الراديوقصص نجاح

هويدا عرّاف مرشحة للكونغرس.. قوة جديدة تُضاف للصوت العربي داخل الكابيتول

اقرأ في هذا المقال
  • تقديم الدعم للأسر الأمريكية العاملة والرعاية الصحية المناسبة هما أهم أولوياتي
  • نريد كجاليات عربية وكلدانية أن يكون لنا حضور أكبر في الحياة السياسية
  • سياسة إسرائيل قائمة على أصول عنصرية، وهناك الكثير من اليهود لا يدعمون السياسة الإسرائيلية

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استضافت الاعلامية ليلى الحسيني، من خلال برنامج “طيور مهاجرة”، المرشحة الأمريكية من أصول عربية هويدا عرّاف، والتي تسعى للفوز بمقعد الدائرة العاشرة بالكونغرس عن الحزب الديمقراطي في ميشيغان.

تناولت الحلقة قصة نجاح السيدة عرّاف وتحقيق حلمها الذي رافقها منذ طفولتها في أرض الأحلام، ورافق والديها الذين جاءا إلى أمريكا مهاجرين من بيت لحم في فلسطين ليستقرا في ديترويت بولاية ميشيغان.

كما تناولت الحلقة أيضًا برنامجها الانتخابي القوي، الذي يركز على العديد من القضايا المهمة مثل مكافحة الجريمة وارتفاع أسعار البنزين والتضخم وتمويل الرعاية الصحية وتحسين التعليم والبنية التحتية.

كما أكدت عرّاف في برنامجها الانتخابي أن كل أسرة في ميشيغان تستحق وظائف برواتب جيدة، ومدارس لائقة، وأحياء آمنة، وبنية تحتية قوية، وهواء وماء نظيفين، وبرامج رعاية صحية متاحة للجميع، وتقديم الدعم للأسر العاملة، إلى جانب حماية المجتمع من العنف المسلح.

عودة إلى البدايات
* السيدة هوبدا عرّاف، لديكِ تاريخ طويل وغني جدًا لسيدة عربية أمريكية رائعة، نشأت في الولايات المتحدة، ولكن حملت الكثير من القيم في داخلها كي تناضل من أجلها، لو بدأنا حديثنا عن هويدا الإنسانة، وعدنا بالزمن إلى أصولك الفلسطينية، فماذا تتذكرين من خلال والديكِ ونشأتك وبلدك وحنينك إلى فلسطين؟

** أهلي هاجروا من فلسطين إلى أمريكا، والدتي من بيت لحم، ووالدي من معليا، وهي قرية صغيرة كل سكانها مسيحيين، تقع في شمال فلسطين داخل حدود 48، وقد هاجر والداي إلى أمريكا تاركين أهلهما بحثًا عن الحرية والتغيير، حينها كانت والدتي حاملًا فيّ، وكانت في شهرها التاسع، واستقرا هنا، حيث وجد والدي عملًا في شركة “جنرال موتورز” للسيارات، وكان يعمل ليل نهار من أجل توفير حياة كريمة لي ولإخوتي، وتحقيق حلمه وحلم والدتي.

* ذكرتِ خلال حديثك أن والديك قدما إلى أمريكا بحثًا عن فرصة للتغيير والحرية، فهل حصلا على هذه الفرصة؟

** أعتقد أنهما قد حصلا عليها، كما أنهما ضحيّا كثيرًا من أجل الحصول على هذه الفرصة، صحيح أن حياتنا كانت بسيطة ولكن كانت لدينا كفاية من العيش، ولهذا فإنني كنت كثيرًا ما أفكر في كيفية مساعدة غيري وأن أخدم المجتمع، لأنني كانت لدي فرصة أكثر من غيري، كانت لدي حرية وبيت آمن، فكنت ممتنة لكل ذلك، في حين ان كثيرين حول العالم ليس لديهم مثل هذه الأشياء.

* إذن فقد تعلمتِ من خلال والديكِ أن تنظري إلى العالم بنظرة إنسانية.

** بالضبط.

المحاماة وحقوق الإنسان

* كبرتِ ونشأتِ في الولايات المتحدة الأمريكية، حدثينا عن مراحل نشأتك هنا، وكذلك ما سبب اختيارك لمجال المحاماة بالتحديد؟

** كما ذكرت من قبل، فإن والدي كان يعمل كثيرًا من أجل توفير احتياجاتنا اليومية، وأنا أيضا بدأت أعمل منذ صغري، تقريبًا من عمر الـ 12، كي أساعد والدي وأحاول أن أريحه قليلًا، وأخفف من الضغوط التي على عاتقه، وكنت في نفس الوقت أركز على دراستي وأحبها.

وبعد تخرجي من الثانوية، التحقت بجامعة ميشيغان، ومنذ صغري كنت أحلم بان أصبح طبيبة كي أعالج الناس وأساعدهم، ولكن قبل دخولي للجامعة كنت قد بدأت أطلع على قضايا كثيرة تتعلق بحقوق الإنسان، خاصةً إبان فترة حصار العراق، وكنت أشعر بمفارقة بين ما أراه هنا في أمريكا من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان، وفي نفس الوقت ما يتسبب فيه حصارها للعراق من وفاة للأطفال وصعوبة عيش الناس هناك، فكنت متحفظة تجاه هذه المفارقة.

وكنت كناشطة، أنضم لفعاليات وأنشطة تهدف لفك الحصار عن العراق، وضمان حقوق الإنسان في كل مكان، فكنت أطمح لأن يكون ما نطبقه هنا في وطننا الأمريكي من مبادئ ومعايير، مُطبّق أيضا في الخارج، لذا بدأت أتحول إلى دراسة المحاماة والعلوم السياسية، وهذا ما جعلني لاحقًا أعمل في المجال المتعلق بحل النزاعات ومعالجة الصراعات، فتركت أمريكا لفترة كان من المفترض أن تكون سنة، وذهبت إلى القدس.

عندما وصلت إلى القدس، وجدت غياب تام للحرية، ووجدت السياسة الإسرائيلية تروع الأطفال وتعتقلهم وتهدم المنازل، فكيف كان من الممكن أن نتحدث عن حل للصراع في ظل وجود حصار كامل على الشعب الفلسطيني بأكمله وأجواء غير إنسانية بالمرة.

المرأة الحديدية
* هويدا، توصفين بأنكِ “المرأة الحديدية”، كونك مناضلة وناشطة سلمية تتحدين المخاطر والصعاب، هكذا يراكِ كل من قرأ أو رأى تاريخك المشرف وقصتك الإنسانية، فما هي هذه الأنشطة التي أوصلتكِ إلى كل هذه الألقاب؟

** شكرًا على هذا الوصف، في بداية عام 2001 كنت في فلسطين، وكان وضع الفلسطينيين لا يُوصف لأنهم يحيون تحت الاحتلال والظلم، فكنت أتحسر على ما يحدث للناس، وخاصة للأطفال والنساء في فلسطين، في حين أنهم غيرهم في باقي العالم يعيشون أفضل ظروف حياتهم، دون أن يضغط أحد على إسرائيل كي توقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني.

وبدأت أنا وغيري من الناشطين البحث عن حلول لفك الضغط عن الفلسطينيين، كأن نتظاهر أو ننظم فعاليات أو أنشطة، وأنشأنا بالفعل حركة تسمى حركة التضامن الدولي، كانت فكرتها أن نخلق حالة من التضامن العالمي مع فلسطين، وأن نسلط الضوء على ما يجري على أرض الواقع هناك.

Photo courtesy of Huwaida Arraf Twitter Account

 

التضامن مع فلسطين

* وما هي أهداف حركة التضامن الدولي؟

** كان الهدف هو تحريك شعوب العالم للتضامن مع القضية الفلسطينية، فحكومات العالم لا تتحرك للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان، لذا ركزنا على جعل شعوب العالم هي التي تضغط على حكوماتها كي تتحرك، خاصةً في الدول التي فيها حرية للتظاهر والضغط على حكوماتها.

كما كنا ندعو النشطاء وكل من يستطيع القدوم من أمريكا، بأن يأتوا إلى هنا، وكانت تأتيني اتصالات من بعض الأصدقاء تدعوني للعودة إلى أمريكا، لأن الوضع كان صعبًا وخطيرًا في فلسطين، بسبب ما يحدث من إطلاق نار على الناس وهدم للمنازل واعتقالات مستمرة وقذف بالطائرات، لكنني كنت أحمل همًّا كبيرًا تجاه هذه القضية.

وقد أطلقنا حملة تدعو الآلاف من كل أنحاء العالم لزيارة أرض فلسطين، لكي نقف ككتلة بشرية واحدة أمام دبابات وجرافات الجيش الإسرائيلي، لمنعها من التقدم ومنع هدم منازل الفلسطينيين، ولكن للأسف لم نجد التضامن الكافي، وحضر فقط 50 شخصًا كان معظمهم من أمريكا وأوروبا، وهؤلاء عندما عادوا إلى بلادهم، حكوا للناس عما رأوه في فلسطين من مآسي، وانضموا إلى حملات أخرى في بلادهم لنفس الهدف.

شجاعة في مواجهة الظلم
* للتوضيح، فإن هذه الحملة نشأت في ظل حصار غزة، وبالتأكيد هو حصار لا إنساني، وهذه الحملة قد انطلقت لفك الحصار عن غزة. قلتِ إنكِ تعرضتِ للضرب وإطلاق النار والاختطاف في عرض البحر والسجن، وأنت تقفين في وجه الاحتلال ولا تخشين القتال.

وقد شاهدت لكِ عددًا من هذه الفيديوهات ودمعت عيناي وأنا أشاهدك كسيدة شجاعة، تقفين ببسالة أمام حائط الصد الإسرائيلي وتدافعين عن أشخاص عُزّل، بينما كانت البنادق موجهة إليكِ. حدثينا عن مشاعرك والأجواء التي كانت موجودة وأنتِ تقفين في مواجهة هذا الظلم؟

** كنت أرى الجنود وهم يطلقون النار مباشرةً على الناس، طبعًا كان لدي خوف، لكن كان هذا يمثل دافعًا أقوى بداخلي للوقوف في مواجهة الوحشية، وكان لدي إيمان وأمل للتغلب على الآلة العسكرية، فكنا على الأرض نخرج في مظاهرات ونقف في وقفات أمام الدبابات، لأنه كان لديّ دافع أقوى من الخوف.

وأود أن أؤكد على أنني لم أكن لأستطيع أن أفعل أي شيء من هذه الأمور لولا مشاركة الآخرين ووقوفهم معي، على سبيل المثال عندما قمنا بإطلاق سفينة لفك الحصار عن غزة، لو كنا وحدنا لقذفت إسرائيل السفينة وانتهى أمرنا، ولكن كان هناك الآلاف من الأشخاص من كل مكان يدعموننا ويناصرون ما نقوم به، في مواجهة هذا الظلم.

حملة تشويه

* هذا الظلم الذي تسبب مؤخرًا في مقتل الصحفية الأمريكية من أصل فلسطيني، شيرين أبو عاقلة، هنا أود أن أفرق بين إسرائيل كدولة أو حركة سياسية قامت على العنصرية وأهدافها السياسية، وبين الشعب اليهودي كشعب يحق له الحياة، لاسيما وأنه عانى من الاضطهاد.

وأنا أؤكد على ذلك لأن كل من يتناول هذه القضية يوصف بمعاداة السامية، فكوننا نناصر قضية شعب يريد أن يحصل على حريته وكرامته، فإن هذا لا يعني أننا نعادي شعبًا أو ديانة معينة.

* بسبب نضالك ووقفتك مع القضية الفلسطينية، تتعرضين لحملة تشويه ممنهجة من قبل المؤيدين لإسرائيل للنيل منك، فما هي الأسباب الحقيقية وراء تلك الحملة؟

** سياسة إسرائيل قائمة على أصول عنصرية، وبالمناسبة هناك الكثير من اليهود لا يدعمون السياسة الإسرائيلية، بل ويقفون ضدها، وكانوا يخرجون معنا في المظاهرات التي شاركت فيها، وتم ضربي واعتقالي معهم.

وهناك رغبة لدى صنّاع القرار في إسرائيل ان تظل دائمًا في صورة المضطهدة والتي تدافع عن نفسها، وتقاوم أي مؤسسة أو حركة تكشف حقيقة السياسة الإسرائيلية، في محاولة مستمرة من الإسرائيليين لطمس الحقيقة.

* تماما مثلما قتلوا شيرين أبو عاقلة، الصحفية المسالمة التي كانت صوتًا للحقيقة، قتلوها عمدًا من أجل طمس الحقيقة بلا شك.

مرشحة الكونغرس

* لو عدنا إلى هويدا عرّاف الإنسانة، الأم لطفلين، والمتزوجة من الناشط الأمريكي اليهودي آدم شابيرو، لماذا ترشحتِ إلى الدائرة العاشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقلتِ “أنا لا أخشى القتال وأعلن عن حملتي للكونغرس في ميشيغان”؟، عدتِ إلى الولايات المتحدة بعد كل هذا النضال من أجل إحلال السلام، كي تقاتلين في الداخل الأمريكي، فما هي القيم التي ستقاتلين من أجلها في ميشيغان وفي الكونغرس على مستوى أكبر؟

** حاليًا أنا موجودة في ولاية ميشيغان، وهو المكان الذي وُلِدت وتربيت فيه، وأرى الآن هنا أيضًا اضطهادًا لبعض الفئات التي تبحث عن كرامتها ومستوى معيشي ومادي أفضل، ويعملون ساعات طويلة دون أن يحققوا الحد المقبول من الدخل الذي يسمح لهم بالحياة الكريمة، وهنا أيضًا مياه ملوثة وسياسة غير منصفة لمثل هؤلاء الذين يبذلون الكثير ولا يجدون المقابل.

أنا عملت كمحامية هنا في أمريكا دفاعًا عن الحقوق المدنية للأمريكيين، ويؤسفني أن الكثير من أعضاء الكونغرس الحاليين يبحثون عن قوتهم ومصالحهم فقط والتي تختلف كثيرًا عن مصالح الناس وطموحاتهم، لا أريد أن أخوض كثيرًا في السياسة ولكن السياسة جزء من حياتنا على كل حال.

أيضًا من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم، ليس فقط في فلسطين، ولكن في اليمن وسوريا وبورما وغيرهم، فهناك ملايين الناس حول العالم يتم اضطهادهم، وأمريكا لديها القوة وعليها الدور الأكبر، لكن سياساتها الحالية لا تدفعها للحد من معاناة هذه الشعوب وتخفيف مآسيهم.

رؤية وبرنامج
* استمعت إلى بعض آرائك، منها أنكِ قلتِ “إذا ظللنا ننتخب نفس النمط من السياسيين، فسنحصل على نفس النتيجة مباشرة”، ونحن نحتاج أن يرى الجيل القادم الحلم الأمريكي، وليس القراءة عنه فقط.

ومثلما فهمت منك فإن أولويتك الأولى هي الرعاية الصحية للناس في ظل ما نشهده من ارتفاع لأسعار الخدمات والأدوية، فبالرغم من أن أفراد بعض الأسر يعملون ساعات طويلة، إلا أنهم لا يستطيعون تغطية كل نفقات معيشتهم، فكيف يمكنك تغيير ذلك؟

** لو رأينا واقعنا السياسي اليوم، سنجد أن هناك طبقة تمثل 1% من المجتمع، وهي من تملك المال وتدير الحياة السياسية بأكملها، وبالتأكيد فإن هذه الطبقة تعمل من أجل مصالحها فقط على حساب الشريحة الأكبر من الناس، وإذا لم نغيّر من هذه الطبقة فإن الوضع الحالي سيستمر طويلًا.

برنامج انتخابي

* ذكرتِ في برنامجك أن الأسر في الولايات المتحدة تحتاج إلى رعاية جيدة، ومدارس لائقة، وأحياء آمنة، وبنية تحتية قوية، وهواء نظيف، وبرامج رعاية صحية متاحة للجميع، وتقديم الدعم للأسر العاملة وحماية المجتمع من العنف المسلح، هل لكِ أن تحدثينا أكثر عن برنامجك ورؤيتك المستقبلية؟

** نعم، هذه هي أهم أولوياتي، وفي نفس الوقت يجب أن يكون هناك تنوع أكثر فيمن يمثلون الناس على المستوى المحلي، أي على مستوى الولايات والمقاطعات، ونحن كجالية عربية علينا أن نكون متواجدين في الحياة السياسية بصورة أكبر، وأن يكون الصوت العربي أقوى.

* دائرتك في المنطقة العاشرة، من بعض مناطقها هناك: شيلبي تاونشيب، ماكومب، ستيرلينغ هايتس، سانت كلير وغيرها، خلال فقراتنا اللاحقة سنساعد مستمعينا في التعرف أكثر عن دائرتك، لكن الآن ماذا تطلبين من الجاليات العربية والكلدانية التي تستمع إلينا الآن؟

** الدائرة العاشرة بها الكثير من العرب والكلدان، وبالرغم من أن هذه الجاليات موجودة بكثرة في كل مناحي الحياة، إلا أن التمثيل السياسي لها ضعيف للغاية، الآن القوة بين أيدينا كي نغيّر من هذا الواقع، فالفرصة الآن متاحة أمامنا من أجل تغيير هذا الواقع، وأريد هنا أن أطلب من كل متطوع يمكنه المساعدة في تعريف الناس ببرنامجي أن ينضم إلى حملتي.

ويمكن أيضًا لمن يريد تقديم الدعم أن يتبرع للحملة من أجل تكثيف الدعاية وتعريف الناخبين بالبرنامج من أجل تحقيق الفوز بالدائرة العاشرة هنا في ميشيغان.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى