مفاجأة: “مخطوطة غاليليو” التي احتفت بها جامعة ميشيغان قبل 84 عامًا “مزيفة”

منذ ما يقرب من قرن من الزمان، عرضت مكتبة جامعة ميشيغان بفخر ما يسمى بـ “مخطوطة غاليليو”، وهي وثيقة يعتقد أنها كتبها عالم الفلك الشهير غاليليو جاليلي، لكن الآن وبعد مرور عشرات السنوات تم اكتشاف أن هذه المخطوطة مزورة.
وفقًا لما أعلنته الجامعة مؤخرًا، فإن الوثيقة المكونة من صفحة واحدة، والتي وصفت بأنها إحدى جواهر مجموعتها، يبدو أنها كتبت في القرن العشرين، وليس 1609، كما كان يعتقد سابقًا.
وبحسب ما نشرته شبكة “CBS News“، أطلقت المكتبة تحقيقًا داخليًا بعد أن أعرب نيك ويلدينج، أستاذ التاريخ بجامعة ولاية جورجيا ومؤلف سيرة ذاتية عن غاليليو، عن شكوك جدية بشأن صحتها، حيث اشتهر وايلدنج بفضح عمليات تزوير مماثلة.
وفقًا للجامعة، من المحتمل أن تكون الوثيقة المزيفة قد كتبها المزور الإيطالي غزير الإنتاج طوبيا نيكوترا، وقالت الجامعة إن نيكوترا أمضى عامين في السجن عام 1934 بتهمة التزوير، بما في ذلك تزوير وثائق غاليليو.
شكك وايلدنج على وجه التحديد في علامته المائية ومصدره، وقالت الجامعة إن أدلته كانت مقنعة، وتوصلت إلى استنتاج مماثل، ولم يعثر المسؤولون على أي وثائق أخرى تحمل نفس العلامة المائية “BMO”، في إشارة إلى مدينة بيرغامو الإيطالية، قبل عام 1770، بالإضافة إلى ذلك لم يعثروا على أي أثر لوجود المخطوطة قبل عام 1930.
كتبت الجامعة قبل أن تكتشف أن هذه الوثيقة مزورة: “هذه المخطوطة المكونة من ورقة واحدة هي أحد الكنوز العظيمة لمكتبة جامعة ميشيغان”.
تحتوي الوثيقة على مسودات تشير إلى تقديم غاليليو لتلسكوب جديد إلى دوق البندقية في 24 أغسطس 1609، وملاحظاته عن كوكب المشتري باستخدام التلسكوب في يناير 1610، كانت تلك الملاحظات هي التي أدت إلى اكتشافه لأقمار كوكب المشتري، مما يشير إلى بيانات الرصد لأول مرة لأجرام سماوية تدور حول جسم آخر غير الأرض.
كشف هذا الاكتشاف زيف النظرية القائلة بأن كل شيء في الكون يدور حول كوكبنا، مما وضع الأساس لعلم الفلك الحديث، وكتبت الجامعة عن الملاحظات: “إنها تعكس لحظة محورية في حياة غاليليو ساعدت في تغيير فهمنا للكون”.
توجد النسخة النهائية الأصلية للنصف الأول من المخطوطة في أرشيف الدولة في البندقية، والملاحظات الحقيقية على قمر المشتري هي جزء من ملف “Sidereus Nuncius” في مكتبة فلورنسا الوطنية المركزية.
قالت الجامعة إن المخطوطة المزورة حصل عليها رجل الأعمال وجامع التحف في ديترويت، تريسي ماكجريجور، في مايو 1934 من شركة المزادات آرت أندرسون جاليريز، وكان كتالوج المزاد قد أشار إلى أن الكاردينال بيترو مافي، رئيس أساقفة بيزا، قد صدّق عليه.
بعد وفاته، قام ورثة ماكجريجور بإهداء المخطوطة إلى جامعة ميشيغان في عام 1938، حيث توجد هناك منذ ذلك الحين.