أخبارأخبار العالم العربي

“فطرة” التي حاربها فيسبوك.. مبادرة عربية لمواجهة المثلية الجنسية

أطلق مجموعة من الشباب في مصر والعالم العربي مبادرة تحت عنوان “فطرة” لمواجهة المثلية الجنسية التي بدأت تنتشر حول العالم، وتلقى دعمًا كبيرًا من حكومات وشركات غربية، وذلك بعد ظهور العديد من المحاولات للترويج لها وفرضها على المجتمعات العربية والإسلامية، وانتشار المنتجات التي تحمل علم المثليين في العديد من أسواق المنطقة.

وجاء تدشين مبادرة “فطرة” في شهر يونيو الماضي، تزامنًا مع انتشار الاحتفالات المؤيدة للمثلية في العالم، وكان من اللافت تحقيقها قبولاً ورواجًا واسعًا في وقت قصير الغاية.

ولفت القائمون على المبادرة إلى أن الشرارة التي حسمت قرار إطلاقها هي قرار شركة ديزني دمج شخصيات مثلية الجنسية في أعمالها الموجهة إلى الأطفال حتى يسهل عليهم قبول الأمر.

وفي مواجهة علم المثليين الذي يحمل ألوانًا تشبه ألوان الطيف، عبرت المبادرة عن نفسها بعلم يحمل اللونين الأزرق والوردي وهما يمثلان الذكر والأنثى، للتأكيد على رفض التعددية الجنسية.

Photo courtesy of Fetrah Twitter account

أهداف المبادرة

تهدف المبادرة لمواجهة الشذوذ الجنسي والأخلاقي والأفكار الخبيثة التي يتم الترويج لها من قبل دعاة الشذوذ في العالم تحت مسمى “دعم الجنسية المثلية”.

وأشار القائمون عليها إلى أن حملات الشذوذ الجنسي أصبحت منتشرة بشكل واسع، ويتم الترويج لها بمختلف الوسائل عبر الانترنت والسينما والتليفزيون والبرامج المخصصة للأطفال. وفقًا لموقع “أخبار اليوم“.

ونشر حساب المبادرة علي تويتر قائلًا:”إذا كان لهم حرية ممارسة الفعل.. فنحن لدينا مطلق الحرية في رفض الفعل وعدم الاعتراف به”. في إشارة واضحة لمناهضة فكرة المثلية.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1545854680714059777?s=20&t=48dSdfrQnStT1yig2nOn0g

واعتبر القائمون على الحملة أنهم يسعون بشكل رئيسي إلى توعية الأجيال الناشئة في ظل الضغوط العالمية لقبول التطبيع مع المثلية الجنسية. وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وقالوا إنهم سيستخدمون كل الأدوات المتاحة لديهم من مؤتمرات وفيديوهات توعية وأي مادة مناهضة للشذوذ لإيصال فكرتهم للناس، ويسعون لأن تكون المبادرة مظلة عامة تتيح لكل الأفراد والفئات والفصائل والتيارات إعلانهم عن رفضهم الصريح والقاطع للشذوذ الجنسي، ولكل الحملات الموجهة والأفكار الخبيثة التي يتم الترويج لها ولكل ما هو منافي للفطرة الإنسانية، وفقًا لموقع “البوابة نيوز“.

وأشاروا إلى أنهم يسعون لترسيخ فكرة تجميع الرافضين للشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية من كل أنحاء العالم، داعين كل من يهتم بالمبادرة إلى الدعم والمشاركة فيها قائلين: “أنكروا المنكر.. وأعلنوها للجميع.. الانحرافات البشرية جريمة في حق الإنسانية”.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1545401535936479234?s=20&t=Qih7Qumxra2M4GJXjWv9pg

وشددت المبادرة على أنها “لا تقبل أي تبرعات مادية، ولم ولن تكون ربحية بأي شكل من الأشكال”، مؤكدة أن هدفها هو “ترسيخ فكرة تجميع الرافضين للمثلية الجنسية من مختلف الشرائع السماوية ومن كل الثقافات”.

انحرافات بشرية

ونشر حساب “فطرة” تغريدات على تويتر أوضح فيها الأضرار التي تسببت فيها الانحرافات البشرية ومن بينها الشذوذ والمثلية الجنسية، وجاءت هذه التغريدات تحت عنوان “كيف آذتنا الانحرافات البشرية؟”.

وقال: “الأذى الذي طالنا من الانحرافات البشرية هو أعمق مما يبدو، فليس يسيرًا تغيير فطرةٍ حميدة أو الولوجُ لعقلياتِ صغارنا الذين نتحرّى لهم النقيَ ليتابعوه أو يتعرّفوه من شتى المجالات”.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1549437563106115587?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

فمعركتنا مع هذه الآفة مختلفة عمّن اُبتلوا بالاقتناع به أو بدؤوا يصفقون له منجرين خلف الترويج الهائل، معركتنا أو مشكلتنا تكمن في النظرة الجديدة المشوهة لكل علاقة تجمع شخصين من الجنس نفسه.

فبعدما كانت الحدود الطبيعية تُرسَم بين الجنسين وصلنا لزمن علينا فيه التحرّج من إظهار مشاهد إنسانية تجسد العاطفة بين أبناء الجنس ذاته، وإنها للمصيبة الأكبر، عندما يصبغُ الملوثُ بصباغِه الرُؤى فتضطر النوايا الحسنة النظيفة للتبرير ولاختلاق المسوّغات رغم أنها هي الفطرة السوية.

 فأصبحت النتيجة أن التلامس الإنساني من احتضان وإمساك بالأيدي بين الأصدقاء هو المشبوه، كيف ونحن في الأصلِ مطالبون، أو بمعنى أدق من المتاح لنا اللجوء لأصدقائنا المقرّبين لنشاركهم أحزاننا وتلقّي دعمهم بمختلف أشكاله، والذي لا بد أن يتضمن العناق وغيره من لغة الجسد.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1546253577030717442?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

فترانا نحذر نحن، حين يقابل الفتى صديقه بالعناق وكأن الأمر حُسم ليفوزوا ويأخذوا لأنفسهم مشاهدَ العناق، الترحيب، تشابك الأيدي، التماع العينين بعودة صديق وتوهجهما بقلوب الحب، وصرنا نحن ملزمين بالتوضيح: يحب صديقه؟ على أيّ شاكلة؟ شاكلة الصداقة وحدها؟ أم للأمر جذور أعمق؟

واختتم قائلًا: “أيها الناس، إنها شاكلة واحدة واحتمال واحد، وعلى مَن روّج لشاكلته المريضة أن يبرر، لا علينا. فنحن من فطرة لا نبرر لفطرتنا الإنسانية لأننا الأصل وكل ما دون الفطرة هو الشاذ، بل ومن خلال راية “فطرة” نعلن عن رفضنا القاطع لكل الانحرافات البشرية وكل ما هو دون الفطرة الإنسانية السليمة.

ترحيب واسع

مبادرة “فطرة” لقيت ترحيباً واسعاً من المتابعين والعديد من المنصات على السوشيال ميديا، حيث أعلن القائمون عليها أنهم يحظون حتى الآن على دعم أكثر من 30 ألف مؤسسة ومنصة عربية، ووصل عدد متابعي منشوراتها إلى أكثر من مليوني متابع خلال أيام قليلة.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1547641564427456518?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

 وتفاعل العديد من المستخدمين العرب مع المبادرة على منصات السوشيال ميديا، ودشنوا هاشتاغات #انشر_فطرة و #ادعم_فطرة لتحقيق انتشار أكبر للمبادرة، وعلق أحدهم قائلًا: “فطرة دي فكرة لطيفة لمواجهة محاولات فرض الملونين أفكارهم الشاذة على كل المجتمعات واستهدافهم المستمر للأطفال، مبادرة تستحق الدعم”.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1547327363733721090?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

وعلق آخر قائلًا: “عايزين يغيروا مبادئ الفطرة السليمة اللي ربنا خلقنا عليها لصالح أعوان الشياطين.. #أدعم_فطرة”.

إغلاق فيسبوك

الانتشار الواسع الذي حققته مبادرة “فطرة” دفع القائمين على منصة فيسبوك إلى إغلاق صفحة المبادرة دون إبداء أسباب، وهي الخطوة التي ساهمت أكثر في انتشار المبادرة وتدشينها من خلال أكثر من صفحة في العديد من البلدان العربية.

وكتب حساب المبادرة على تويتر قائلًا: بعد انتشار الفكرة ووصول صفحة فطرة على فيسبوك لأكثر من 2 مليون شخص على مستوى العالم، وكعادة الغرب في تقييد الحريات إذا كان الرأي مخالفا لأهوائهم، أغلقوا الصفحة، لكن لن يتمكنوا من إنهاء الفكرة.. لأنها أصبحت في العقول الآن”.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1546601686705356802?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

ولم يكتف فيسبوك بإغلاق صفحة المبادرة فقط وإنما قام بتعليق كل حسابات المؤسسين للمبادرة، ورأى أصحاب المبادرة أن تعليق الحسابات الخاصة بها وبهم ما هي إلا مسألة وقت، خاصة وأن انستغرام بدأ في وضع ضوابط على النشر على صفحة المبادرة، فيما حذف تيك توك كل المشاركات عن المبادرة، وقيد لينكدإن محتوى فطرة.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1546923504578301952?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

وبالفعل تحققت توقعات القائمين على المبادرة وتم إغلاق حسابها على موقع انستغرام في إطار التضييق عليها وعلى المحتوى الذي تنشره

https://twitter.com/fetrah_org/status/1547980271181475840?s=20&t=u6uQsWl-3JNxsEhwElKDag

وأكد عبد الله عباس أحد مؤسسي مبادرة “فطرة” أن الانتشار الواسع للحملة في عدد كبير من دول العالم هو السبب الرئيسي وراء قرار إدارة فيسبوك بإغلاقها.

وقال خلال حديثه لبرنامج “هاشتاج” على “الجزيرة مباشر“: “ما حدث كان غريبًا جدًا، فبعد التواصل مع إدارة فيسبوك اكتشفنا أن الصفحة لم يعد لها وجود”. وأوضح أن صفحة المبادرة تم إغلاقها من دون أي تحذير سابق أو استجابة لبلاغات ضد هدفها، بل كان قرارًا من إدارة فيسبوك لوقف انتشار الفكرة.

https://twitter.com/fetrah_org/status/1549052834238570496?s=20&t=J2DlJtaud3gYhyFWy-L-BQ

وأضاف أن قرار فيسبوك بإغلاق الصفحة بهذا الشكل أدى إلى انتشارها بشكل أوسع سواء في الدول العربية أو حتى بعض البلدان الأوربية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين