أخبارأخبار أميركا

الجالية المسلمة في نيو مكسيكو تخشى إطلاق سراح المتهم بقتل الأربعة وتحذر من خطورته

طالب أفراد الجالية المسلمة في نيو مكسيكو أمي ببقاء اللاجئ الأفغاني محمد سيد، المشتبه به في قتل أربعة رجال مسلمين بمدينة ألبوكيرك، خلف القضبان في انتظار المحاكمة، مؤكدين أنه سيمثل مصدر خطر للمجتمع إذا تم إطلاق سراحه بكفالة لحين بدء محاكمته.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد سرد أبناء الجالية العديد من وقائع العنف المتعلقة به، مؤكدين أنه واجه اتهامات سابقة بالعنف المنزلي، وظهر في فيديو التقطته كاميرات المراقبة وهو يمزق إطارات سيارة متوقفة خارج المسجد المحلي.

وأشاروا إلى أن هذا الفيديو الذي تم تصويره في أوائل عام 2020 دفع قادة المركز الإسلامي في نيو مكسيكو في ذلك الوقت إلى تحذيره وإخباره بعدم العودة إلى المسجد.

وقال أحمد أسيد، رئيس المركز الإسلامي، إن المرأة التي تم تمزيق إطارات سيارتها لم تبلغ الشرطة وبالتالي لم يتم توجيه اتهامات له، لكن بعد ما يقرب من عامين، أصبح صهرها أحد الضحايا الذين قتلهم المشتبه به، حيث قُتل محمد ظاهر أحمدي في نوفمبر الماضي برصاصة قاتلة خلف المتجر الذي يملكه مع شقيقه.

وتظهر وثائق المحكمة أن سيد اتهم بالتورط في عنف أسري، حيث دخل في مشاجرات منفصلة مع زوجته وابنه وزوج ابنته المستقبلي، وتم رفض القضايا لأن الضحايا رفضوا توجيه اتهامات له.

اتهامات ونفي

وكانت الشرطة قد ذكرت أن محمد سيد (51 عامًا) هو المشتبه به الرئيسي في مقتل أحمدي، وفي إطلاق النار على رجل آخر في أوائل أغسطس، ووجهت إليه السلطات بالفعل تهمتي قتل رجلين مسلمين آخرين في الأسابيع الأخيرة.

وكان قد تم القبض على سيد في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي على بعد أكثر من 100 ميل (160 كيلومترًا) من منزله في ألبوكيرك.

ومن المقرر أن يمثل سيد أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل، عندما ينظر قاضي الولاية في اقتراح من المدعين العامين باحتجازه لحين بدء المحاكمة، مؤكدين أنه مصدر خطر وأنه لا توجد شروط للإفراج عنه تضمن سلامة المجتمع من خطره.

من جانبه نفى سيد أي صلة له بجرائم قتل الرجال الأربعة التي هزت المدينة وأثارت ذعر جاليتها المسلمة الصغيرة، وقال بعد اعتقاله إنه كان متوجها إلى هيوستن للعثور على منزل جديد لعائلته خوفًا من التعرض للقتل.

ووجدت الشرطة أن أغلفة الرصاص التي عُثر عليها في سيارة محمد سيد تطابق عيار الأسلحة التي يُعتقد أنها استخدمت في عمليتي قتل، وأن الأغلفة التي عُثر عليها في مسرح الجريمة كانت مرتبطة بمسدسات عُثر عليها في منزل سيد وفي منزله.

وقالت الشرطة إنها تلقت أكثر من 200 إفادة من الجالية المسلمة قادتهم إلى عائلة سيد، مؤكدة أن سيد يعرف الضحايا.

ورفض محامو سيد التعليق على القضية، مؤكدين أنهم يراجعون الأدلة ويستعدون لجلسة يوم الاثنين. قال توم كلارك، أحد المحامين المعينين من قبل الولاية: “بالنظر إلى مستوى اهتمام وسائل الإعلام بالقضية، يجب أن نكون حريصين للغاية على أن تتم المحاكمة في محكمة قانونية وليس في وسائل الإعلام”.

محاولة لفهم السبب

ويسعى قادة المركز الإسلامي وأعضاء آخرون من الجالية المسلمة في المدينة مع سلطات إنفاذ القانون لمحاولة إبقاء المشتبه به رهن الاحتجاز.

ورغم قول الشرطة إن النزاعات الشخصية قد تكون جزءًا من الدافع وراء عمليات القتل، فقد قال رئيس المركز الإسلامي إن المسلمين يكافحون لفهم سبب استهداف الرجال الذين قُتلوا، مشيرًا إلى أن عمليات القتل أثارت تساؤلات ومخاوف بشأن ما إذا كان قد تم التخطيط لمزيد من الهجمات أم لا.

وأوضح أن عدم معرفة المزيد عن الدافع وراء جرائم القتل يزيد من الشعور بالقلق، فنحن لا نعلم ما إذا كان ما حدث هو ما تم التخطيط له، أو ما إذا كان هناك المزيد من الضحايا كانوا على قائمة الاستهداف.

سجل عنيف

وكشفت وكالة “أسوشيتد برس” تفاصيل عن حياة سيد الذي قدم هو وعائلته إلى أمريكا في عام 2016، لكن وثيقة حكومية تقول إنه تخرج من مدرسة رحمن بابا الثانوية في غرب كابول بأفغانستان في عام 1990، وبين عامي 2010 و2012 عمل طباخًا لشركة إنشاءات.

وفي ديسمبر 2012 هرب سيد من أفغانستان مع زوجته وأطفاله، حيث شقت الأسرة طريقها إلى باكستان، حيث سعى سيد للعمل كفني تبريد، وقد تم قبوله كلاجئ في الولايات المتحدة في عام 2016.

في العام التالي زعم صديق لابنته أن سيد وزوجته وأحد أبنائه أخرجوه من السيارة ولكموه وركلوه. وقال الصديق للشرطة إنه تعرض للهجوم لأن سيد، وهو مسلم سني، لا يريد دخول ابنته في علاقة مع رجل شيعي.

وفي عام 2018 تم احتجاز سيد بعد شجار مع زوجته حول قيادتها للسيارة، وقال سيد وقتها إن زوجته صفعته في السيارة، فيما قالت هي إنه شدها من شعرها وألقى بها على الأرض وجعلها تمشي لمدة ساعتين على قدميها.

وبعد أشهر زُعم أن سيد ضرب زوجته وهاجم أحد أبنائه بأداة معدنية كبيرة مشقوقة تركت رأسه ملطخًا بالدماء، وعندما حضرت الشرطة قالت الزوجة إن كل شيء على ما يرام، فيما أخبر الابن الضباط أن والده يضربه هو ووالدته بشكل روتيني.

وفي عام 2020 ، تم القبض على سيد بعد أن زُعم أنه رفض الاستجابة للشرطة بعد تشغيل إشارة مرور، ولكن تم رفض هذه القضية في النهاية.

تقول ماري إيلين أوتول، المحلفة السابقة بمكتب التحقيقات الفيدرالي، “إذا كنت تحاول فهم كيفية تطور العنف لدى شخص معين، عليك أن تعرف أنه لم يستيقظ العام الماضي ليجد نفسه أنه أصبح قاتلًا متسلسلًا.. بالتأكيد كان لديه تجربة مع العنف”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين