هذا السلوك غير المتحضر تجاه ملك مصري عظيم”، بحسب صحيفة “البيان“.

وفي الإطار نفسه علق مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثارالمصرية، على صورة تمثال شامبليون قائلًا: “نرفض مثل تلك الصورة لأنها تمثل إهانة لحضارتنا، ونتمنى من المصريين يوم 27 سبتمبر المقبل تغيير البروفايل الخاص بهم على السوشيال ميديا إلى حجر رشيد كنوع من الاعتراض على ما حدث”. وفقًا لموقع “فيتو“.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حضرة المواطن” الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد علي بقناة “الحدث اليوم”: “الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي في محاضرة له بفرنسا قال: أعطت مصر بعد كشف رموز حجر رشيد جزءً من مجدها إلى فرنسا، ولم نكن نسمع عن شامبليون أو ماريوت أو ماسبيرو اللي الفرنسيين بيفتخروا بهم لولا أن حضارتنا كانت السبب”.

لا يمثل إهانة!!

في المقابل كان هناك رأي آخر للدكتور عادل المصري، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة المصرية سابقاً، ومستشار وزارة السياحة بباريس، والذي يقيم بها منذ 32 عامًا، وتخرج في جامعة السوربون.

حيث قال إن الصورة المنتشرة لتمثال شامبليون وهو يضع حذائه على رأس أحد ملوك قدماء المصريين لا يوجد بها أي إهانة للحضارة المصرية من أي نوع، مؤكدًا احترام وتقدير الفرنسيين الشديد للحضارة المصرية القديمة واعتبارها مصدر إلهام للبشرية كلها.

وأضاف في تصريحات لموقع “مصراوي“: “أكبر دليل على ذلك هو عمل قسم لدراسة علم المصريات لدراسة كل ما يخص الحضارة المصرية القديمة”.

وتابع:”بالاستفسار حول هذا أمر التمثال من العديد من الأشخاص، بصفتي عشت هناك وعملت مستشارا سياحيا، وجدت أن هناك تباين في الآراء واختلاف في التفسير، ولكن لا يوجد ما يشير إلى إهانة الحضارة المصرية، ولكن وفقا لاختلاف ثقافات بعض الدول وجدت أن الشكل العام لدينا يمثل إهانة، بينما في ثقافات دول أخرى لا يمثل إهانة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين