صيف أمريكا سيكون أكثر سخونة بمعدل 8 درجات في عام 2100

وجد باحثون في كلايمت سنترال، وهي منظمة غير ربحية تهتم بشأن تغير المناخ، أن المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة ستكون أكثر سخونة بمعدل 8 درجات بحلول عام 2100. مشيرين إلى أنه خلال 78 عامًا، يمكن أن يشعر سكان 247 مدينة أمريكية بأنهم يعيشون في جو يشبه ما هو موجود في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لما ذكرته شبكة “CBS News“.
قامت المجموعة المستقلة من العلماء بتحليل المناخ المتغير وكيف سيؤثر على حياة الناس، ووجدوا أن 16 مدينة أمريكية يمكن أن تشهد درجات حرارة في الصيف تعادل الشرق الأوسط بحلول عام 2100، ويمكن أن تشهد مدن أخرى درجات حرارة تعكس مواقع على بعد 437 ميلًا إلى الجنوب.
من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة شيكاغو بمقدار 9.1 درجة فهرنهايت، مما يجعل الشعور أقرب إلى مونتغمري، ألاباما، ومن المتوقع أن ترتفع درجة حرارة نيويورك بمقدار 7.6 درجة، ومن المتوقع أن يكون الصيف أكثر شبهاً بكولومبيا، ساوث كارولينا.
من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة مدينة هيوستن بمقدار 6.4 درجة، وكأنها مدينة لاهور الباكستانية، بينما قد ترتفع درجة حرارة فينيكس بمقدار 7.2 درجة، وكأنها مدينة المبرز بالمملكة العربية السعودية.
من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة ميتشل بولاية ساوث داكوتا أكثر من غيرها – بمقدار 11.1 درجة – ومن المتوقع أن شعر سكانها بأن مدينتهم تشبه ويتشيتا فولز، تكساس.
تم تحليل أعلى متوسط درجات الحرارة في أيام الصيف، ولم يدمج الباحثون الرطوبة، مما يساهم في الشعور بعدم الراحة في حرارة الصيف.
وقال المتحدث باسم منظمة كلايمت سنترال، بيتر جيرارد: “ترتفع درجة حرارة الأرض لأن الغازات المسببة للاحتباس الحراري عن طريق حرق الوقود الأحفوري، يتم تجميعها في غلافنا الجوي وتعمل مثل غطاء يحبس الحرارة”، وأضاف: “يصبح الغطاء أكثر كثافة وتحبس المزيد من الحرارة حيث نضيف المزيد من التلوث إليها، وهذا هو سبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف في المدن حول الولايات المتحدة”.
تقول المنظمة في بيان، إن “الحرارة الشديدة وموجات الحرارة الأطول يمكن أن تؤدي إلى المرض أو الوفاة، مع انخفاض التبريد في الليل بسبب تغير المناخ، يمكن للأفراد المعرضين للخطر وكبار السن والعاملين في الهواء الطلق والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أن يتعرضوا لمزيد من الإجهاد الحراري”.
وأضاف البيان: “حرارة الصيف ستؤثر على الصحة، العمل بالخارج وممارسة الرياضة أو العيش بدون مكيفات لن يكون مزعجًا فحسب، بل سيكون خطيرًا، الملايين من الأمريكيين يكيفون حياتهم بالفعل لتجنب حرارة منتصف النهار، ويكافح ملايين آخرون للبقاء بأمان، ستصبح هذه الحقائق أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف”.
الحرارة الشديدة يمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بضربة شمس، كما أن الحرارة الشديدة تجعل جودة الهواء أسوأ، خاصة في المدن.
لكن تغير المناخ لا يؤثر فقط على الصحة، يمكن أن يجعل جودة الهواء والتلوث أسوأ، ويؤدي إلى المزيد من حرائق الغابات والفيضانات وارتفاع منسوب البحار، وتفاقم أمراض الحساسية، من بين أمور أخرى سيئة عديدة.
يمكن أن يكون لارتفاع درجات الحرارة أيضًا تأثير على الصحة العقلية حيث يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية الكارثية، والتي يصعب التعافي منها جسديًا وعقليًا.
تقترح المنظمة تكثيف زراعة الأشجار التي تقلل ثاني أكسيد الكربون وتنقي الهواء، وتقليل استعمال الوقود الاحفوري، مما يقلل الانبعاثات ويحسن جودة الهواء.
شهدت المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا العديد من موجات الحرارة هذا الصيف، ففي يوليو الماضي، شهدت بعض المدن الأمريكية درجات حرارة مكونة من ثلاثة أرقام وتحذيرات بشأن ظروف الحرائق المرتفعة وأمراض الحرارة، وفي نفس الشهر، سجلت بريطانيا أول درجة حرارة لها فوق علامة 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت).