مظاهرات حاشدة تطالب بقوانين جديدة لوقف العنف المسلح

شارك آلاف الأشخاص في مظاهرات حاشدة انطلقت في جميع أنحاء البلاد أمس السبت للمطالبة بتشديد ضوابط حمل السلاح ووضع حد للعنف المسلح الذي تشهده البلاد، والذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء.
وتكررت حوادث إطلاق النار الجماعي بشكل يثير القلق خلال الفترة الماضية، مما خلق رأيًا عامًا مناهضًا للعنف المسلح، ودفع لصدور دعوات لتنظيم احتجاجات في مئات الأماكن.
وخلال الشهر الماضي وقعت العديد من حوادث إطلاق النار المفجعة من بينها حادثتان مروعتان، أحدهما في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس أسفرت عن مقتل 19 طفلًا ومعلمتين، والثانية في متجر بنيويورك راح ضحيته 10 قتلى من السود.
وتزايدت خطورة ظاهرة العنف المسلح منذ عام 2020 الذي قتل فيه 45 ألفا و222 شخصًا بأسلحة نارية بحسب جمعية “غيفوردز”، فيما تشير الإحصاءات إلى مقتل أكثر من 19 ألفا و300 شخص نتيجة العنف المسلح في الولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري وحتى الآن.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد بدأ بالفعل أمس السبت تنظيم الاحتجاجات، حيث تجمع المئات عند نصب واشنطن التذكاري الضخم بالعاصمة.
وحمل أحد المتظاهرين لافتة تحمل عليها رسم لبندقية هجومية تحتها عبارة “قاتل الأطفال” مكتوبة بلون أحمر، في إشارة للدماء التي تنزف كل يوم نتيجة العنف المسلح، فيما وضع المتظاهرون آلاف المزهريات على العشب تحتوي على زهور بيضاء وبرتقالية في إشارة إلى تزايد ضحايا أعمال العنف في البلاد.
وقالت جمعية “مارتش فور أور لايفز” March For Our Lives المنظمة للتظاهرات إنه “بعد عمليات إطلاق نار جماعية وحالات عنف مسلح لا تحصى في مجتمعاتنا، حان الوقت للعودة إلى الشوارع”، ودعت الأمريكيين من مختلف الانتماءات الحزبية للمشاركة في الاحتجاجات، مشددة على أن التحرك يهدف إلى إرسال رسالة إلى مسؤولينا المنتخَبين بمطالبنا وبأننا نستحق أن نكون أمة خالية من العنف المسلح.
وبينما أثارت عمليات القتل الجماعي موجة غضب عارمة في الولايات المتحدة، وخلقت رأيًا عمًا مؤيدًا لتشديد الضوابط في قطاع الأسلحة، إلا أن النواب الجمهوريين في الكونغرس يقفون عائقا أمام إحداث تغييرات تشريعية كبيرة في هذا الملف.
من جانبها قالت عمدة مقاطعة كولومبيا، موريل بوزر، خلال مشاركتها في مسيرة احتجاجية بمدينتها: “هذا يكفي.. أتحدث بصفتي عمدة وأم، وأتحدث نيابة عن ملايين الأمريكيين ورؤساء البلديات الأمريكيين الذين يطالبون الكونغرس بأداء وظيفته، والتي تتمثل في حمايتنا وحماية أطفالنا من عنف السلاح”.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد دعا المشاركون في الاحتجاجات أعضاء مجلس الشيوخ إلى التصرف بجدية أو مواجهة التصويت ضدهم في الانتخابات المقبلة، لاسيما بالنظر إلى الصدمة التي أصابت ضمير الأمة بعد مقتل 19 طفلاً في مدرسة روب الابتدائية بولاية تكساس.
وفي هذا الإطار قالت يولاندا كينغ، حفيدة مارتن لوثر كينغ جونيور: “هذه المرة مختلفة، لأن الأمر لا يتعلق بالسياسة.. يتعلق الأمر بالأخلاق.. ليس المهم اليمين أو اليسار، ولكن المهم هو الصواب والخطأ، لا يكفي فقط ان تكون معنا بالأفكار والصلوات.. الأمر يتطلب الشجاعة والعمل”.
فيما دعا مانويل أوليفر، الذي قُتل ابنه في حادث إطلاق النار في باركلاند، الطلاب إلى “تجنب العودة إلى المدرسة حتى يتوقف قادتنا المنتخبون عن تجاهل أزمة العنف المسلح في أمريكا ويبدأوا في العمل لإنقاذ حياتنا”.
وسبق أن دعا الرئيس بايدن أعضاء الكونغرس إلى التصويت على قوانين في الاتجاه الصحيح حول أمن الأسلحة النارية، قائلًا: “لا يمكن أن نخذل الشعب الأمريكي مجددا”.
ونوه بايدن إلى العديد من الإصلاحات التي يسعى إلى إقرارها في الكونغرس ومن بينها حظر البنادق الهجومية ومخازن الذخيرة ذات السعة الكبيرة، والتشدد في التدقيق في سوابق الراغبين بشراء أسلحة، وإجبار الأفراد على إبقاء أسلحتهم مقفلة، والتشجيع على الإبلاغ في حال الاشتباه بهجوم محتمل، واضطلاع مصنّعي الأسلحة بمسؤوليات أكبر.
وكان مجلس النواب قد أقر حزمة اقتراحات شملت رفع السن القانونية لشراء غالبية البنادق النصف الآلية من 18 إلى 21 عامًا، لكن هذه المقترحات تحتاج لموافقة 60 عضوًا بمجلس الشيوخ لإقرارها.
وتعمل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ تضم الحزبين على حزمة محدودة من الضوابط التي يمكن أن تكون أول محاولة جدية منذ عقود لإصلاح قطاع الأسلحة، رغم أنها لا تشمل حظر الأسلحة الهجومية أو تدقيقا شاملًا في سوابق الراغبين في شراء الأسلحة.