- حافظت الصين طوال السنوات الماضية على دعمها السياسي والدبلوماسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
للمرة الأولى، تقوم الصين بتصوير فيلم سينمائي جديد في سوريا، حيث سيجري تصويره في دمشق ومدن سورية أخرى، ويشارك النجم العالمي جاكي شان في إنتاج الفيلم الذي يحمل اسم “Home Operation”.
الفيلم من إخراج سونغ يينكسي، وهو مستوحى من مهمة صينية لإجلاء المئات من مواطنيها من اليمن في عام 2015 أثناء الحرب الأهلية هناك، وهي أول مشروع مشترك بين المنتجين الصينيين والإماراتيين.
نقلت وكالة “فرانس برس” عن سونغ قوله إن “الفيلم يهدف إلى تمجيد الحزب الشيوعي الصيني، حيث يأخذ وجهة نظر السياسيين من أعضاء الحزب الشيوعي، الذين تحدوا وابل الرصاص في بلد مزقته الحرب وجلبوا جميع المواطنين الصينيين بأمان إلى سفينة حربية صينية، ومن ثمَّ إيصالهم إلى البلاد سالمة”.
ظهر فنغ بياو، سفير الصين في سوريا، في حفل إطلاق التصوير، وتُظهر الصور من مواقع تصوير الفيلم طاقمًا وممثلين صينيين يعملون بين المباني المحطمة والمهجورة، إلى جانب دبابة عسكرية محطمة، كما يرتدي أفراد الطاقم ملابس على الطراز اليمني.
Islamic State ex-bastion in Syria hosts Jackie Chan film shoot.
"Home Operation" is inspired by China's 2015 evacuation of Chinese and other foreign citizens from the war in Yemen, an operation that was seen as a landmark for Beijinghttps://t.co/0zCRauTlNG pic.twitter.com/huK9tzYudA
— AFP News Agency (@AFP) July 18, 2022
الفيلم أثار الغضب بعد تصوير بعض مشاهده في “الحجر الأسود”، وهي بلدة سورية دمرتها الحرب الأهلية، حيث نقل موقع “العربي الجديد” عن الصحفي السوري فريد المحلول قوله: “من المعيب تصوير مثل هذه الأفلام على أنقاض منازل سورية دمرها نظام الأسد وروسيا وإيران، النظام الصيني حليف لسوريا، وهم يحاولون تبييض جرائمهم في أفعال مثل هذه”.
قال تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، على مواقع التواصل الاجتماعي: “قُتِلَ الآلاف على يد نظام الأسد ولاحقًا على يد داعش في بلدة الحجر الأسود، استغلال وضع البلدة المتهالك من أجل تصوير فيلم يشيد بالصين في ظل تسهيلات واسعة من النظام السوري، هو ذوق فني سيء بشكل مروّع”.
تقع بلدة الحجر الأسود على بعد 4 كيلومترات جنوب دمشق بالقرب من مخيم اليرموك للاجئين، وفي بداية الحرب الأهلية السورية، كانت المنطقة معقلًا لأفراد الجيش السوري الحر وللمتظاهرين المناهضين للأسد، لكن في عام 2015، استولى تنظيم داعش على المنطقة المحيطة بالبلدة إلى حد كبير، وبعد 3 سنوات من القتال، استولت القوات الحكومية على المنطقة في عام 2018 بمساعدة الميليشيات الإيرانية وهجمات جوية روسية.
يُذكر أن الصين حافظت طوال السنوات الماضية على دعمها السياسي والدبلوماسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وفقًا لما ذكرته صحيفة “الجارديان“.
جديرٌ بالذكر، فإن جاكي شان المولود في هونغ كونغ، لديه تاريخ طويل في دعم الحزب الشيوعي الصيني، حيث قال في مؤتمر لقادة الأعمال في عام 2009: “بدأت أشعر تدريجيًا أننا الصينيين بحاجة إلى السيطرة، وإذا لم يتم التحكم فينا، سنفعل ما نريده”.
