من هي داريا دوجينا “ابنة عقل بوتين” التي ماتت في انفجار سيارة؟

لا زال هناك جدل كبير بشأن حادث انفجار سيارة مفخخة في موسكو، ليلة السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل داريا دوجينا، ابنة الفيلسوف القومي ألكسندر دوغين، والذي تصفه بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه الأب الروحي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتلقبه بـ”عقل بوتين”.
وبحسب ما ورد بصحيفة “The Hill“، نقلًا عن لجنة التحقيق الروسية، فإن التحقيقات لا تزال جارية في الحادث الذي تشتبه اللجنة في أنه كان مع سبق الإصرار.
وبحسب ما ورد، كان الأب وابنته قد حضرا مهرجانًا خارج موسكو قبل الحادث مباشرة، وانفجر جهاز أسفل سيارة تويوتا لاند كروزر أثناء قيادة دوجينا لها.
وفقًا لـ “BBC“، كان من المقرر في البداية مغادرة المرأة البالغة من العمر 29 عامًا ووالدها المهرجان في نفس السيارة، مما دفع البعض للاشتباه في أن دوغين كان الهدف المقصود للهجوم.
I must say I’m now totally confused. Left: this is how Daria Dugina’s car looks like after the explosion and fire; right: this is how Daria Dugina looks in a coffin after she was reportedly killed in that car. I have a feeling that something doesn’t really “compute”. pic.twitter.com/t3YJ2ecYXg
— Anton Shekhovtsov ✚ (@A_SHEKH0VTS0V) August 23, 2022
تم إدراج دوجينا ضمن العقوبات التي تفرضها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام، بسبب نشرها معلومات مضللة عبر الإنترنت حول الغزو الروسي لأوكرانيا.
أشارت الولايات المتحدة إلى أن دوجينا كانت تشغل منصب رئيس تحرير مجلة “United World International”، التي أفادت التقارير بمشاركتها معلومات مضللة وأشاعت أن “أوكرانيا ستهلك إذا أصبحت جزءًا من الناتو”.
كان والدها مرتبطًا بموقع “Geopolitica”، الذي يُزعم أنه نشر اتهامات كاذبة بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أثاروا حربًا مع روسيا.
It is reported that car was blown up with Daria Dugina in suburbs of Moscow. She was daughter of Alexander Dugin (a person close to Putin highly engaged in propaganda). Reportedly she died on spot. She was also in British sanctions list from 4th of July.
Partisans now in Moscow? pic.twitter.com/QknAJFFHGz— Special Kherson Cat 🐈🇺🇦 (@bayraktar_1love) August 20, 2022
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على دوجينا باعتبارها “مساهمًا متكررًا في نشر المعلومات المضللة فيما يتعلق بأوكرانيا والغزو الروسي لأوكرانيا على العديد من المنصات عبر الإنترنت”.
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن دوجينا كانت صريحة في دعمها للغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت من دعاة النظريات الجيوسياسية لوالدها.
قالت دوجينا عما تعتقد أن روسيا تقاتل في مقابلة قبل وفاتها بفترة وجيزة، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“: “هذه استبدادية ليبرالية، هذه فاشية ليبرالية، إنها شمولية غربية”.
دوغين، الذي أطلق عليه اسم “عقل بوتين” في ملف الشؤون الخارجية لعام 2014، يروج للنزعة الأوروآسيوية والأفكار القومية للتوسع الروسي لسحق القوة الأمريكية، كما أن العلاقة الدقيقة بين دوغين وبوتين ليست واضحة.
لم يعلن أي طرف على الفور عن مسؤوليته عن التفجير، ولم يصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تعليق بعد، لكن بعض الروس تحركوا لإلقاء اللوم على أوكرانيا، حسبما أفادت الصحيفة.
قال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد، إن “أوكرانيا بالتأكيد ليس لها علاقة بانفجار الأمس، نحن لسنا دولة إجرامية مثل الاتحاد الروسي، ناهيك عن دولة إرهابية”.
في أعقاب وفاة دوجينا وقبل عيد استقلال أوكرانيا، حذر زيلينسكي من التصعيد الروسي، وقال في خطاب موجه إلى الأوكرانيين: “يجب أن ندرك أن روسيا قد تحاول هذا الأسبوع أن تفعل شيئًا سيئًا بشكل خاص، شيئًا قاسيًا”.
القبض على المشتبه بها
خلال 24 ساعة من ارتكاب الجريمة، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن نجاحه في كشف المتورطين فيها، حيث قال إن الأوكرانية ناتاليا فوفك، هي المشتبه بها الرئيسية وراء الجريمة.
ناتاليا فوفك، كانت عضوة في الحرس الوطني الأوكراني، دخلت روسيا في 23 يوليو الماضي، مع ابنتها البالغة من العمر 12 عامًا، والتي استخدمتها كغطاء لعملية مراقبة دوغينا قبل تنفيذ الجريمة، وفقًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.