أمريكا تخطط لاستقبال 125 ألف لاجئ في العام المقبل

تخطط إدارة الرئيس جو بايدن للاحتفاظ بهدفها المتمثل في استقبال ما يصل إلى 125 ألف لاجئ في السنة المالية 2023، على أمل تحقيق هذا الهدف الذي لم تصل إليه في عام 2022، وفقًا للإحصاءات الحكومية التي استعرضتها شبكة “CBS News“.
اعتبارًا من أكتوبر، سيتم تطبيق الحد الأقصى المقترح لعدد اللاجئين، بالرغم من أنه لا يزال بحاجة إلى موافقة رسمية من قبل الرئيس بايدن، حيث ستبدأ أمريكا في استقبال اللاجئين الأكثر ضعفًا الذين نزحوا بسبب الحرب والعنف في جميع أنحاء العالم.
يُعد سقف اللاجئين هدفًا تسعى البلاد للوصول إليه، ولا يتطلب من الحكومة بالضرورة إعادة توطين هذا العدد المحدد من اللاجئين.
في الواقع، فشلت إدارة بايدن كثيرًا في تلبية أهدافها المتعلقة بقبول اللاجئين على مدار العامين الماضيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تدمير نظام إعادة التوطين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي صور اللاجئين على أنهم يمثلون تهديدات ثقافية واقتصادية وأمنية.
في حين أنها خصصت 125 ألف مكان للاجئين في السنة المالية 2022، أعادت إدارة بايدن توطين أقل من 20 ألف لاجئ في أول 11 شهرًا من العام، بحسب أرقام وزارة الخارجية اعتبارًا من 31 أغسطس.
ومع ذلك، فإن حصيلة قبول اللاجئين لا تشمل عشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر والأوكرانيين المشردين الذين استقبلتهم إدارة بايدن خلال العام الماضي، بينما يصل اللاجئون إلى الولايات المتحدة بوضع قانوني دائم، تم قبول الغالبية العظمى من اللاجئين الأوكرانيين والأفغان بموجب عفو إنساني، وهو تصنيف قانوني مؤقت.
وفقًا لاقتراح وزارة الخارجية، تخطط الولايات المتحدة في السنة المالية 2023 لتخصيص 40 ألف مكان للاجئي أفريقيا، و35 ألف للشرق الأدنى وجنوب آسيا، و15 ألفًا لشرق آسيا، ونفس العدد لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وعدد مماثل لأوروبا وآسيا الوسطى، وسيتبقى 5 آلاف طلب غير مخصصة، وفقًا لشبكة “US News“.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، في بيان، أن الإدارة أرسلت اقتراحها الخاص باللاجئين إلى الكونغرس.
وقال برايس: “يوصي التقرير المقدم إلى الكونغرس بتحديد هدف قبول اللاجئين يبلغ 125 ألفًا للسنة المالية 2023 لتلبية الاحتياجات المتزايدة الناتجة عن الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 100 مليون نازح حول العالم”.
كما هو الحال في السنة المالية 2022، ستواجه إدارة بايدن صعودًا شاقًا في إعادة توطين ما يقرب من 125 ألف لاجئ في الأشهر الـ 12 المقبلة، نظرًا لتخفيضات إعادة التوطين في عهد ترامب ووباء فيروس كورونا، الذي أوقف القبول لعدة أشهر وأعاق معالجة طلبات اللجوء، يُذكر ان هذا الهدف الطموح هو أيضًا أعلى هدف منذ التسعينيات.
خفضت إدارة ترامب قبول اللاجئين بشكل كبير، وخصصت أدنى مستوى لذلك على الإطلاق عند 15 ألف طلب في السنة المالية 2021، كما قامت بتقييد فئات أولئك الذين يمكن إعادة توطينهم، وحاولت منح الولايات والمدن حق النقض على إعادة توطين اللاجئين.
أدت قيود عهد ترامب والسقوف المنخفضة القياسية لقبول طلبات اللجوء إلى قيام المنظمات الأمريكية غير الربحية التي تعيد توطين اللاجئين بتسريح الموظفين وإغلاق المكاتب في جميع أنحاء البلاد.
في حين أنها تكافح لإعادة بناء البنية التحتية لإعادة توطين اللاجئين ومعالجتهم، فقد اتخذت إدارة بايدن بعض الخطوات لزيادة القبول، بما في ذلك تطوير برنامج من المقرر الكشف عنه في وقت لاحق من هذا العام والذي سيسمح للأفراد برعاية اللاجئين.
تأتي رغبة إدارة بايدن في زيادة قبول عدد اللاجئين مع ارتفاع عدد الأشخاص النازحين بسبب العنف في جميع أنحاء العالم إلى 90 مليونًا، وهو رقم غير مسبوق، وفقًا للأمم المتحدة.