ارتفاع عدد ضحايا خامس عدوان إسرائيلي على غزة خلال 5 سنوات وسط إدانة دولية واسعة

غزة- رواء أبو معمر- لليوم الثاني على التوالي واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ملمحًا إلى أن العملية ستطول وربما تستمر أسبوعًا أو أكثر.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “الفجر الصادق” شنتها إسرائيل ضد حركة الجهاد الإسلامي، واغتالت فيها القيادي البارز بالحركة تيسير الجعبري.
ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان إلى 24 شهيدًا، من بينهم 6 أطفال وسيدة (23 سنة) ومسنة، بالإضافة لإصابة 203 آخرين بجراحٍ متفاوتة، بعضهم حالته خطرة ويتم علاجه بالرعاية المركزة.
واستشهد في الساعة الأخيرة 9 مواطنين في غارات شنتها طائرات الاحتلال على مخيم جباليا شمال قطاع غزة ورفح جنوب القطاع.
عدوان كل عام
ومنذ عام 2018 يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي كل عام، ولم يكن القطاع المحاصر منذ 16 عامًا قد تعافى من آثار العدوان الإسرائيلي العام الماضي، حتى تعرض لعدوان جديد وسط مخاوف من ارتكاب قوات الاحتلال مجازر دموية، وتدمير متعمد للبيوت، والبنى التحتية.
فمنذ الأمس، بدأت طائرات الاحتلال من دون سابق إنذار عدوانها بضربة “استباقية” أدت إلى استشهاد 15 مواطنا حتى اللحظة، بينهم طفلة وسيدة، وإصابة أكثر من 125 آخرين.
ويدل هذا، وفق متابعين ومحللين، على النوايا العدوانية الإسرائيلية المبيتة ضد سكان الشريط الساحلي، حيث حاصرت تخوم غزة بمئات الآلات العسكرية المدرعة، بالإضافة إلى تحليق عشرات الطائرات مختلفة المهام في سماء القطاع.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد تعرض قطاع غزة (الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة) لخمس حروب إسرائيلية، كان أولها في عام 2008 وآخرها العدوان الحالي المستمر منذ عصر يوم أمس، وسبقه عدوان مايو 2021 ، والذي استمر11 يومًا، شنت خلالها طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً هو الأعنف ضد قطاع غزة، خلف حينها آلاف الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير متعمد لأبراج سكنية ومنازل وطرقات وشبكات كهرباء وصرف صحي ومياه.
وفي كل عدوان إسرائيلي تنتشر مشاهد القتل والدمار في شوارع وحواري وأزقة قطاع غزة، ولا تسمع إلا أصوات القصف وبعدها سيارات الإسعاف.
ولا زالت غزة تعاني من آثار الحروب السابقة، فعلى سبيل المثال فإن الأبراج السكنية التي دمرت العام الماضي لم يبق منها حجر واحد، إضافة إلى بيوت المواطنين لم يكتمل بناؤها.
أما الحياة اليومية في غزة فهي مشلولة، فالمحال التجارية والأسواق مغلقة، وحركة السير شبه مشلولة، والمواطنون لا يتنقلون إلا للضرورة القصوى، خوفًا على حياتهم من القصف الإسرائيلي.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي الجديد ولا يزال قطاع غزة يعيش أزماته الإنسانية، وفي مقدمتها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما يؤثر على الخدمات المقدمة للمواطنين، لاسيما المرضى منهم في المستشفيات.
كما ترتفع نسب البطالة والفقر في غزة، حيث تبلغ نسبة البطالة حوالي 50%، ونسبة الفقر المدقع أكثر من 60%، فيما يعتمد 80% من السكان على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث الدولية “الأونروا”.
ردود فعل دولية
من جنبها حذرت مراكز حقوقية من ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر بحق المدنيين العزل في غزة، مطالبة بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الذي بدأ يتوسع ويطال منازل المواطنين.
وأكدت أن الهجمات الحربية المباغتة تشكل تصعيدًا خطيرًا ينذر بتوسع دائرة العدوان، في ظل تحلل قوات الاحتلال من التزاماتها بموجب القانون الدولي، واستمرارها في ارتكاب انتهاكات جسيمة، ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمستوى جرائم الحرب.
فيما أثار العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، ردود فعل غاضبة على الصعيدين العربي والدولي والغربي.
وأدانت جامعة الدول العربية، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يأتي في سياق الحرب الرسمية المستمرة للاحتلال على الشعب الفلسطيني.
وحملت الجامعة العربية، سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذا العدوان وتداعياته وعن الجرائم الدموية البشعة التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها.
وقالت إن هذه الجرائم تتطلب المساءلة أمام جهات العدالة الدولية المختصة، داعيةً المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك الفوري والفاعل لوقف العدوان.
من جانبه، حمّل البرلمان العربي، سلطات الاحتلال تبعات هذا التصعيد الخطير ضد الشعب الفلسطيني وقصفها بالطائرات أهدافًا مدنية بقطاع غزة. واعتبر “البرلمان العربي” أن العدوان الإسرائيلي تحدٍّ صارخ للقانون الدولي وانتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات والمبادئ الدولية وتجاوز لكل قرارات الشرعية الدولية.
بدوره، أدان الأزهر الشريف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستنكر الصمت العالمي “غير المقبول” الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على اعتداءاته المتكررة في حق الفلسطينيين الأبرياء.
وأردف أن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وسجل إجرامي متجدد يضاف إلى سجلات الاحتلال.