أخبار

1033 قتيل و33 مليون متضرر.. باكستان تعلن حالة الطوارئ لمواجهة الفيضانات

أعلنت الحكومة الباكستانية حالة الطوارئ وحشد الجيش لمواجهة الفيضانات العارمة التي تعاني منها البلاد، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل 1033 شخصًا، وأحدثت دمارًا واسعًا بالمنازل والمنشآت بعد أن جرفت قرى بأكملها، وتركت الآلاف بلا مأوى.

ووفقًا لشبكة “بي بي سي” فقد اضطر مواطنون في شمال غرب باكستان إلى مغادرة منازلهم بعد أن تجاوزت مياه الأنهار في محافظة خيبر بختونخوا ضفافها وفاضت في كل مكان، ما تسبب في فيضان عارم.

كما تضررت محافظة سنده جنوب شرقي باكستان إلى حدٍ كبير بالفيضانات، ما أدى إلى فرار الآلاف من منازلهم.

وقال رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، إن عدد المتضررين من الفيضانات بلغ 33 مليون نسمة، وهو ما يقدر بحوالي 15% من سكان البلاد. ورجح أن الخسائر الناجمة عن هذه الفيضانات قد تبلغ مستويات الخسائر التي خلفتها فيضانات 2010 – 2011، ما يجعلها الأسوأ على الإطلاق.

خسائر فادحة

وبحسب مسؤولين، فقد ألحقت الفيضانات أضرارا جسيمة بحوالي مليون مسكن، وأدت إلى قطع العديد من الطرق، كما انقطع التيار الكهرباء في مناطق كثيرة.

وفر عشرات الآلاف من منازلهم في شمال باكستان، بعد أن دمر نهر، ارتفع منسوبه بسرعة، جسرًا رئيسيًا. وفقًا لموقع “الحرة“.

وقال مسؤولو التصدي للكوارث إن المخاوف من الفيضانات العارمة حول ضفاف النهر دفعت نحو 180 ألف شخص في منطقة تشارسادا إلى الفرار من منازلهم، مع قضاء البعض الليل على الطرق السريعة مع ماشيتهم.

وقال أحد المواطنين المتضررين: “المنزل الذي شيدناه بعد سنوات من العمل الشاق أطاحت به الفيضانات”، وأضاف: “”جلسنا على جانب الطريق لنشاهد منزل أحلامنا وهو يغرق.. رأيناه يغرق أمام أعيننا”.

دعم دولي

وناشدت باكستان دول العالم من أجل تقديم المزيد من المساعدات لها للتغلب على تداعيات هذه الكارثة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات استجابوا إلى نداء الكوارث، إلا أنه لا تزال هناك حاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات.

وأكدت الحكومة الباكستانية أنها تبذل قصارى جهدها لمساعدة الناس وسط تفاقم الكارثة الحالية، لكن البلاد في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي.

وحذّر مسؤولون من سيول عارمة يتوقّع أن تصل إلى إقليم السند المزدحم بالملايين من السكان في الأيام القليلة المقبلة، مما سيفاقم حجم الضرر من الفيضانات الحالية.

التغير المناخي

ويرى المسؤولون في باكستان أن التغير المناخي هو السبب وراء هذه الفيضانات الشديدة، مشيرين إلى أن بلادهم تتحمّل تداعيات ممارسات بيئية غير مسؤولة في مناطق أخرى من العالم.

وقالت شيري رحمن، عضو مجلس الشيوخ والمسؤول الأعلى لشؤون المناخ في البلاد، في مقابلة عبر الفيديو، نُشرت على تويتر، إن باكستان تشهد “كارثة مناخية خطيرة، واحدة من أصعب الكوارث في العقد”.

وأضافت: “نحن في الوقت الحالي عند نقطة الصفر في خط المواجهة لظواهر الطقس المتطرفة، في سلسلة لا هوادة فيها من موجات الحر، وحرائق الغابات، والفيضانات المفاجئة، والانفجارات المتعددة للبحيرات الجليدية، وظواهر الفيضانات، والآن الرياح الموسمية الوحشية”، وطالبت المجتمع الدولي بالمساهمة وإيقاف ما وصفته بـ”الفوضى”.

 وأكدت أن بلادها تعاني من “كارثة هائلة” بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية هذا العام، مشيرة إلى أنها توازي فيضانات عام 2010، التي كانت الأسوأ على الإطلاق، ومات فيها أكثر من 2000 شخص وغمرت المياه حوالي 20% من مساحة الدولة.

وتحتلّ باكستان المرتبة الثامنة على قائمة مؤشّر الخطر المناخي العالمي، الذي تعدّه مجموعة “جرمان ووتش” غير الحكومية للبلدان الأكثر هشاشة في ظلّ الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.

لكن البعض يرى أن ضعف مستوى التخطيط لدى الحكومات المحلية في باكستان كان هو السبب الرئيسي وراء تفاقم الأضرار الناجمة عن الفيضانات، وذلك بسبب تشييد آلاف المباني في المناطق الأكثر عرضة لخطر الفيضانات الموسمية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين