أقر مجلس الشيوخ اليوم الأحد خطة الرئيس جو بايدن الضخمة للمناخ والصحة، التي تزيد قيمتها عن 430 مليار دولار.

وأقر المجلس الخطة بأصوات الأعضاء الديمقراطيين فقط، والتي رجح كفتها صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس، وستحال الأسبوع المقبل على مجلس النواب، حيث من المتوقع أن يتم إقرارها بالأغلبية الديمقراطية في تصويت نهائي قبل أن يوقعها الرئيس بايدن لتصبح قانونًا نافذًا.

مشروع القانون الجديد المكون من 755 صفحة يتضمن خطة شاملة لإصلاح الضرائب ومعالجة تغير المناخ وخفض تكلفة الأدوية الموصوفة، ويسعى من خلاله الديمقراطيون لمنح الرئيس جو بايدن وحزبهم نصرًا كبيرًا قبل انتخابات التجديد النصفي المهمة في نوفمبر المقبل، وفقًا لما ذكرته صحيفة “The Hill“.

انتصار لبايدن

من جانبه أشاد الرئيس بايدن بإقرار مجلس الشيوخ خطته الضخمة للمناخ والصحة، بعد 18 شهرا من المفاوضات الشاقة. وقال في بيان صادر عن البيت الأبيض: “تطلّب الأمر الكثير من التنازلات. وتحقيق الأمور الهامة يتطلّب ذلك بشكل شبه دائم.. يتعين على مجلس النواب أن يقر الخطة بأسرع وقت ممكن وأنا أتطلع إلى توقيع النص ليصبح قانونا نافذا”.

وأضاف: “يشكل هذا القانون أيضا أكبر استثمار على الإطلاق في مكافحة الأزمة الوجودية لتغير المناخ. إنه يعالج أزمة المناخ ويعزز أمن الطاقة لدينا، ويخلق فرص عمل في تصنيع الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمركبات الكهربائية. ويقلل من تكاليف الطاقة للأسر بمئات الدولارات كل عام”.

Today, Senate Democrats passed the Inflation Reduction Act, siding with American families over special interests, voting to lower the cost of prescription drugs, health insurance, and energy and reduce the deficit while making the wealthiest corporations pay their fair share.

— Joe Biden (@JoeBiden) August 7, 2022

فيما أشاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر بتمرير مشروع القانون، واعتبره إنجازًا كبيرًا. وقال إن “هذا هو أحد أكثر مشاريع القوانين شمولًا وتأثيرًا التي شهدها الكونغرس منذ عقود”، ووعد بأنه سيقلل التضخم، ويخفض تكاليف الأدوية، ويحارب تغير المناخ ويغلق الثغرات الضريبية.

مميزات كبيرة

ووفقًا لموقع “الحرة” فإن خطة بايدن تشكل أكبر استثمار للولايات المتحدة في مجال المناخ وتبلغ قيمتها 370 مليار دولار بهدف تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40% بحلول عام 2030.

وبموجب هذا الإصلاح ييحصل المواطن الأمريكي على نحو 7500 دولار من الإعفاءات الضريبية لدى شرائه سيارة كهربائية، كما سيحصل على تغطية نسبتها 30% لدى تركيب ألواح شمسية على سطحه.

ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز حماية الغابات في مواجهة الحرائق الشديدة التي تعصف بالغرب الأمريكي والتي اشتدت وتيرتها بسبب الاحتباس الحراري.

كما سيتم منح إعفاءات ضريبية بعدة مليارات من الدولارات للصناعات الأكثر تلويثًا من أجل مساعدتها على التحول في مجال الطاقة.

معارضة جمهورية

وحظي مشروع القانون بمعارضة من جانب نواب الحزب الجمهوري، وجادل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأن التشريع “سيقتل الوظائف ويؤثر على قطاع التصنيع لدينا، وليس له تأثير ملموس على درجات الحرارة العالمية على الإطلاق”.

كما حذر من أن تخفيض أسعار الدواء قد يضر بالبحث والتطوير في صناعة الأدوية، وقال: “ستؤدي هذه السياسة إلى عالم يتم فيه اختراع عدد أقل بكثير من الأدوية والعلاجات في المقام الأول”.

إصلاحات مهمة

سيعمل التشريع الأوسع نطاقا على جمع ما يقرب من 740 مليار دولار من العائدات من خلال تطبيق حد أدنى للضريبة بنسبة 15٪ على الشركات، وتمكين “Medicare” للتفاوض بشأن أسعار الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، وفرض ضريبة انتقائية بنسبة 1٪ على عمليات إعادة الشراء.

سيؤدي الحد الأدنى للضريبة على الشركات إلى جمع 258 مليار دولار من الإيرادات، لكنه سيعفي من اقتطاعات المصروفات الكاملة للشركات في جميع القطاعات – وهو التغيير الذي تفاوض عليه السيناتور كيرستن سينيما (ديمقراطي من أريزونا) مع شومر.

من المتوقع أن يؤدي إعطاء سلطة الرعاية الطبية للتفاوض بشأن أسعار الأدوية المنخفضة إلى توفير 288 مليار دولار للحكومة على مدى 10 سنوات، وستؤدي الضريبة الانتقائية على عمليات إعادة الشراء إلى جمع 74 مليار دولار.

ستأتي إيرادات أخرى بقيمة 124 مليار دولار من تحسين العمليات في مصلحة الضرائب وتعزيز إنفاذ الامتثال الضريبي، وسيتم إنفاق 369 مليار دولار على برامج أمن الطاقة وتغير المناخ التي يُقدر أنها ستخفض انبعاثات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنسبة 40٪ بحلول عام 2030.