العنصرية في ألمانيا.. شرطي يهين سيدة سورية ويعتقل زوجها بعنف أمام طفلهما

أدان ناشطون تنامي الممارسات العنصرية في ألمانيا بعد واقعة قيام ضابط شرطة ألماني بإهانة سيدة سورية خلال عملية اعتقال زوجها أمام طفلهما، في منزلهما الذي يقيمان فيه بمنطقة ليشتنبرغ في العاصمة الألمانية برلين. وفقًا لموقع “تليفزيون سوريا“.
وأظهر مقطع فيديو لحظة اعتقال الزوج السوري، وزوجته وهي تصرخ، بينما يبكي طفلهما الملقى على السرير من الخوف، في حين قامت الشرطة بتقييد الزوج وإلقائه على الأرض”.
وعندما تطلب المرأة من الشرطي ترك زوجها والمغادرة قائلة له “هذا بيتي وعليكم الخروج”، يرد الضابط عليها بالقول “هذه بلدي وأنتم ضيوف هنا”.
وعندما يسمع الزوج أن الضابط يقول لزوجته “اخرسي”، يصرخ الرجل على الضابط بالقول: “لا تتحدث مع زوجتي بهذه الطريقة”، فيرفع الضابط أصبعه ويقول “يجب على زوجتك ألا تتحدث معي هكذا، أنت هنا في بلدنا، وعليك أن تتصرف وفقاً لقوانيننا”. ويهدد المرأة بالسجن إذا لم تبتعد.
"هذه بلدي وأنت ضيفة فيها"!
ضابط ألماني يهين سيدة سورية ويحتجز زوجها أمام طفلهما الذي دخل في نوبة بكاء.. ما القصة؟
إعداد : @Hasanalhusayean#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/b3DdI9kvdk— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 14, 2022
بلاغ وتحقيق للشرطة
ووفقًا لصحيفة (bild) الألمانية، فإن الزوجين قدما شكوى إلى السلطات بشأن الأذى الجسدي الذي تسبب به عناصر من الشرطة الألمانية لهما خلال عملية الاعتقال، حيث أصيب الرجل بجروح طفيفة في ذراعه، كما تعرضت زوجته للإهانة بدافع كره الأجانب، وأصيب طفلهما الصغير بالرعب مما حدث، وقدما التسجيل المصور كدليل على ما حدث معهما”.
وقالت شرطة برلين في ببان لها إن إدارة الشرطة المركزية تحقق في الواقعة وفي الإهانات المعادية للأجانب التي وجهها ضابط شرطة في برلين أثناء إحدى العمليات”.
وأضافت أنه وفقاً للمعلومات المتوافرة لديها فإنه في صباح 9 سبتمبر الجاري، زار ضباط شرطة برلين شقة أسرة سورية للتحدث إلى الزوج البالغ من العمر 30 عاماً بموجب مذكرة توقيف بحقه لحصوله على مزايا عن طريق الاحتيال.
ووفقًا لصحيفة ديرشبيغل، فقد كان الزوج السوري مطلوبًا لدى الشرطة لعدم دفعه غرامة بمبلغ 750 يورو على خلفية ركوبه وسائل مواصلات كالحافلة والقطار دون أن يدفع ثمن التذاكر لـ3 مرات على الأقل.
وبحسب بيان الشرطة فقد تم وضع الزوج على الأرض مقيّد اليدين لأنه قاوم خلال اعتقاله، في حين قيل إن الزوجة البالغة من العمر 28 عاماً حاولت تحرير زوجها من حجز الشرطة”.
وقال متحدث باسم السلطات إن تصرف الشرطة لا يتوافق مع المبادئ التوجيهية لشرطة برلين، مضيفًا “نحن نقف ضد أي شكل من أشكال السلوك التمييزي وغير الإنساني”. وفقًا موقع “الجزيرة نت“.
تفتيش عنصري
وكانت منظمتان تدافعان عن طالبي اللجوء قد انتقدتا مؤخرًا حملة تفتيش “عنصرية” قامت بها الشرطة الألمانية في محطة القطار الرئيسية بمدينة دريسدن “تستهدف الأشخاص الملونين”.
وقالت منظمة “برو أزول” و”مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا” إن هناك عمليات تفتيش عنصرية للشرطة الألمانية في محطة قطارات دريسدن منذ نهاية أغسطس تستهدف الملونين بشكل واسع وبصفة خاصة اللاجئين من سوريا وأفغانستان”.
ودعت المنظمتان إلى “وضع حد لهذه الممارسة التمييزية”. كما دعتا إلى وقفة احتجاجية ضد العنصرية أمام محطة دريسدن تحت شعار “كافح العنصرية!”.
ووفقًا لموقع “مهاجر نيوز” فقد أوضحت فيبكِ يوديت، مسؤولة السياسة القانونية في منظمة “برو أزول”، أن عمليات التفتيش تنتهك “منع التمييز المنصوص عليه في المادة 3 من القانون الأساسي (الدستور الألماني) ويجب إيقافها على الفور”. وطالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعدم التسامح مع مثل هذه “الممارسات العنصرية العلنية”.
العنصرية في ألمانيا
وكان المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM) قد أجرى دراسة تعد الأولى من نوعها، لرصد حالات التمييز والعنصرية داخل المجتمع الألماني.
واستندت الدراسة إلى مقابلات مع نحو 5 آلاف شخص يعيشون في ألمانيا، وخرجت بنتائج لم يكن يتوقعها فريق البحث.
فقد تبين أن 90% من المستطلعة آراؤهم يؤكدون وجود عنصرية في ألمانيا”. وفوجئ فريق البحث بعبارات متكررة في الاستطلاع تقول “نحن نعيش في مجتمع عنصري”.
ووفقًا لشبكة “دويتشه فيله DW” الألمانية، فقد ركزت الدراسة على 6 مجموعات داخل المجتمع الألماني هم: اليهود والمسلمون والآسيويون والأوروبيون الشرقيون، و”السنتي والروما” (جماعات فرعية من غجر أوروبا)، وكذلك على أصحاب البشرة السوداء.
وقال 58% من المنتمين إلى هذه الفئات، إنهم تعرضوا لمرة واحدة على الأقل لحوادث عنصرية.
وأظهرت الدراسة أن 45% من سكان ألمانيا عايشوا مرة واحدة بشكل شخصي حوادث عنصرية، في حين قال نحو 22% إنهم تعرضوا شخصياً لحوادث عنصرية