بعد 6 أشهر على الحرب.. تقدم أوكراني مفاجئ وانسحاب روسي وسط تراجع معنويات جنود بوتين

بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، يبدو أن الدفة بدأت تتحول في غير صالح روسيا ورئيسها بوتين، الذي كان يأمل في تحقيق أهدافه في أوكرانيا خلال أيام معدودة، فإذا بقواته تغرق في مستنقع حرب بلا نهاية.
جاء ذلك بعد أن اضطرت القوات الروسية للانسحاب من بلدات رئيسية شرقي أوكرانيا، تحت ضغط الهجوم الأوكراني السريع والمضاد الذي حقق المزيد من المكاسب.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن الجيش الأوكراني استعاد 2000 كيلومتر من الأراضي خلال سبتمبر الجاري، مؤكدًا أن الجنود الروس يتخذون “الخيار الصائب” بالفرار على وقع الهجوم الأوكراني في شمال شرق البلاد وجنوبها.
ووفقًا لموقع “الحرة” تشكّل استعادة السيطرة الأوكرانية على مراكز حضرية مثل كوبيانسك وإيزيوم ضربة كبيرة لقدرة روسيا على إيصال إمدادات إلى مواقع على خط المواجهة في الشرق، ومن شأن ذلك أن يخفف سيطرة روسيا هناك.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم دخلت مدينة كوبيانسك اليوم السبت، وهي مركز إمداد حيوي للقوات الروسية في شرق البلاد. وسيكون التقدم الأوكراني – إذا تم الحفاظ عليه – الأهم منذ انسحاب روسيا من المناطق المحيطة بكييف في أبريل الماضي.
وقد يستخدم هذا التطور كإشارة إلى أن الجيش الأوكراني يمكنه استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، بينما تواصل كييف طلب الدعم العسكري من الغرب. وبالنسبة لروسيا فإن ذلك سيمثل انتكاسة كبيرة لها، حيث غزت قواتها هذه المنطقة في الأسبوع الأول من الحرب. وفقًا لموقع “بي بي سي“.
تراجع الروح المعنوية
وجاء التقدم الأوكراني وسط تراجع ملحوظ في الروح المعنوية للجنود الروس، وكشفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الجيش الروسي نشر طائرات هليكوبتر وأسلحة في منطقة خيرسون، في محاولة لاعتقال الجنود الذين فروا من مواقعهم.
وقالت الهيئة في منشور على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك إن “الخسائر الكبيرة وعدم الرغبة في القتال يساهمان في تدهور الحالة الأخلاقية والنفسية للقوات الروسية”. مشيرة إلى أن عدد الفارين من الخدمة العسكرية آخذ في الازدياد.
وأضافت أنه “في منطقة خيرسون، وفي منطقة مستوطنة بابينكيفكا الثانية، اضطر الجانب الروسي إلى نشر طائرات هليكوبتر وأسلحة للبحث عن الهاربين وإعادتهم إلى مواقع القتال”.
وقالت مجلة “نيوز ويك” إن التقرير الأوكراني يقدم نظرة جديدة على حالة الجنود الروس، مشيرة إلى أنه كانت هناك عدة مؤشرات على تراجع الروح المعنوية للجنود الروس، ومن بينها تقرير استخباراتي بريطاني قال إن القوات الروسية تعاني من “مشكلات في الروح المعنوية والانضباط” في أوكرانيا.
وأوضح التقرير أن التعب القتالي وارتفاع عدد الضحايا من بين المشاكل الرئيسية التي يعاني منها الجنود الروس.
تبرير روسي
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها إن قواتها تراجعت من بلدة إيزيوم للسماح “بإعادة تجميع صفوفها”. وأكدت أيضًا أن انسحاب القوات من بلدة بالاكليا الرئيسية جاء من أجل “تعزيز الجهود” على جبهة دونيتسك.
وقال البيان إنه “تم تنفيذ عملية استغرقت 3 أيام لخفض عدد قوات مجموعة (إيزيوم بالاكليا) ونقلها المنظم إلى أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وفي ردها على المكاسب التي حققتها القوات الأوكرانية قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قرار الانسحاب تم اتخاذه لإعادة تجميع صفوف القوات الروسية في منطقتي بالاكليا وإيزيوم، وإعادة توجيه جهودهم في اتجاه دونيتسك”.
ووفقًا لشبكة (CNN) فقد قالت الوزارة إن “عملية تحرير دونباس تضمنت عددًا من عمليات التحويل والانتشار إيذانا بأنشطة القوات الفعلية”، وزعمت أن القوات الروسية “دمرت أكثر من ألفي مقاتل أوكراني وأجنبي، بما في ذلك أكثر من 100 عربة مدرعة ومدفعية في ثلاثة أيام”.
وقالت الوزارة إن “قوات الاتحاد الروسي تم تقليصها وإعادة انتشارها في جمهورية دونيتسك الشعبية على مدى ثلاثة أيام”، و “فتحت نيرانًا كثيفة على العدو لمنع تكبد خسائر”. ولم تعترف الوزارة بأي تراجع عن خاركيف، وزعمت بدلاً من ذلك أن هناك إعادة انتشار مخطط لها.