أخبار أميركاتقارير

انتخابات ميشيغان تمنح انتصارين لترامب وتضع مرشحته في مواجهة ويتمر

أسفرت الانتخابات التمهيدية بولاية ميشيغان عن نتائج مهمة لم تخل من المفاجآت وسط منافسة شرسة على مقعد حاكم الولاية، إلى جانب العديد من المعارك الساخنة على مقاعد داخل الكونغرس والمقاعد التشريعية والتنفيذية الأخرى داخل الولاية.

فيما كان بعض هذه النتائج متوقعًا، خاصة في ظل مشاركة متدنية تشهدها هذه الانتخابات عادة، مما يضعف الآمال في حشد الناخبين لإحداث الفارق وتغليب كفة مرشح على آخر.

مرشحة ترامب

أبرز المنافسات التي شهدتها هذه الانتخابات كانت على منصب حاكم الولاية الذي تشغله حاليًا الديمقراطية غريتشن ويتمر، والتي فازت بترشيح حزبها في ظل عدم وجود منافس لها، مما جعلها تفوز بالتزكية. وفقًا لصحيفة Detroit Free Press

وستواجه ويتمر في انتخابات نوفمبر المقبل المرشحة الجمهورية تيودور ديكسون Tudor Dixon، المدعومة من الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي فازت ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري، بعد أن تغلبت على منافسيها، لتصبح طرفًا في معركة حامية الوطيس ستجرى على مقعد حاكم الولاية في انتخابات نوفمبر المقبل.

وحصلت ديكسون على 40.6% من الأصوات، فيما حصل أقرب منافسيها كيفين رينكي على 21.9%، وغاريت سولدانو 17.9%، وريان كيلي 15.4%، فيما حصل رالف ريبانت على 4.2%. وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“.

ويتمر الأقرب

ويرى البعض أن فوز ديكسون سيصعب مهمة ويتمر في الانتخابات المقبلة، مؤكدين أنها لن تكون منافسه سهلة، في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به المرشحة الجمهورية من ترامب وأنصاره الذين يسعون إلى إعادة ميشيغان لحضن الحزب الجمهوري بعد أن خسرها في الانتخابات الماضية وصوتت لصالح الديمقراطيين وبايدن.

إلا أن آخرين يرون أن ويتمر ستكون الأقرب للفوز، لما تتمتع به من شعبية داخل الولاية بفضل انجازاتها وقيادتها الحكيمة للولاية في أصعب الفترات التي مرت بها خلال الوباء وتداعياته، وربما هذا ما ساعدها أن تجمع هذا العام من مانحين فرديين أكثر مما جمعه المرشحون الخمسة من الحزب الجمهوري الذين كانوا يتنافسون للحصول على بطاقة الترشيح ومنافستها على المنصب.

فضلًا عن أن أيًا من معارضي ويتمر الجمهوريين، ومن بينهم ديكسون، لم يشغلوا منصبًا منتخبًا من قبل، وعملت ديكسون سابقًا في صناعة الصلب، حيث كانت مديرة مبيعات.

دعم ترامب

ووفقًا لشبكة ABC news فقد كانت مساعي الجمهوريين لعزل ويتمر دراماتيكية في بعض الأحيان، وبدأت في مايو الماضي عندما بدأ المتنافسان الجمهوريان الرئيسيان في الاقتراع لعدم حصول كل منهما على ما يكفي من التوقيعات الصحيحة.

فيما تم توجيه اتهامات لمرشح آخر وهو رايان كيلي، بالمشاركة في تمرد 6 يناير أمام مبنى الكابيتول، وكان كيلي هو أحد المعارضين الشرسين لسياسات الحاكمة الحالية ويتمر، وكان يُنظر إليه على أنه هو المرشح الأول للحزب الجمهوري.

واكتسب كيلي، وهو سمسار عقارات عمره 40 عامًا، أتباعًا له ابتداءً من عام 2020 عندما احتج على إزالة تمثال كونفيدرالي، وساعد في تنظيم احتجاجات ضد ويتمر أمام مبنى كابيتول ميشيغان.

لكن تيودور ديكسون، 44 عامًا كانت هي المرشح المفضل لترامب، وكانت مدعومة أيضًا من قبل عائلة ديفوس DeVos، وهي واحدة من أكثر العائلات المحافظة نفوذاً وقوة في الولاية، ومن بين أعضائها بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم السابقة في حكومة ترامب. كما أنها مدعومة من غرفة ميشيغان التجارية والعديد من المنظمات المناهضة للإجهاض.

لكن في الأيام الأخيرة من السباق، شكك خصومها في ولائها للرئيس السابق ترامب، واستغلوا مقابلة أجريت على قناة “فوكس نيوز صنداي”، والتي تهربت فيها ديكسون من الإجابة عندما سئلت عما إذا كانت تعتقد أن انتخابات 2020 قد سُرقت.

كما تجنبت ديكسون الإجابة على هذا السؤال أيضًا بعد الإدلاء بصوتها صباح الثلاثاء الماضي بالقرب من منزلها في غرب ميشيغان، وفقًا لشبكة NBC news.

خسارة معارض ترامب

حقق ترامب انتصارًا آخر في ميشيغان بعد أن خسر النائب الجمهوري بيتر ميجر في منطقة الكونغرس الثالثة بالولاية أمام منافسه جون جيبس الذي دعمه ترامب بهدف معاقبة “ميجر” ، والذي كان أحد الجمهوريين العشرة الذين صوتوا لصالح عزل ترامب العام الماضي في أعقاب أعمال الشغب في الكابيتول. وسيواجه جيبس ​​الديمقراطية هيلاري شولتن في نوفمبر المقبل.

وكان جون جيبس قد خدم في إدارة ترامب في عهد وزير الإسكان والتنمية الحضرية بن كارسون.

وجاءت خسارة ​​ميجر على الرغم من امتلاك ميزة كبيرة في جمع الأموال، لكن حملة منافسه جيبس ركزت على وصف ميجر بأنه ليس جمهوريًا حقيقيًا بسبب تصويته لصالح عزل ترامب، وكذلك دعمه لتشريع مراقبة الأسلحة من الحزبين الذي وقعه الرئيس بايدن ليصبح قانونًا في يونيو.

من جانبه علق ميجر على نتائج الانتخابات وخسارته قائلًا: “إن جمهورية دستورية مثل بلدنا تتطلب قادة على استعداد لمواجهة التحديات الكبيرة، وإيجاد أرضية مشتركة عندما يكون ذلك ممكنًا، ووضع حبهم للوطن فوق الانتماء الحزبي”.

وأضاف: “على الرغم من أن هذه لم تكن النتيجة التي كنا نأملها، إلا أنني سأستمر في بذل كل ما في وسعي لتحريك الحزب الجمهوري، وغرب ميشيغان، وبلدنا في اتجاه إيجابي”.

وكان ترامب قد تعهد بالانتقام من العشرة الذين تجاوزوا حدود الحزب في التصويت على عزله، وأيد منافسي الحزب لهم في الانتخابات التمهيدية.

لذلك كان ينظر إلى هذه الانتخابات على أنها اختبار حقيقي لسيطرة ترامب على الحزب، ويعتبرها البعض معركة بالوكالة بين ترامب ونائبه السابق مايك بنس، تحدد خلالها مصير المشرعين الذين صوتوا لصالح عزل ترامب، والذين قاتل ترامب من أجل إنهاء حياتهم السياسية. وفقًا لصحيفة the hill.

ومن بين أعضاء مجلس النواب الجمهوريين العشرة الذين صوتوا لصالح عزل ترامب، اختار 4 منهم عدم الترشح لإعادة الانتخاب. فيما خسر النائب توم رايس من ساوث كارولينا أمام منافس أيده ترامب في يونيو، ونجا النائب ديفيد فالاداو من كاليفورنيا من هذا التحدي.

فيما تستعد النائبة ليز تشيني من وايومنغ لهزيمة محتملة في الانتخابات التمهيدية في 16 أغسطس أمام منافس يدعمه ترامب.

العرب يكملون السباق

من ناحية أخرى حقق عدد من المرشحين العرب نجاحًا في انتخابات 2 أغسطس، ومن بينهم عضوة مجلس النواب رشيدة طليب التي نجحت في الاحتفاظ ببطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي.

وخاضت طليب معركة مهمة لإعادة انتخابها لولاية ثالثة في مجلس النواب، في مواجهة كلا من سيتي كليرك، وغانيس وينفري اللتان يدعمها اللوبي المؤيد لإسرائيل.

وجمعت رشيدة طليب ملايين الدولارات في حملتها للفوز بالتصويت في الدائرة الثانية عشرة ذات الغالبية الديمقراطية. وفازت بالفعل بنسبة 64% من الأصوات، بينما كانت أقرب منافسيها هي غانيس وينفري، البالغة من العمر 46 عامًا، والتي حصلت على 20% من الأصوات.

فيما حصل عمدة قرية لاتثروب، كيلي غاريت، على 10%، وحصلت ممثلة الولاية السابقة شانيل جاكسون على 5%.

ومن المتوقع أن تكون فرص طليب في الاحتفاظ بمقعدها في الكونغرس كبيرة، حيث ستكون المرشح الأوفر حظًا في انتخابات نوفمبر المقبل في مواجهة خصمها الجمهوري ستيفن إليوت الذي فاز بنسبة 55% من الأصوات، يليه جيمس هوبر بنسبة 33%. وفقًا لموقع fox2detroit

كما نجح النائب العربي واليمني الأمريكي إبراهيم عياش في الاحتفاظ بمقعده في مجلس نواب الولاية. فيما فاز العباس فرحات بالتزكية في الدائرة الثالثة لمجلس نواب الولاية، وبذالك يكون قد حسم السباق.

واحتفظ سام بيضون بتزكيته في الدائرة 13، وستنافسه آن كلارك على مفوضية المقاطعة، كما احتفظ عبد هيدوس بتزكيته كمفوض لمقاطعة وين عن الدائرة الـ 11 بعد ليلة طويلة من فرز الأصوات.

آندي ليفي يخسر

يبدو أن الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء الماضي قد كتبت نهاية سلالة ليفين السياسية في مجلس النواب في ضواحي ديترويت، وفقًا لشبكة NBC news، حيث تعرّض النائب التقدمي آندي ليفين، لخسارة قاسية في الدائرة 11 بميشيغان بعد ان حصل على 40.1% من الأصوات، مقابل منافسته هيلي ستيفنز، والتي حصلت على 59.9% لتفوز ببطاقة الترشيح وتواجه الجمهوري مارك أمبروز في نوفمبر المقبل.

جدير بالذكر أن آندي ليفين هو نجل النائب الديمقراطي السابق ساندر ليفين، وابن شقيق السناتور الديمقراطي الراحل كارل ليفين. ومن المعروف أن فردًا واحدًا على الأقل من هذه العائلة خدم في الكونغرس منذ عام 1979 حتى الآن، لكن يبدو أن هذا سيتوقف في يناير.

وأرجع البعض خسارة آندي ليفين إلى خطة إعادة تقسيم الدوائر التي وضعت شاغل الوظيفة في مواجهة شاغل الوظيفة في منافسة نادرة بعد أن تم دمج أجزاء من مقاطعاتهم الحالية، مما أعطى أفضلية لناخبي منطقة ستيفنز.

وكان من الواضح أن المعركة ستكون صعبة بالنسبة للنائب آندي ليفين، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الجالية العربية في ديترويت والتزامه بدعم الحقوق الفلسطينية، في مقابل المرشحة هالي ستيفنز التي تحصل على دعم كبير من اللوبي المؤيد لإسرائيل.

وفي تطور غير عادي، اضطر ليفين، وهو يهودي، إلى الدفاع عن سجله في السياسات المتعلقة بإسرائيل ضد الهجمات التي تلقاها من أنصار ستيفنز، التي كانت أكثر تشددًا بشأن هذه القضية على الرغم من كونها ليست يهودية.

وأنفقت شركة PAC التابعة للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية 4.2 مليون دولار على الإعلانات التي عززت ترشح ستيفنز ضد ليفين.

وإلى جانب التنافس حول إسرائيل ركز المرشحان بشكل كبير على جذب الناخبين السود، كما تحول السباق بينهما لمعركة بين الأجنحة التقدمية والمعتدلة في الحزب الديمقراطي.

ومن المفارقات أيضًا أن مجموعة تدعم المرشحين الذين يؤيدون حق الإجهاض أنفقت أكثر من 5 ملايين دولار لمساعدة ستيفنز، على الرغم من أن ليفين يدعم حقوق الإجهاض أيضًا، وتم اعتقاله مؤخرًا أثناء احتجاجه على قرار المحكمة العليا بإلغاء هذا الحق.

شريف مقاطعة وين

سيكمل شريف مقاطعة وين، رافائيل واشنطن، فترة ولاية جزئية بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ضد منافسه والتر إيبس، ملازم شرطة مقاطعة واين السابق، وضابط شرطة ديترويت السابق جوان ميريويذر.

وحصل واشنطن على 47% من الأصوات، بينما حصل ميريويذر على 28%، وحصل إيبس على 24% من الأصوات.

ووفقًا لصحيفة “ديترويت نيوز” سيكمل واشنطن ولاية جزئية تنتهي بنهاية عام 2024، لأنه لا يوجد مرشح جمهوري ينافسه في انتخابات نوفمبر المقبل

وكان قد تم تعيين واشنطن من قبل لجنة المقاطعة في يناير 2021، بعد شهر من وفاة الشريف بيني نابليون بعد إصابته بـ COVID-19.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين