
أثارت شركة ديزني Disney الكثير من الجدل بعد أن أعلنت أنها ستقوم بإنتاج المزيد من الشخصيات الكرتونية، التي تدعم المثلية، حتى نهاية العام الجاري.
وجاء ذلك الإعلان عقب منع عرض فيلم ديزني الجديد Lightyear في 14 دولة في الشرق الأوسط وآسيا، من بينها السعودية ومصر وإندونيسيا وماليزيا، بسبب قبلة بين امرأتين مثليتين في الفيلم.
ومن غير المرجح أيضًا عرض الفيلم في الصين، أكبر سوق للسينما في العالم، والتي اشترطت حذف بعض المشاهد قبل العرض.
وفي تحدٍ واضح لقيم وتقاليد هذه الدول رفضت الشركة حذف المشاهد المثلية من الفيلم الذي من المقرر عرضه في الولايات المتحدة وكندا يوم الجمعة المقبل،.
ومن المعروف أن Lightyear ليس أول فيلم يتم منع عرضه بسبب مشهد يصور علاقة مثلية، ففي مايو الماضي رفضت ديزني طلبات لحذف إشارات إلى المثلية في فيلم Doctor Strange in the Multiverse of Madness
قانون فلوريدا
وكانت “ديزني” قد أعلنت في وقت سابق أنها تسعى لإلغاء القانون المناهض لحقوق المثليين في ولاية فلوريدا، مؤكدة التزامها بدعم المنظمات الوطنية والحكومية التي تعمل على تحقيق ذلك، وفقًا لشبكة CBC.
ووقع حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس Ron DeSantis، في 7 مارس الماضي قانون Don't Say Gay أو “لا تقل مثلي الجنس”، الذي ينص على منع تدريس أي شيء عن المثلية أو التحول الجنسي للأطفال في مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث، أو الحديث عن ذلك بطريقة غير مناسبة لعمر أو نمو الطلاب وفقًا لمعايير الولاية”، ووفقًا للقانون سيكون الآباء قادرين على مقاضاة المتسببين في هذه الانتهاكات.
وكرد فعل على القرار قررت شركة ديزني وقف تبرعاتها لولاية فلوريدا ووقف تمويل حملات السياسيين بها، وأصدرت بياناً تعهدت فيه بالنضال من أجل إلغاء القانون، قائلة: “هدفنا كشركة هو إلغاء هذا القانون من قبل الهيئة التشريعية أو إبطاله في المحاكم، وسنظل ملتزمين بدعم المنظمات الوطنية والحكومية التي تعمل على تحقيق ذلك”.
وأثار هذا الموقف حفيظة الحاكم ديسانتيس الذي رد على الشركة بإصدار قرار بسحب الصلاحيات منها ورفع الضريبة عليها، قائلًا: “إذا أرادت ديزني خوض معركة، فإنهم اختاروا الرجل الخطأ”.
وأضاف: “بصفتي حاكمًا تم انتخابي لأضع شعب فلوريدا في المرتبة الأولى، لن أسمح لشركة مقرها كاليفورنيا بإدارة ولايتنا”.
وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانات ضد القانون، ووصفه الرئيس جو بايدن، بأنه “قانون بغيض”. وغرّد بايدن عبر حسابه في تويتر قائلًا إن كل طالب يستحق أن يشعر بالأمان والترحيب في الفصل، ويستحق الشباب مثليو الجنس أن يتم قبولهم تمامًا كما هم، وأكد أن إدارته ستواصل النضال من أجل إتاحة ذلك لكل طالب وعائلة في فلوريدا وفي جميع أنحاء البلاد.
Every student deserves to feel safe and welcome in the classroom. Our LGBTQI+ youth deserve to be affirmed and accepted just as they are. My Administration will continue to fight for dignity and opportunity for every student and family — in Florida and around the country.
— President Biden (@POTUS) March 28, 2022
وفي أبريل الماضي ناقش مجلس الشيوخ في فلوريدا مشروع قانون جديد لإلغاء قانون يسمح لشركة “ديزني” منذ الستينيات بإدارة منطقة خاصة على ممتلكاتها في الولاية، ما أدى إلى تصعيد الخلاف مع شركة الترفيه العملاقة بشأن معارضتها لقانون “لا تقل مثلي الجنس”.
وتعتبر ديزني واحدة من أكبر الشركات في القطاع الخاص في فلوريدا، ولديها حوالي 80 ألف عامل في الولاية. وبالنسبة إلى الشركات الأمريكية، يعد صدام “ديزني” مع ولاية فلوريدا أحدث مثال على الرغبة المتزايدة للشركات في التحدث علنًا بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تجعلها في صراع مع بعض المشرعين.
معركة قد تطول
ووفقًا لموقع “العربي” فإن إضافة المشاهد المثلية إلى أفلام ديزني ليست خطوة عابرة، وإنما هي أجندة واضحة يتم العمل عليها، ما قد يضع الشركة في مواجهة مستمرة مع الحكومات العربية والإسلامية، وغيرها من الحكومات في الدول المحافظة اجتماعياً.
ولعل هذا ما كان واضحًا في تصريحات لمسؤولة في ديزني، حول سعي الشركة لزيادة محتوى المثلية الجنسية في أعماها، ووضع أكبر عدد ممكن من المحتوى الداعم لمجتمع المثليين في أفلام ديزني، مشيرةً إلى أن عدد الأبطال الخارقين المثليين محدود.
وكان قد انتشر مقطع فيديو لرئيسة إنتاج الرسوم المتحركة بشركة ديزني، كاري بيرك، وهي تتعهد بإظهار العديد من الشخصيات الذين يمثلون مجتمع المثليين، وغيرهم من الأقليات الجندرية والعرقية. وفقًا لموقع “الحرة“.
وقالت بيرك إن الشركة يجب أن تفعل المزيد لجعل محتواها أكثر شمولا، مشيرة إلى أن ديزني تعمل على جعل المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصًا، مثل الأقليات العرقية ومجتمع الميم، تمثل ما لا يقل عن 50% من الشخصيات العادية، بحلول نهاية العام الحالي.
SCOOP: Disney corporate president Karey Burke says, "as the mother [of] one transgender child and one pansexual child," she supports having "many, many, many LGBTQIA characters in our stories" and wants a minimum of 50 percent of characters to be LGBTQIA and racial minorities. pic.twitter.com/oFRUiuu9JG
— Christopher F. Rufo ⚔️ (@realchrisrufo) March 29, 2022
تحذير من الخطر
من جانبه حذر مركز الأزهر للفتوى من الترويج للشذوذ الجنسي من خلال المحتويات الترفيهية الموجهة للأطفال، وقال في بيان له إنه “لا يخفى خطر المواد الإعلامية الترفيهية التي تسعى لتطبيع جريمة الشذوذ الجنسي اللاأخلاقية في المجتمعات المسلمة والمتمسكة بقيم الفطرة النقية”.
وكرر المركز تأكيده أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، وجريمة مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات.
وأشار المركز إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.
وكانت الإعلامية المصرية، لميس الحديدي، قد انتقدت قبل أيام التطرق لمسائل المثلية الجنسية في أفلام ديزني الكارتونية، داعية أولياء الأمور لـ “حماية أبنائهم” بقولها: “”ديزني أكبر مقدم لمحتوى الأطفال في العالم، لذلك يجب أن نحمي أطفالنا من ذلك؟.. كلنا إتربينا على ديزني، فإزاي ممكن نشوف بطوط أو ميكي مثلي؟!.
وأضافت خلال تقديمها لبرنامجها “كلمة أخيرة”: “لا أريد الشخصيات التي أحببناها ونحن صغار تظهر مثلية الجنس.. لا أتخيل الأميرة النائمة وسندريلا والأقزام السبعة وغيرهم يظهرون بهذا الشكل”.
وتابعت: “دا موضوع صعب ويحتاج للتفكير، ويحتاج لأن نحمي أنفسنا وقيمنا ومثلنا، ولا يجب أن نقبل هذه الثقافة القادمة، وأن نكون على وعي بما يقدم لنا”.
ووفقًا لموقع “مصراوي” فقد قالت الحديدي: “ناس ممكن تقول إنتوا ضد المثليين؟! لكن هأرد وأقول أن هذا المجتمع بدياناته وبثقافته لديه مجموعة قيم، وأنا ست متفتحة وتعلمت في الجامعة الأمريكية، ومش ضد هذه الشريحة كأشخاص لكني أرفض فرض هذه الثقافة على مجتمعنا وعلى أطفالنا بهذا الشكل الذي تنتوي ديزني تقديمه”.
وأردفت: “لو قالوا علينا متخلفين مش مهم، إحنا متخلفين، أحنا بنحمي أولادنا من الثقافة الوافدة”.