الراديو

“حملة الأضاحي” .. نوافذ خير حول العالم تفتحها منظمة الحياة للإغاثة والتنمية

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استضاف راديو صوت العرب من أمريكا، السيد عمر الريدي، منسق البرامج الوطنية والدولية بمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية Life for Relief and Development، حيث دار الحديث عن “حملة الأضاحي” التي تطلقها المنظمة كل عام في عيد الأضحى وتنطلق من خلالها قوافل الإغاثة التابعة للمنظمة باتجاه دول عديدة حول العالم، ويتم من خلالها ذبح أضاحي العيد وتقديم لحومها لمستحقيها.

بحسب القائمين على هذه المشاريع فإن أهمية هذه الحملة ومثيلاتها لا تقتصر على توزيع اللحوم وحصص الأضاحي فحسب؛ بل إنها تلعب دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات الإنسانية بين المجتمعات حول العالم.

تناولت الحلقة تفاصيل مشروع الأضاحي، والدول التي ستوزع فيها لحوم الأضاحي، والأولوية في التنفيذ بالدول والمناطق التي تشهد أزمات إنسانية، مثل سوريا واليمن وفلسطين والعراق وبنغلادش وغيرها، وذلك بهدف تخفيف معاناة سكان تلك الدول.

أمل مع كل ألم
* أستاذ عمر..  نحن اليوم بصدد تسليط الضوء على المشاريع الإنسانية التي تذكرنا بإنسانيتنا في عالمٍ تسوده مشكلات كبيرة؛ نفسية ومجتمعية ومادية وغيرها، ولعل ما يخفف وطأة هذه المشكلات هو أننا لازلنا نؤمن بأن الدنيا بألف خير، وهناك أناس خيّرين يؤمنون بالعمل الخيري والإنساني، فهل تتفق معي؟

** أتفق معكِ تمامًا، خصوصًا وأن موسم الأضاحي هذا العام يأتي ونحن في منظمة الحياة كنا نفكر في نفس التوقيت في كيفية إسعاد الأطفال حول العالم، فقد أصبح تركيزنا على كيفية توزيع الأضاحي وكيفية إسعاد الأطفال.

كما نركز أيضًا على عمليات الإغاثة في مجال الطوارئ العاجلة مثل الزلزال الذي حدث مؤخرًا في أفغانستان، حيث ذهب فريقنا إلى هناك لتقييم الوضع على أرض الواقع وتقديم المساعدات المناسبة.

كما كانت هناك حملات إغاثة في حالات طارئة أخرى مثل فيضانات بنغلادش، وهي أسوأ فيضانات مرّت على هذا البلد، وتركت حوالي 7 ملايين شخص دون مأوى، و207 حالات وفاة، وكذلك الجفاف في أفريقيا والذي تأثر به 20 مليون شخص.

أما بالنسبة لحملات الأضاحي فهي لا تعني بالنسبة لنا كمؤسسة مجرد توزيع لحوم الأضاحي، وإنما لها بعد اجتماعي آخر وكذلك بُعد إنساني، كما أننا نركز على الأطفال وكيفية إسعادهم، ويظل الأمل في داخلنا مع كل ألم.

مشروع الأضاحي

* يصادف يوم السبت القادم، يوم عيد الأضحى المبارك، حيث ستبدأ الأضاحي بعد صلاة العيد، فهل تشرح لنا المزيد حول مشروع الأضاحي؟، وما هي الأولويات التي تضعها منظمة الحياة في اعتبارها في عمليات توزيع لحوم الأضاحي؟

** نعلم جميعًا أن أسعار اللحوم في بعض المناطق حول العالم مرتفعة جدًا مقارنة ببعض السلع الأخرى، وعيد الأضحى يأتينا كمسلمين مرة في العام، وطبقًا للشريعة الإسلامية يتم ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها، حيث يجب أن يذهب ثلثها إلى الفقراء، وهنا يظهر البُعد الإنساني للشريعة الإسلامية.

ومن أهداف هذا المشروع الذي تقوم به منظمة الحياة؛ مقاومة الجوع وسوء التغذية، فعلى سبيل المثال عندما نقدم مثل هذه اللحوم في بعض الدول الأفريقية، لا يقومون بطبخها كلها مباشرة، بل بعضهم يقوم بـ “تقديدها” وتجفيفها بطريقة معينة كي تبقى معه لأطول فترة ممكنة.

وأود التنويه إلى أننا نرتب لمثل هذا المشروع منذ عدة أشهر سابقة، فنحن نريد أن نصل إلى أفضل الأسعار، وأجود أنواع اللحوم، ونريد أن نصل باللحوم إلى من هم أكثر احتياجًا، وهم كُتر حول العالم.

 

Photo Courtesy of منظمة الحياة للإغاثة والتنمية _ المكتب الإقليمي Facebook Page

ارتفاع الأسعار
* قرأت مؤخرًا تقريرًا يتحدث عن أن الأمريكيين يصرخون من ارتفاع أسعار البنزين، كيف هو حال من هم في مناطق أكثر فقرًا واحتياجًا حول العالم؟!، كيف ترى الصورة في تلك البلدان؟

** إذا زار المستمعون الكرام، موقع منظمة الحياة للإغاثة والتنمية على الرابط (www.lifeusa.org)، سيجدون أن الصورة التي اخترناها لهذا المشروع، وهي طفلة تأخذ اللحوم من العام السابق، وهي تنظر إلى اللحم بسعادة بالغة وكأنها ترى اللحم لأول مرة في حياتها.

أما بخصوص الأسعار فنحن فوجئنا هذا العام بارتفاع كبير للأسعار، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن سعر الخروف وصل إلى 400 دولار!،

ونحن ننفذ هذا المشروع في 30 دولة حول العالم. وهناك مستويات أو شرائح خاصة بقيمة التبرع تبدأ من 400 دولار في الولايات المتحدة وفلسطين، ثم فئة الـ 350 دولار وهي في مصر والعراق ولبنان وسوريا.

ثم فئة الـ 200 دولار وهي في أفغانستان وغانا واليمن وإندونيسيا وسيراليون، ثم فئة الـ 90 دولار وهي في أثيوبيا وجيبوتي وبنغلادش والسنغال وباكستان وأوغندا ومالي وغامبيا وكينيا والهند والنيجر وغيرها.

طبعا للأسف أغلى سعر موجود داخل الولايات المتحدة، ونحن ننفذ هذ المشروع داخل أمريكا حيث يوجد عدد كبير من اللاجئين الأفغان الذين قدموا إلى هنا، وكذلك الأوكرانيين المتضررين من الحرب على بلدهم، هذا إلى جانب الفقراء الموجودين هنا ويستحون مد يدهم لطلب المساعدة، ونحن لدينا حصر بهم بالتعاون مع بعض المراكز المجتمعية.

ويتم تنفيذ هذا المشروع في عدد من الولايات، وهي: ميشيغان ونيويورك وأوهايو ونيو جيرسي وتكساس وفيرجينيا ومينيسوتا ونورث كارولينا.

Photo Courtesy of منظمة الحياة للإغاثة والتنمية _ المكتب الإقليمي Facebook Page

استراتيجية العمل
* السؤال الذي يُطرح دائما، كيف أستطيع أن أثق في أن تبرعي سيصل إلى مستحقيه، مثلًا في اليمن؟

** دعيني أشرح للمستمعين استراتيجية العمل في مشروع الأضحية تحديدًا، فنحن لدينا الموقع الإلكتروني موجود، ونقبل التبرعات حتى صباح رابع أيام العيد، وهو آخر توقيت لعملية الذبح، وهناك فريق عمل خاص بقسم المشروعات وهو على تواصل دائم ومستمر بقسم التبرعات.

يقوم قسم التبرعات بإبلاغ قسم المشروعات بعدد الأضاحي التي تزيد يوميًا والتي تم التبرع بها، حيث يتم شراؤها مباشرة، أما ما يخص عمليات توزيع اللحوم وإسعاد هؤلاء المحتاجين، فإن الصور التي توثقها موجودة بشكل يومي على الموقع الإلكتروني وحسابات المنظمة على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وانستغرام.

وفي حالة إذا ما طلب المتبرع أن يضع اسمه مثلًا على أضحيته، أو يريد صور خاصة بأضحيته، يمكنه أن يضع ذلك في الخانة الخاصة بالملاحظات، ويتم تنفيذ طلبه مباشرةً وحرفيًا.

* ما هو الرقم الذي يمكن للمستمعين الاتصال به، بخلاف دخولهم على الموقع الإلكتروني، من أجل الاستعلام عن مشروع الأضاحي؟

** رقم الهاتف هو (2484247493).

Photo Courtesy of منظمة الحياة للإغاثة والتنمية _ المكتب الإقليمي Facebook Page

إسعاد الأطفال
* دعنا نتحدث الآن عن مشروع آخر كنت قد حدثتنا عنه، لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، فأين سيكون هذا المشروع؟، وكيف يمكننا أن نساهم به؟

** بدايةً، أودّ أن أوضح أننا لدينا كفالات شهرية للأيتام في العديد من الدول حول العالم، وهي 55 دولارًا لليتيم كي تكفل تعليمه وعلاجه وأكله وشربه، هذا كان المشروع الدائم للمنظمة حول العالم، ولكن أثناء وجودنا في ميدان العمل الخيري خلال الحملات المختلفة، وجدنا دائما أن الطفل لا يدرك ما الذي يحدث حوله، خاصةً في مناطق النكبات والنزاعات.

وأثناء توزيع السلال الغذائية على الأسر، كنا نأخذ معنا الحلوى كي نوزعها على الأطفال، فكنا نجد الطفل سعيد سعادة بالغة، فكانت الفكرة هنا أن البالغين يدركون قيمة ما يُقدم لهم من سلة غذائية، لكن الطفل ينظر للطفل الآخر، وينظر مثلًا للعيد على أنه لا بد أن تتواجد له ملابس جديدة، وأن العيد لا بد أن يحصل فيه على هدايا وألعاب جديدة.

ومن هنا جاءت الفكرة الخاصة بعمل حفلات للأيتام في كافة البلدان التي سيتم توزيع الأضحية بها، حيث يتم شراء الملابس والهدايا والألعاب، ونقدم للأطفال قبل العيد مباشرةً وجبة من الطعام وكذلك ملابس العيد وبعض الألعاب، حتى يشعروا بالمساواة مع جميع أطفال العالم الذين يحتفلون بالعيد في ظروف طبيعية.

فالهدف من المشروع هو مشاركة الأطفال بهجة العيد، وكذلك إيصال رسالة لليتيم: “أنت لست وحدك”، هذا إلى جانب رسالة المشروع ككل وهي رسالة التكافل والمسؤولية المجتمعية لهؤلاء الأطفال الذين حُرِمُوا من أحد والديهم أو الاثنين معا بدون إرادتهم.

والمشاركة في هذا المشروع بسيطة جدًا، إذ لا تتعدى الـ 25 دولارًا، فلك أن تتخيل أن 25 دولارًا تدخل البهجة والسعادة على الطفل.

* في أي البلدان سيتم تنفيذ هذا المشروع؟

** يمكن للسادة المستمعين الكرام أن يدخلوا على صفحة فيسبوك الخاصة بمنظمة الحياة، حيث وصلتنا أول صور لحفلة أيتام باليمن، لأن لدينا مشروع ضخم في اليمن خاص بالأضحية، فنظمنا حفلة الأيتام هناك خلال الأسبوع السابق، وأريد فقط منهم أن يشاهدوا مدى سعادة الأطفال عند استلام الهدايا والملابس.

أما بالنسبة للدول فهي أغلب الدول التي سيتم تنفيذ مشروع الأضاحي بها، وهي أفغانستان والبوسنة وغانا وإندونيسيا وساحل العاج وكينيا ومالي وأوغندا وبنغلادش وغامبيا والهند والعراق والأردن ولبنان وموريتانيا واليمن والنيجر وباكستان والسنغال وسيراليون والصومال وأرض الصومال وسيريلانكا وسوريا وفلسطين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى