أثار مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا كبيرًا في الشارع المصري، خاصة وأن الفيديو يظهر فيه شاب داخل أحد المساجد وهو يمسك بميكرفون المسجد وهو يرقص ويغني أحد أغاني المهرجانات التي قام بتشغيلها في المسجد وهو يتمايل معها ويؤدي حركات غير لائقة لا تتناسب مع مكان العبادة.

انتقادات كبيرة

وقوبل الفيديو بانتقادات كبيرة من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموا الشاب بانتهاك حرمة المسجد بهدف حصد المشاهدات على الفيديو بمنصات التواصل دون أي اعتبار للقيمة الدينية للمكان، مطالبين بمحاسبة الشاب على ما فعله من خروج على الثوابت الدينية وانتهاك حرمة دور العبادة.

وأطلق نشطاء حملة ناشدوا فيها السلطات المصرية والأزهر الشريف بضرورة التدخل ووضع حد لما وصفوه بـ”جنون المشاهدات والبحث عن الشهرة” على الإنترنت، والذي يدفع الشباب للقيام بأفعال وممارسات غريبة لا تتفق مع قيم الدين والمجتمع وتضر بالشباب وأسرهم ومجتمعهم.

فعل شنيع

من جانبه أعرب الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر الشريف، عن استيائه الشديد من الواقعة، وقال في فيديو نشره على صفحته بموقع فيسبوك، إن ما فعله الشاب “شنيعة من شنائع هذه الأيام.. ولا نعظم فيها عمل ولا مبنى.. الجامع ليه حرمته ومكانته وموظفيه وحراسه اللي يمنعوا جميع المجرمين وبتوع المخدرات.. وحتى لو مفيش فجميع المسلمين أمناء على الجامع”.

وتساءل “كيف لم يلحظه أحد ويمنعه في الوقت الذي حصل فيه على الميكروفون الذي يتم وضعه أسفل المنبر وغلقه بمفتاح، وكيف تمكن من ممارسة فعلته وصورها؟، ومن سمح له بالحصول على الميكروفون والغناء بالمسجد، ومين هدفه يخرب على الناس كل حاجة؟، كان لازم يمنع المسلمين ذلك الفعل برفق، أو يسحبوه على قسم الشرطة ابتغاءً لمرضاة الله”.

وأضاف: “المساجد بقت مسارح، وأوجه رسالة إلى مسؤولي الأوقاف والأمن العام، بالتنبيه على هذا الموضوع”.

رد وزارة الأوقاف

من جانبها، أصدرت وزارة الأوقاف المصرية بياناً أعلنت من خلاله فتح تحقيق موسع في الواقعة. وقالت الوزارة “إن الفيديو الذي تم تداوله لشاب يحاول الغناء المصحوب بحركات هوجاء في أحد المساجد، تم تصويره منذ أكثر من عام، بحسب ما أكده الشيخ صبري ياسين دويدار رئيس الإدارة المركزية لشئون الرقابة والتفتيش في وزارة الأوقاف، موضحًا أنه تم تصويره وقت أن كانت تتم أعمال الصيانة والترميم داخل هذا المسجد الذي تم تصوير الفيديو به”.

وأضافت أن “الشاب استغل تواجده بالمسجد المذكور خلال قيامه بأعمال النقاشة والدهانات به، وسجل الفيديو الذي تم نشره على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بمعرفة المدعو رائد عادل السيد أحمد خطاب، وتحرر بذلك المحضر اللازم، وإبلاغ النيابة العامة بالواقعة”.

القبض على المتهم

من جانبها أعلنت الأجهزة الأمنية أنها قامت بفحص مقطع الفيديو، وتمكنت تم تحديد هوية “الشاب” الذي ظهر فيه، وتحديد موقع المسجد الذي حدثت به الواقعة حيث يقع بمدينة قليوب بمحافظة القليوبية. وفقًا لموقع “مصراوي“.

وأوضحت أن المعلومات الأولية بعد متابعة الفيديو والتحري حوله كشفت أن الشاب يعمل نقّاشاً في شركة، ويقيم بمدينة قليوب، ويدعى “ر.ع”. وأكدت أن السلطات المعنية تحرّكت للقبض عليه بتهمة الاعتداء على قيم المجتمع والثوابت الدينية.

ووفقًا لوسائل إعلام مصرية فإن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها في مصر، ففي عام 2019 وقعت حادثة مشابهة، حيث قام شاب بتصوير مقطع فيديو وهو يغني أغاني شعبية ويحمل المصحف الشريف في يده، مما أدى إلى القبض عليه ومحاسبته على فعلته.