أخبارأخبار العالم العربي

النفوذ الخليجي يدفع الهند للتراجع سريعًا ومعاقبة مسؤوليها الذين أساءوا للنبي محمد

فيما وصف بأنه استغلال جيد للنفوذ الخليجي والإسلامي اضطرت الهند للتراجع أمام أزمة التصريحات المسيئة للنبي محمد والتي صدرت عن اثنين من كبار مسؤوليها، وذلك تحت ضغط واضح تعرضت له من دول خليجية وإسلامية هددت مصالحها الاقتصادية والتجارية.

ووفقًا لشبكة CNN فقد سارعت الهند في أقل من 24 ساعة لتأديب المسؤولين عن هذه التصريحات، وأعلن حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، عن وقف نوبور شارما المتحدثة باسم الحزب، وطرد نافين جيندال، القيادي بالحزب، بعد التصريحات المسيئة للنبي محمد والتي أدت إلى غضب واسع في الدول العربية والإسلامية.

وأى مراقبون أن الهند فوجئت هذه المرة برد الفعل، خاصة وأن القضايا الطائفية ليست جديدة في الهند، ورغم ذلك لم تواجه رد فعل مماثل من الدول العربية والإسلامية في حالات سابقة.

رد فعل قوي

التجاوزات الهندية في حق النبي محمد قوبلت هذه المرة برد فعل مختلف، واستدعت كلا من قطر والكويت وإيران سفراء الهند لديها احتجاجًا على ما حدث، فيما أصدر مجلس التعاون الخليجي والسعودية والإمارات ومنظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشريف بيانات استنكار شديدة اللهجة، فيما ظهرت دعوات شعبية لمقاطعة المنتجات الهندية، وقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية وطرد العمالة الهندية من دول الخليج.

وأعربت الخارجية السعودية عن شجبها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن المسؤولين الهنديين، مؤكدة رفض المملكة المساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة.

فيما قالت الخارجية القطرية إن السماح لمثل هذه التصريحات المعادية للمسلمين باستمرار دون عقاب، يشكل خطرًا جسيمًا على حماية حقوق الإنسان، وقد يؤدي إلى مزيد من التحيز والتهميش، والذي سيؤدي إلى حلقة من العنف والكراهية، وقالت قطر إنها تتوقع اعتذارا علنيا من الهند.

واستدعت قطر السفير الهندي للاحتجاج على التصريحات، كما اتخذت الخارجية الكويتية إجراءً مماثلًا، وقالت إنها سلمت السفير الهندي وثيقة احتجاج على تلك التعليقات.

أيضًا استنكرت الخارجية البحرينية التصريحات المسيئة مشددة على ضرورة شجب أي إساءات بحق النبي محمد، باعتبارها استفزازًا لمشاعر المسلمين وتحريضًا على الكراهية الدينية.

كما أدانت باكستان بأشد العبارات التصريحات التي وصفتها بأنها “مسيئة للغاية”، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتلافي ما وصفته بالوضع المتفاقم للإسلاموفوبيا في الهند.

أما منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة فقد انتقدت الهند، واستنكرت بشدة التصريحات المسيئة للنبي محمد، وطالبت السلطات الهندية بـ”التصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على الرسول الكريم وعلى الدين الإسلامي، وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة، ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها.

كما أدان الأزهر الشريف التصريحات المسيئة واعتبرها تطاولا وسوء أدب في الحديث عن النبي محمد وزوجه السيدة عائشة. وأكد في بيان رسمي أن مثل هذا التصرف “هو الإرهاب الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة”، ودعا الأزهر الشريف المجتمع الدولي إلى التصدي بكل حزم وقوة لمثل هذه الإساءات.

إجراءات هندية

وأصدر الحزب الحاكم بيانًا قال فيه إنه يرفض بشدة إهانة أي شخصيات دينية تحظى بتقدير أتباع أي ديانة. كما شدد الحزب على رفضه أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين. مؤكدًا أنه لا يروج لمثل هؤلاء الأشخاص أو لمثل هذه الفلسفة.

وقال الحزب إنه بناءً على ذلك قام بإيقاف السيدة نوبور شارما، المتحدثة باسم الحزب، وطرد السيد نافين جيندال، القيادي بالحزب.

وبعد ردود الفعل الغاضبة كتبت شارما على موقع تويتر موضحة إنها أدلت بهذه التصريحات ردًا على تعليقات حول إله هندوسي، مشيرة إلى أنها لم يكن في نيتها أبدا إيذاء المشاعر الدينية لأي شخص.

وأضافت: “إذا تسببت كلماتي في عدم الراحة أو جرح المشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فإنني بموجب هذا أسحب تصريحي دون قيد أو شرط”.

مصالح مهددة

ورأى محللون أن هذا التراجع الهندي السريع جاء بعد شعور قوي من جانب الحكومة الهندية بأن علاقاتها ومصالحها مع شركائها في الخليج والدول العربية أصبحت مهددة، كما أدركت الحكومة الهندية أن مثل هذه التجاوزات كانت تحدث منذ فترة ولم يلاحظها أحد، لكن يبدو أن هذا الأمر سيستمر على نفس النحو بعد الآن.

وأضافوا أن الهند أدركت جيدًا أن علاقاتها المهمة مع دول الخليج والدول العربية لن تقبل أي نوع من الإساءة للنبي أو تقويض القضايا الدينية الإسلامية، كما أن الهند تعرف جيدًا نفوذ دول الخليج عليها بسبب العمال المغتربين هناك.

ووفقًا لشبكة CNN فإن الهند تعد ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وتحصل على 65% من وارداتها من النفط الخام من دول الشرق الأوسط.

وهناك نحو 8 ملايين عامل هندي في دول الخليج الذين يرسلون حوالات بمليارات الدولارات إلى وطنهم كل عام، من بينهم أكثر من 2.2 مليون هندي في السعودية.

وفي الإمارات وحدها يعيش حوالي 3.5 مليون هندي، يمثلون مصدرًا لحوالي 33% من التحويلات إلى الهند، بأكثر من 20 مليار دولار في السنة.

ويبلغ حجم التجارة الثنائية بين الهند والدول العربية أكثر من 100 مليار دولار، وتخطط الإمارات لاستثمار نحو 100 مليار دولار في الهند.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين