قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن منسق أمني أمريكي خلص إلى أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

وأوضح برايس، في بيان له اليوم الاثنين، أن الاستنتاج بشأن المسؤولية المحتملة لإسرائيل عن مقتل شيرين جاء من خلال إطلاع منسق الأمن الأمريكي على تحقيقات الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية التي اطلع عليها خلال الأسابيع العديدة الماضية، وفقًا لشبكة (CNN)

وأضاف برايس أن المنسق الأمني ​​ الأمريكي لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن استهداف أبو عاقلة كان مقصودًا، بل حدث نتيجة ظروف مأساوية خلال عملية عسكرية إسرائيلية في جنين.

وأشار إلى أن فحص الرصاصة كان مفصلاً للغاية، وقام به فاحصون مستقلون من أطراف ثالثة غير الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، كجزء من عملية أشرف عليها منسق الأمن الأمريكي، لكنهم لم يتمكنوا من استنتاج مصدر الرصاصة بشكل نهائي، حيث قال خبراء القذائف إن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة بشأن مصدرها.

وكان مسؤولون فلسطينيون قد أتاحوا لمسؤولين أمريكيين الإطلاع على الرصاصة التي تم استخراجها من جثمان شيرين أبو عاقلة بعد مقتلها وذلك لفحصها من جانب خبراء مستقلين، ثم أعيدت الرصاصة للجهات الفلسطينية مرة أخرى.

وأكد برايس أن الولايات المتحدة ستتواصل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن الخطوات التالية، وتتوقع إجراء تحقيقات شاملة وشفافة ونزيهة في ملابسات مقتل السيدة أبو عاقلة ومساءلة الجهة المسؤولة عن مقتلها.

بيان النيابة الفلسطينية

وكانت النيابة العامة الفلسطينية قد أصدرت بيانًا، اليوم الاثنين، بشأن قضية مقتل شيرين أبو عاقلة، أكدت فيه أن النتائج التي توصلت إليها تحقيقات النيابة في القضية بُنيت على مجموعة من الأدلة الدامغة، والتي تضمنت تقارير فنية ومعاينات وإفادات شهود العيان؛ حسمت بشكل قاطع أن اغتيال أبو عاقلة كان باستهداف مباشر من أحد أفراد الجيش الإسرائيلي المتمركزة بالمكان، وأثبتت بالوجه القاطع أن في وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة.

وتضمنت الأدلة التقارير الفنية المتعلقة بالرصاصة المستخرج من رأس الشهيدة شيرين أبوعاقلة، والتي بينت أنها من عيار 5.56 خارق للدروع، وأطلقت من مسافة 170 إلى 180 مترًا، بمسار إطلاق يتوافق مع مكان تمركز قوة الجيش الإسرائيلي.

وأكدت النيابة العامة الفلسطينية أنها قامت بتحقيقاتها بشكل مستقل، وأطلعت الجانب الأمريكي على النتائج التي تم التوصل إليها، كون الشهيدة تحمل الجنسية الأمريكية، وقام الجانب الأمريكي بإجراء تحقيق منفصل، وتم تسليمهم الرصاصة لمدة 24 ساعة لإجراء الفحص الفني اللازم لها من قبل خبراء أمريكيين تم إحضارهم لهذه الغاية؛ وتم إعادتها مرة أخرى للجانب الفلسطيني بعد فحصها.

وأكدت النيابة الفلسطينية عدم صحة ما صرح به الجانب الأمريكي بشأن وجود أضرار بالغة في الرصاصة حالت دون التوصل إلى نتيجة واضحة بشأن مصدر إطلاقها، مشيرة إلى أن التقارير الفنية تؤكد أن الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم، بالإضافة إلى أن استهداف أبو عاقلة كان بشكلٍ متعمد وفقا للأدلة القاطعة وشهادة الشهود،  ومن غير المقبول ما قاله الجانب الأمريكي بعدم وجود أسباب تشير أن الاستهداف كان متعمدًا، خاصة وأن التحقيقات أكدت مسألة التعمد في القتل سواء من خلال ما هو موثق بتسجيلات الفيديو أو من خلال شهود العيان أو مسار ومسافة وارتفاعات إطلاق النار، أو من خلال استهداف من حاول إسعاف الشهيدة.

وأكدت النيابة العامة الفلسطينية أنها الجهة المختصة بإجراء التحقيق قانونًا، وأن أي نتائج تحقيقات تجريها أي جهات أخرى غير ملزمة لها قانونا، واستنادًا إلى التحقيقات فإن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تعمد اغتيال شيرين أبو عاقلة، وبناءً عليه سيتم استكمال الإجراءات القانونية لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

تعليق الرئاسة الفلسطينية

من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن بلاده تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل شيرين أبو عاقلة، ولن تقبل بأي حال من الأحوال التلاعب بنتيجة التحقيق الفلسطينية، وستتابع قضية اغتيالها في المحاكم الدولية، خاصة أمام المحكمة الجنائية باعتبار أن إسرائيل هي المسؤولة عن قتلها وعليها أن تتحمل النتائج.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد قال أبو ردينة: “نعبر عن أسفنا لتنصل الحكومة الإسرائيلية من تحمل مسؤولياتها تجاه اغتيال أبو عاقلة، ونطالب الإدارة الأميركية بالحفاظ على مصداقيتها وأن تحمل إسرائيل المسؤولية كاملة عن جريمة قتل الشهيدة أبو عاقلة، لأن الوقائع الفلسطينية والدولية تؤكد مسؤولية الجيش الإسرائيلي بدون أدنى شك”.