أخبارتقارير

العالم يودع الملكة إليزابيث الثانية بجنازة مهيبة بعد فترة حكم استمرت 70 عامًا

في جنازة رسمية مهيبة ومراسم استثنائية شيعت بريطانيا والعالم صباح اليوم جثمان الملكة إليزابيث الثانية بعد 11 يومًا على وفاتها عن عمر 96 عامًا.

وتقدم الملك تشارلز الثالث وأفراد من العائلة المالكة مشيعي الملكة التي حكمت البلاد لأكثر من 70 عامًا، فيما شارك المئات من الزعماء والمسؤولين من مختلف دول العالم في الجنازة وسط استعدادات أمنية غير مسبوقة في شوارع لندن لتأمين الحدث.

كنيسة ويستمنستر

وبدأت مراسم التشييع من كنيسة ويستمنستر في قلب لندن، التي وصل إليها نعش الملكة قادمًا من قاعة ويستمنستر حيث كان يسجى الجثمان. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وكانت والدة الملكة إليزابيث الثانية، التي تعرف بلقب الملكة الأم، آخر فرد من العائلة المالكة يرقد في القاعة نفسها، في عام 2002، عندما اصطف أكثر من 200 ألف شخص لمشاهدة نعشها.

وتلا رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، موعظة دينية مع بداية مراسم جنازة الملكة إليزابيث قال فيها: “إن النمط الذي تتميز به سير العديد من الزعماء هو التعظيم في حياتهم والنسيان بعد موتهم. أما بالنسبة لمن يخدمون الرب، سواء كانوا مشهورين ويحظون بالاحترام أو غير معروفين ومجهولين، فإن الموت هو الباب المؤدي للمجد”.

وأضاف: “إن جلالة الملكة قالت أثناء عيد ميلادها الواحد والعشرين إنها ستكرس حياتها لخدمة البلاد والكومنولث، لتلتزم بذلك الوعد الذي نادرا ما يلتزم به من يقطعه على نفسه”.

وأنشد المشاركون في جنازة الملكة الترنيمة التي تم غناؤها وعزفها في حفل زفاف الملكة في عام 1947.

كما أنشد نحو 2000 من المشاركين في الجنازة النشيد الوطني لبريطانيا مع انتهاء مراسم الجنازة في دير كنيسة ويستمنستر.

وكنيسة يستمنستر آبي التي أقيم فيها قداس الجنازة، هي نفس الكنيسة التاريخية التي يتوج فيها ملوك وملكات بريطانيا، بما في ذلك تتويج الملكة في عام 1953. كما شهدت الكنيسة مراسم زواج الأميرة إليزابيث آنذاك من الأمير فيليب عام 1947.

ولم يشهد الدير أي جنازة ملكية منذ القرن الثامن عشر، على الرغم من أن جنازة والدة الملكة أقيمت هناك في عام 2002.

وكان أكبر جرس في كنيسة وستمنستر قد بدأ الدق مرة كل دقيقة حتى وصل إلى 96 دقة تعادل عدد السنوات التي عاشتها الملكة الراحلة.

قوس ويلنغتون

وبعد انتهاء مراسم الجنازة بدأت مراسم نقل نعش الملكة إلى قوس ويلنغتون الذي لا يبعد كثيرًا عن موقع الكنيسة. وشاركت في مراسم نقل النعش 7 مجموعات، تضم كل منها أفرادا من القوات المسلحة البريطانية.

وتبعت كاميلا، الملكة القرينة، وكاثرين، أميرة ويلز، جثمان الملكة في سيارة مباشرة خلف الملك تشارلز وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة، الذين مشوا مرة أخرى خلف النعش. فيما أقلت سيارة ثانية ميغان، دوقة ساسكس، وصوفي، كونتيسة ويسيكس. وقاد الموكب شرطة الخيالة الملكية.

ومع اصطفاف قوات الجيش والشرطة على الطريق، دقت ساعة بيغ بن دقات يفصل بين كل واحدة منها دقيقة واحدة، بينما تحرك الموكب ببطء في شوارع العاصمة، وأطلقت المدفعية طلقات تحية أيضًا كل دقيقة من هايد بارك. وأمكن للأشخاص مشاهدة الموكب شخصيًا من مناطق المشاهدة المحددة على طول الطريق.

أصغر المشيعين عمرًا

شارك الأمير جورج الصغير، 9 أعوام، والأميرة شارلوت، 7 أعوام، في جنازة الملكة إليزابيث الثانية جدة والدهما الأمير ويليام، اللذين أصبحا بوفاة الملكة أمير وأميرة ويلز.

وظهر الطفلان وهما يسيران خلف النعش وسط أفراد العائلة المالكة، في غياب أخيهما لويس الصغير، البالغ من العمر 4 سنوات.

وقالت الصحف البريطانية إن الأميرة كيت والأمير ويليام، فكرا كثيرا بشأن إمكانية مشاركة أطفالهما في الجنازة، قبل أن يخلصا إلى أن جورج وشارلوت قادران على توديع الملكة وفي مرحلة عمرية تسمح لهما بفهم طبيعة العزاء والموت.

من شارك من الزعماء العرب؟

شارك في جنازة الملكة إليزابيث العديد من زعماء دول العالم، من بينهم قادة ومسؤولون من 11 دولة عربية.

وضمت قائمة الزعماء العربية كلًا من: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسلطان عمان، هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ورئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان.

وكانت السعودية قد أعلنت أن ولي العهد محمد بن سلمان لن يحضر الجنازة، وذلك في أعقاب الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية لقرار دعوته للمشاركة في الجنازة، لكن السعودية أرسلت وزير الدولة، الأمير تركي بن محمد آل سعود. وفقًا لموقع “بي بي سي

ومن الكويت حضر ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ومن الإمارات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

كما مثل المغرب في العزاء الأمير مولاي رشيد، شقيق عاهل البلاد الملك محمد السادس. كما حضر عدد من رؤساء وزارات الحكومات العربية مثل: رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، والوزير الأول الجزائري، أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية. وحضر من لبنان رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ومن ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني.

الوداع الأخير

ووفقًا لشبكة (CNN) فقد تدفق آلاف الأشخاص إلى كنيسة وستمنستر والشوارع على طول طريق الموكب الذي يبلغ طوله 40 كيلومترًا من وسط لندن إلى قلعة وندسور، لإلقاء نظرة على نعش الملكة المغطى بالعلم في رحلتها الأخيرة إلى كنيسة القديس جورج داخل أراضي قلعة وندسور.

وبدأ القداس في كنيسة وستمنستر الساعة 11 صباحًا بتوقيت لندن، تبعه دقيقتان من صمت في كافة أنحاء المملكة المتحدة عند الساعة 11:55، ثم بدأت مسيرة النعش يرافقها أعضاء العائلة الملكية على أقدامهم الساعة 12:15 نحو قوس ولنغتون.

وفي الساعة 01:10 ظهرًا تحرك النعش في موكب سيارات نحو كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور، حيث يقام قداس بحضور عدد أقل في الساعة 04:00 عصرًا، ليتم إنزال جثمان الملكة إلى القبو الملكي، وفي الساعة 07:30 سيُقام قداس عائلي قبيل دفن الملكة في الكنيسة التذكارية للملك جورج السادس.

3 مواكب

كانت تربط الملكة علاقة شخصية بالجيش؛ الذي كانت على رأسه، وخدمت كقائدة عامة له. ولم يتركها الجيش في رحلتها الأخيرة ذات الثلاثة مواكب التي عبرت لندن إلى قلعة وندسور – حيث مرقدها الأخير. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

أوّل المواكب وأقصرها كان بنقل نعش الملكة إلى كنيسة ويستمنستر من أجل إقامة قداس الجنازة. أما ثاني المواكب، فاختص بنقل النعش من كنيسة ويستمنستر إلى قوس ويلنغتون آرش تمهيدًا لنقله أخيرا إلى قلعة وندسور.

وبالوصول إلى وندسور، تبدأ مهمة الموكب الثالث المتمثلة في نقل النعش إلى كنيسة سانت جورج في باحة القلعة حيث سيوارى جثمان الملكة الثرى.

الموكب الثاني

وكان التركيز الرئيسي على الموكب الثاني، والعبور من قلب لندن بعد القداس الجنائزي، حيث مضي الموكب تقوده عناصر من شرطة الخيالة الكندية الملكية. وكانت هنالك سبع مجموعات لكلٍّ فرقتها الموسيقية الخاصة.

وشارك أيضا أفراد من الجيش من المملكة المتحدة والكومنولث والشرطة ومن هيئة الخدمة الصحية الوطنية.

وفي قلب الموكب مضي نعش الملكة، مغطىً بالراية الملكية ومتوَّجا بالتاج الإمبراطوري الرسمي. وحملت النعش عربةُ مدفع تابعة للبحرية الملكية.

وكانت المرة الأخيرة التي شوهدت فيها هذه العربة في جنازة اللورد مونتباتن، عمّ الأمير فيليب. وكان ذلك في عام 1979.

كما استُخدمت العربة ذاتها عام 1952 في جنازة الملك جورج السادس، والد الملكة إليزابيث الثانية.

وصحب الملكة فريق حاملي النعش من حُراس غرينادير، والحرس الملكي من فيلق السادة المحترمين في السلاح، ورجال الحرس الملكي البريطاني الرسمي، وفرقة الرماة الملكية.

ومشي خلف النعش أعضاء بارزون من العائلة الملكية، بينهم الملك الجديد وابناه الأمير وليام والأمير هاري. ولحق بهم أعضاء آخرون من العائلة الملكية.

الموكب الثالث

وبوصول الموكب إلى قوس ولينغتون آرش في هايد بارك كورنر، بدأ الموكب الثالث ورحلة نعش الملكة إلى مثواها الأخير في قلعة وندسور.

وعند الساعة 15:00 بالتوقيت البريطاني، وصل النعش إلى الممشى الطويل في قلعة وندسور، الذي يمتد إلى خمسة كيلومترات مسوّرا بصفّين من أعضاء القوات المسلحة.

وحضر الملك وأعضاء بارزون من العائلة الملكية مراسم دفن الملكة في الكنيسة التذكارية للملك جورج السادس، الواقعة داخل كنيسة القديس جورج.

وكانت للقلعة، التي كانت بصفة مستمرة أحد مساكن 40 ملكًا عبر ما يقرب من ألف عام، أهمية خاصة لدى الملكة طوال حياتها. وعندما كانت في سن المراهقة تم إرسالها إلى القلعة خلال سنوات الحرب حيث واجهت لندن خطر القصف، ومؤخراً جعلتها موطنها الدائم خلال جائحة فيروس كورونا.

أما كنيسة القديس جورج التي جرت فيها مراسم الدفن، فهي الكنيسة التي تختارها العائلة المالكة بانتظام لحفلات الزفاف والتعميد والجنازات. وهناك تزوج دوق ودوقة ساسكس، الأمير هاري وميغان، في عام 2018 وحيث أقيمت جنازة زوج الملكة الراحل الأمير فيليب.

وأقيم قداس مواراة الجثمان الثرى بحضور عدد أقل من الضيوف، مكونا من نحو 800 شخص. وأقى العظة قس وندسور، ديفيد كونر، بمباركة من رئيس أساقفة كانتربري جوستين ويلبي.

وشمل القداس مراسم تقليدية ترمز إلى نهاية عهد الملكة، وأبعد المسؤول عن المجوهرات الملكية التاج والكرة الملكية والصولجان من أعلى التابوت، وتم فصل الملكة عن تاجها للمرة الأخيرة.

وتم بعد ذلك إنزال جثمان الملكة إلى القبو الملكي، وعزف عازف القرب الملكي معزوفة جنائزية، لتنتهي بذلك مراسم الدفن ويغادر الملك وأفراد العائلة المالكة الكنيسة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين