أخبار أميركاأميركا بالعربي

بعد 14 عامًا.. بدء محاكمة مصري قتل ابنتيه في أمريكا ليلة رأس السنة

قد يواجه الأمريكي من أصول مصرية ياسر سعيد Yaser Said عقوبة السجن مدى الحياة إذا ثبتت إدانته في محاكمته التي بدأت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بتهمة قتل ابنتيه المراهقتين في في رأس السنة الميلادية عام 2008.

وكان قد تم القبض على سعيد في العام 2020 بعد أن تمكن من الاختفاء عن الأنظار لمدة 12 عامًا، وفقا لشبكة NBC news

جدير بالذكر أن ياسر سعيد، المولود في مصر، والذي يبلغ من العمر 65 عامًا حاليًا، يعمل سائق تاكسي، ومتزوج من أمريكية، وهو متهم بإطلاق النار على النار على ابنتيه، سارة البالغة من العمر 17 عامًا، وأمينة البالغة من العمر 18 عامًا، وذلك خلال تواجدهما معه في سيارة الأجرة التي يعمل عليها بالقرب من فندق بمنطقة دالاس.

وبعد مقتل الفتاتين اختفى سعيد عن الأنظار لمدة 12 عامًا، وتم إدراج اسمه في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر الهاربين المطلوبين، إلى أن تم العثور عليه في أغسطس 2020 في جاستن، على بعد حوالي 35 ميلاً (60 كيلومترًا) شمال غرب دالاس.

وتبين أنه كان مختبئًا لدى شقيقه ياسين، البالغ من العمر 45 عامًا، بعلم ابنه إسلام الذي كان وقت الحادث يبلغ من العمر 19 عامًا.

براءة أم إدانة؟

وخلال المحاكمة طالب سعيد بالبراءة زاعمًا في رسالة كتبها للقاضي أنه لم يكن سعيدًا بنشاط المواعدة لبناته، بعد أن علم أن إحداهما على علاقة بشاب غير مسلم، لكنه نفى أن يكون قد قام بقتلهن.

فيما قال محامي الدفاع، جوزيف باتون، إن الأدلة لن تدعم الإدانة، مشيرًا إلى أن الشرطة كانت سريعة جدًا في التركيز على اتهام سعيد، مؤكدًا أن المشاعر المعادية للمسلمين لعبت دورًا في هذا التركيز.

فيما قالت المدعية العامة لورين بلاك، إن سعيد كان “مهووسًا بالحيازة والسيطرة”. وأضافت: “لقد كان يتحكم في كل ما تفعله بناته، ومن يتحدثون إليه، ومن يمكن أن يكونوا أصدقاء لهم، ومن يمكنهم المواعدة.. وكان يتحكم في كل شيء في منزله”

وأوضحت أن الفتاتين الضحيتين، قبل حوالي أسبوع من مقتلهن، فرا مع أمهم من منزلهم الذي يقع في ضاحية لويسفيل في دالاس، إلى أوكلاهوما، للهروب من المتهم ياسر سعيد، خوفًا على حياتهن.

وقالتا إنهما قررتا الفرار من المنزل والذهاب مع والدتهما إلى مكان أكثر أمنًا، بعد أن صوب والدهما مسدسًا على رأس أمينة وهدد بقتلها.

وأشارت المدعية العامة إلى أن سعيد تلاعب بهما بعد ذلك، وأقنعهما بالعودة إلى المنزل بعد أن أعطاهما وعودا بعدم التعرض لهن وأنه قد تغير.

وفي مساء يوم عودتهما اصطحبهما في سيارته زاعمًا أنه سيتوجه بهما إلى مطعم، وتوقف بهما بالقرب من فندق دالاس وأطلق النار عليهما، حيث أصيبت أمينة بطلقتين، فيما أصيبت سارة بتسع رصاصات.

وقالت إنه قبل أن يتم العثور على الشقيقتين قتيلتين بالرصاص في سيارة الأجرة المتوقفة بالقرب من فندق في ضاحية إيرفينغ في دالاس، تمكنت الابنة سارة من الاتصال برقم 911  باستخدام هاتف محمول، حيث أخبرت عامل الهاتف أن والدها أطلق النار عليها وأنها كانت تحتضر.

وردًا على ذلك قال محامي سعيد إنه “في لحظات من الصدمة الشديدة يمكن للناس أن يعانوا من الهلوسة”.

شهادة الأم

وفي شهادتها أمام هيئة المحلفين قالت باتريشيا أوينز، والدة الفتاتين الضحيتين، إن زوجها السابق، الذي يحاكم بتهمة القتل، كان مسيئًا ومسيطرًا خلال زواجهما. وعندما طُلب منها تحديد هوية زوجها السابق في المحكمة، أشارت إلى ياسر سعيد قائلة: “هذا الشيطان هناك”.

وأوضحت أوينز أنها عندما تزوجت سعيد، كانت تبلغ من العمر 15 عامًا وكان هو يبلغ من العمر 29 عامًا، مشيرة إلى أنها بعد فرارها مع بناتها من المنزل أقنعها سعيد في النهاية بالعودة إلى تكساس مع بناتها، قائلة: “لم أكن أعتقد أن أي شيء سيحدث”. وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

وكانت والدة الفتاتين قد قالت في تصريحات صحفية سابقة إنها تعتقد أن ابنتيها قتلتا جراء “جريمة شرف”، ولكنها لا تستطيع أن تحدد الدافع الحقيقي وراء مقتلهما.

وقالت أوينز: “كانتا محبوبتين وذكيتين وتساعدان أي شخص محتاج.. كانتا من أكثر الأطفال روعة في العالم، ولم تستحقا ما حدث لهما”.

أدلة الإدانة

خلال المحاكمة اطلعت المحكمة على العديد من الأدلة، من بينها المكالمة التي أجرتها الضحية سارة بـ911، والتي أكدت فيها أن والدها أطلق عليها النار.

كما اطلعت المحكمة أيضًا على اتصال الشرطة بمالك سيارة الأجرة التي كان يعمل عليها سعيد والتي حدثت فيها الجريمة، حيث أكد  صاحب السيارة أن المتهم كان يقود السيارة على مدار الأيام العشرة التي سبقت وقوع الجريمة.

وتم الإطلاع أيضًا على رسالة بريد إلكتروني أرسلتها أمينة إلى معلمة التاريخ في الثانوية، قبل أيام قليلة من موتها، قالت فيها لمعلمتها إنها لا تريد أن تعيش في أجواء تقاليد وعادات والدها، وأنها لا ترغب في الارتباط بـ”رجل من الشرق الأوسط”، مضيفة ” أعلم أن والدي سوف يبحث عنا حتى يجدنا ويقتلنا”.

في حالة إدانته، سيواجه ياسر سعيد حكما بالسجن مدى الحياة تلقائيا، لأن المدعين لا يطالبون بعقوبة الإعدام. وكان قد تم الحكم على نجله إسلام بالسجن 10 سنوات وشقيقه ياسين بالسجن 12 عاما بعد إدانتهما بمساعدته على الاختباء والهروب من الاعتقال.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين