الراديوتغطيات خاصة

ماذا ربح بايدن من زيارته للشرق الأوسط؟ وهل هناك نتائج غير معلنة؟

اقرأ في هذا المقال
  • حل أزمة أسعار الطاقة الحالية يكمن في يد جو بايدن والكونغرس.
  • زيارة بايدن للشرق الأوسط لن تكون مؤثرة للغاية فيما يخص تصويت الناخب الأمريكي خلال انتخابات التجديد النصفي.

لا تزال أصداء زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط مستمرة، حيث تذهب بعض التحليلات إلى أن الرئيس عاد خالي الوفاض، وفشل في الحصول على تعهد سعودي بضخ المزيد من إمدادات النفط، كما فشل في إقناع السعودية بالتطبيع مع إسرائيل، ولم يستطع إقناع قادة المنطقة بالدخول في حلف دفاعي أو ناتو عربي، يضم إسرائيل.

في هذا الإطار، ناقشت الإعلامية ليلى الحسيني مع الإعلامي الخبير والمحلل السياسي الدكتور عاطف عبدالجواد، أهم نتائج زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، كما تناول النقاش ما إذا كانت هناك نتائج غير معلنة لتلك الزيارة.

زيارة غير فاشلة

يرى د. عاطف عبد الجواد أن زيارة بايدن لم تفشل، فالمؤتمرات واللقاءات والمنتديات يُعدّ لها مسبقًا، والأطراف جميعا تكون على علم بالقضايا المطروحة والحلول المقترحة والنتائج المرجوة.

وأضاف أن “هناك عدة نقاط أرى أنها كانت ذات نتائج مهمة للغاية، ولكنها غير منظورة، على سبيل المثال فإن أمريكا باقية في منطقة الشرق الأوسط، حتى لا تترك موطئ قدم للصين وروسيا، فالولايات المتحدة كانت لها استراتيجية سابقة تتخلى عن تلك المنطقة، والتركيز على آسيا وأفريقيا لمواجهة النفوذ الصيني، لكن الآن عاد الاهتمام الأمريكي التاريخي والتقليدي بمنطقة الشرق الأوسط”.

وتابع: “النقطة الثانية أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط أو أي مكان في العالم، لم يكن دائمًا في صورة قوات أو حروب برية تقليدية، وإنما يتواجد الأمريكيون بطرق وصور مختلفة في العالم، والنقطة الثالثة هي أن قيام دولة فلسطينية مستقلة ربما يتوقف على مدى تكامل إسرائيل مع المنطقة، صحيح أن هذا التكامل لم يتم هذه المرة، لكن ربما يكون موجودًا في المستقبل”، وأشار عبد الجواد إلى ما أسماه بـ “السلام الاقتصادي” بين إسرائيل وفلسطين حاليًا.

أسعار الطاقة

فيما يخص النفط واستقرار أسعاره، قال عبد الجواد إن اجتماع مجموعة أوبك+ المقبل سيكون في الثاني من أغسطس، وعلى الجميع الانتظار حتى هذا التاريخ لمعرفة تبعات الزيارة على هذا الاجتماع، إلا أنه أشار إلى أن زيادة السعودية لإنتاجها لن يُجدي كثيرًا، لأن السعودية بالفعل تنتج الآن 11 مليون برميل يوميًا، وهذا الرقم يقارب السعة الإنتاجية القصوى لها (12 مليون برميل يوميًا).

ولفت إلى أن الحل يبقى بيد الولايات المتحدة، التي تعد أكبر منتج للنفط في العالم، لكن هناك مشكلتين أمام إتمام الحل؛ الأولى وهي الاعتبارات المناخية والبيئية التي تمنع شركات النفط الأمريكية من البحث عن النفط في أماكن معينة حفاظًا على البيئة، والثانية هي أن القانون الأمريكي لا يسمح بتصدير إلا 15٪ من الإنتاج المحلي من النفط.

وأشار إلى أن حل أزمة أسعار الطاقة الحالية يكمن في يد جو بايدن والكونغرس، من خلال السماح بصورة مؤقتة بالتنقيب وإنتاج النفط من الأماكن البيئية المحظورة، حتى تنفرج الأزمة.

أخطاء وتناقضات

وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد فقدت بعض قوتها ـ ولو ظاهريًا ـ حول العالم، وأنها أصبحت أضعف أمام حلفائها، قال عبد الجواد إن الولايات المتحدة اقترفت بعض الأخطاء، مما أعطى انطباعًا لدى بعض دول العالم بأن الولايات المتحدة لا يمكن التعويل عليها كحليف أمني أو عسكري او حتى اقتصادي، ولفت إلى أن أمريكا تمارس تناقضات غريبة نتيجة لهذه الأخطاء.

ودلل على ذلك، باهتمام الولايات المتحدة بمسألة حقوق الإنسان في السعودية ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط، دون أن تعير أدنى اهتمام لانتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني، كما أشار إلى قضية مقتل الصحفية الأمريكية من أصل فلسطيني، شيرين أبو عاقلة، وأكد على ضرورة أن يقوم الرأي العام الفلسطيني بمواصلة الضغط من أجل التحقيق في هذه القضية.

نتائج غير معلنة

حول النتائج غير المعلنة، والتي ربما لم تُعلن بعد لوسائل الإعلام، قال عبد الجواد إن “كل الأهداف التي سعى جو بايدن إلى تحقيقها والتي تحدث عنها، ويُقال عنها أنها لم تتحقق، سوف تتحقق فعلًا، وأهمها ناتو الشرق الأوسط أو التكتل الدفاعي الصاروخي في منطقة الشرق الأوسط، ولكن الحساسية لدى بعض الدول المشاركة بقمة جدة ربما كانت سببًا في تأخر ذلك، ربما بسبب حساسية ذكر اسم إيران تحديدًا”.

وأكد أن زيارة بايدن للشرق الأوسط لن تكون مؤثرة للغاية فيما يخص تصويت الناخب الأمريكي خلال انتخابات التجديد النصفي، لأن الناخب الأمريكي يصوّت لمن يستطيع أن يخفّض أسعار الوقود وأسعار المواد الغذائية، ومن يمكنه التغلب على التضخم السائد الآن، وبالتالي فالزيارة لن تؤثر كثيرًا على نتائج الانتخابات إذا لم تؤدي لنتائج مالية واقتصادية إيجابية للناخب الأمريكي.

وأشار عبد الجواد إلى أن الزيارة وقمة جدة قد يكون لها تأثير مباشر وفوري على الحرب في اليمن، وقد تكون هناك انفراجة قريبة للأوضاع هناك. أما بالنسبة لسوريا؛ فإن العديد من المشاركين في القمة يحبذون عودة سوريا مرة أخرى إلى الأحضان العربية، وهذه أيضًا ربما تكون خطوة لتطبيع العلاقات مع دمشق.

ـ استعموا إلى الحلقة كاملة على قناة “US Arab Radio” على يوتيوب:

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى