عزل أستاذة جامعية مصرية رقصت على فيسبوك ودافعت عن إبليس وسخرت من الشعرواي

أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكماً نهائياً برفض الطعن المقدم من الدكتورة منى برنس، المدرس بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية بجامعة السويس، وأيدت الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري، بعزلها من وظيفتها مع استحقاقها للمعاش أو المكافأة.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن قرار مجلس تأديب أعضاء هيئة التدريس بجامعة السويس بعزل “برنس” من وظيفتها استند على أسباب مبررة قانوناً، مؤكدة أنها تيقنت من ثبوت المخالفتين المنسوبتين لها ثبوتاً يقينيا، وفقًا لصحيفة “الشروق” المصرية.
فيديوهات رقص
وقالت المحكمة إن أول هذه المخالفات تمثلت في نشرها عدة فيديوهات ترقص فيها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مع إصرارها على تكرار نشر مقاطع جديدة، بما يحط من هيبة أستاذ الجامعة ومن رسالته ومسئوليته عن نشر القيم والارتقاء.
كما تضمنت أوراق القضية قرص مدمج احتوى على صور لـ”برنس” بالمايوه منشورة على صفحتها على الفيسبوك، وكذلك صور أخرى كثيرة وهى ترقص في أماكن متعددة سواء بمفردها أو مع أشخاص آخرین وأمامها زجاجات الخمر.
وأوضحت المحكمة أن برنس أقرت بنسبة هذه الصور والفيديوهات إليها، وبأنها هي التي تقـوم بالرقص، وهي التي قامت بنشرها جميعاً علي صفحتها بالفيسبوك، وهي صفحة عامة متاحة لكل من يرغب في الدخول إليها من العامة والطلاب.
واعتبرت المحكمة أن هذه المخالفة تحط من قدرها كأستاذة جامعية، مؤكدة أنه لا يجوز لأستاذة الجامعة أن تتخذ من الرقص شعاراً تدعو به الناس، بما ينال من هيبتها أمام طلابها، ويجرح شعور طالباتها، ويمس كبرياء زميلاتها رفيقات دروب العلم.
الدكتورة #منى_برنس تنشر فيديو رقص جديد: "هفضل أرقص طول ما فيا صحة"
و"كل سنة وإحنا طيبين.. ارقصوا وافرحوا"https://t.co/gId7UcQzS2 pic.twitter.com/JBinX56leY
— اليوم السابع (@youm7) April 16, 2017
الدفاع عن إبليس
أما المخالفة الثانية فتمثلت في الخروج على التوصيف العلمي للمقررات الدراسية، ونشر أفكار هدامة تخالف العقائد السماوية والنظام العام، لما ألقته على الطلاب بأقوالها في المحاضرات بالطعن في ثوابت الدين بقولها (لقد تعرض إبليس للظلم وأنه هو الشخصية الأفضل لأنه عبر عن إرادته بحرية ودافع عن اختياره بإرادته دون أن ينساق للتعليمات والأوامر كما فعل القطيع، وأن مسألة المصير في الآخرة محل نقاش) ونصحتهم بعدم الالتزام بالتقاليد، وما تشمله من أديان لأنها تؤدى إلى التخلف.
وقالت المحكمة إن الحرية الأكاديمية لا تعنى إنكار ما هو معلوم بالدين بالضرورة والطعن في ذات الله جل علاه مع مخلوقاته، وبث الشك في نفوس الطلاب بالحياة الآخرة وتعظيم شأن الشيطان ضد خالقه بالمخالفة لتعاليم الأديان.
سخرية من الشعراوي
وكانت منى برنس قد سخرت من الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث نشرت صورة لها بـ”سيقان عارية” على صفحتها بموقع “فيسبوك” وعلقت عليها قائلة: “طب الحق أقول ذكرياتي مع الشعراوي بقي قبل ما التريند يخلص”.
وأضافت: “زمان وأنا طفلة صغيرة كنا بنتغدى، العيلة يعني، في مطعم في شارع قصر العيني وكان الشعراوي بيتغدى مع ناس في صالة خاصة، وأنا شفته وقلت لبابا الشعراوي الشعراوي.. باعتباره نجم تلفزيوني بقى كنا بنتفرج عليه يوم الجمعة”.
وتابعت: “رحت سلمت عليه لوحدي والراجل حط إيده علي راسي وضحك وقال لي، أنبتك الله نباتا حسنا”.
وتابعت ساخرة: “وعنها.. وأهو زي ما انتوا شايفين أنبتني أحسن نبات والله.. مافيش بعد كدة بقى، وده شكل النبات بعد 40 سنة من حطة إيد الشعراوي”.
وعلقت الكاتبة نجلاء خليل على منشورها قائلة: “حضرتك حرة في نفسك لا تقحمي الإمام، ربما تتحقق دعوته فالعبرة بالخواتيم”، لترد عليها منى برنس قائلة: “حضرتك أنا بحكي موقف حصل زمان.. وأنا نبات حسن بدعوته أو من غير”.
إساءة لأساتذة الجامعة
وكانت المحكمة الإدارية العليا قد قالت في ختام حكمها بتأييد عزل منى برنس من وظيفتها إنه “لا يجوز لأستاذ الجامعة ولو خارج نطاق الوظيفة أن ينسي أو يتناسى أنه تحوطه سمعة الدولة، وترفرف عليه مُثلها، وأن الكثير من تصرفاته الخاصة قد يؤثر في حسن سير المرفق الجامعي وسلامته، أو يعوق سيره ويضر بسلامته، وقد يؤثر في كرامة الوظيفة ورفعتها أو الحط منها والتحقير من شأنها”.
وأضافت: “ولا ريب أن أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لا يقتصر الأمر بالنسبة لهم على شرط الكفاءة فحسب بل يلزم أن يتوازى معه شرط السلوك الحميد، فأصحاب القدوة الذين يقودون تعليم النشء كأساتذة الجامعات تـدق بالنسبة لهم موازين الحساب عند ارتكاب أخطاء أو هفوات تنال من سمعة التعليم في النفوس وتضر بالأجيال الناشئة، وتهز صورة ومكانة المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً”.
تعليقها على الحكم
من جانبها استنكرت منى برنس الحك الصادر ضدها، وعلقت عليه من خلال منشور على صفحتها بموقع فيسبوك قائلة: “أكيد طبعًا، إنه غير ممكن وغير واقعي في مصر إن أكاديمية، كاتبة، مترجمة، فنانة خزف، رشحت نفسها لرئاسة مصر في 2012 و 2018 وبتحب الحياة وبتستمتع بها، ترجع تدخل قاعات محاضرات وتقابل طلبة وتدعوهم للتفكير والنقاش الحر العقلاني من خلال النصوص الأدبية. غير ممكن طبعًا إن المحكمة تحكم بعودتي إلى عملي كأستاذة في جامعة مصرية، وتحكم بعزلي النهائي من العمل في الجامعات المصرية المحترمة.
شكرًا للقضاء المصري، وربنا يعينك يا مصر”.