أخبار العالم العربيتقارير

جدري القرود يصل الدول العربية.. ومخاوف من قيود التنقل وتهديد موسم الحج

واصل مرض جدري القرود الزحف بين دول العالم، حتى وصل إلى نحو 19 دولة معظمها في أوروبا، وثبت حتى الآن وجود أكثر من 100 حالة إصابة مؤكدة أو مشتبه بها في هذه الدول، ومع ارتفاع عدد حالات الإصابة بالمرض واتساع رقعة انتشاره يدق العالم ناقوس الخطر بعد أن تعلم الدرس من كورونا، خاصة وأن الفيروس الجديد يسهل انتقاله من شخص لآخر، وهو ما قد يؤشر إلى ظهور وباء جديد.

واليوم أعلنت الدول العربية حالة التأهب القصوى بعد أن تكرر ظهور الفيروس في دولة عربية جديدة، حيث ظهرت إصابات بجدري القرود في كل من المغرب والإمارات، كأول دولتين عربيتين تسجلان إصابات بالفيروس، فيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن ظهوره أيضًا في لبنان.

هذه التطورات أثارت المخاوف من انتقال جدري القرود من المغرب إلى الدول العربية في شمال أفريقيا، ومن لبنان إلى بلاد الشام، ومن الإمارات إلى دول الخليج الأخرى، ومن بينها السعودية.

وبدأت المخاوف تتردد حول إمكانية فرض قيود جديدة على حرك التنقل بين الدول العربية كإجراء احترازي لمنع انتقال الفيروس الجديد، وربما شملت هذه القيود موسم الحج الذي لم يتعافى بعد من قيود كورونا التي لازالت مستمرة للعام الثالث على التوالي.

حالة في الإمارات

في الإمارات أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، اليوم الثلاثاء، عن رصد أول حالة لجدري القرود في الدولة، وقالت الوزارة في بيان لها إن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 عامًا كانت قادمة لزيارة الإمارات من غرب أفريقيا، مشيرة إلى أنها تتلقى العناية الطبية اللازمة. وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأكدت الوزارة أن الجهات الصحية بالدولة تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الموقف، بما في ذلك التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم لضمان وقاية المجتمع من الأمراض السارية، وسرعة اكتشاف الحالات والعمل على الحد من الانتشار المحلي للأمراض والفيروسات كافة بما فيها جدري القرود.

بداية في المغرب

وكانت دولة المغرب أول الدول العربية التي أعلنت عن اكتشاف حالات إصابة بفيروس جدري القرود، حيث أعلنت وزارة الصحة المغربية أمس الاثنين، عن رصد 3 حالات يشتبه في إصابتها بمرض جدري القرود، دون تسجيل أي حالة مؤكدة.

ووفقًا لوكالة أنباء المغرب العربي، فإن الحالات الثلاث المشتبه فيها توجد في صحة جيدة، وتحظى بالرعاية الصحية والمراقبة الطبية، بعد إخضاعها للتحاليل الطبية اللازمة في انتظار النتائج النهائية ذات الصلة.

وأكدت الوزارة أنه تم اتخاذ الأطر الصحية اللازمة للتعامل مع هذا المرض الذي لم يسبق أن اكتشف أو سجلت حالات إصابة به بالمملكة من قبل، وذلك في إطار الإستراتيجية الاستباقية للتعامل مع الطوارئ والإنذارات ذات الصلة بالصحة العامة.

تخبط في لبنان وتونس

وترددت أنباء عن وجود إصابة بجدري القرود في ولاية قابس بتونس، لكن السلطات الصحية التونسية نفت وجود أية إصابة، وأكدت خلو المنطقة من إصابات بالمرض حتى الآن.

وفي لبنان تحدثت وسائل إعلام عن وجود حالتي إصابة مشتبه بهما بجدري القرود، مشيرة إلى أنه لم يتم تأكيد الإصابة لكن هناك احتمالية لذلك، موضحة أنه تم رصد الإصابات في جنوب لبنان، وهي تخص مسافرين لبنانيين عائدين من أفريقيا.

مخاوف تقييد التنقل

ومع تزايد التحذيرات والمخاوف العالمية من اتساع انتشار جدري القرود، أعلنت دول عربية حالة التأهب لمراقبة حدودها وفرض إجراءات صحية لرصد المرض ومنع انتقاله لأراضيها، وهو ما جعل البعض يخشى من إغلاق جديد.

ووفقًا لموقع (دويتشه فيله) فقد أعلنت كل من سلطنة عمان والكويت وقطر والأردن ومصر عدم تسجيل أية إصابات حتى الآن، واتخذت الكويت المزيد من الإجراءات الاحترازية على المعابر الحدودية للكشف عن المرض ورصده. فيما أعلنت الأردن ومصر أن الأجهزة الصحية تراقب تطور الأوضاع، وتتابع الوضع الوبائي المتعلق بفيروس جدري القرود بدقة.

تهديد موسم الحج

من جانبها أعلنت السعودية عدم تسجيل أي حالة إصابة بمرض جدري القرود حتى الآن، لكن الوضع في السعودية يختلف عن باقي الدول العربية، خاصة وأن المملكة تستعد لاستقبال نحو مليوني حاج من مختلف الجنسيات هذا الموسم.

وفي هذا الإطار أصدرت وزارة الصحة السعودية بيانًا أكدت فيه استعدادها لمواجهة الفيروس الجديد قبل بدء موسم الحج. وقالت الوزارة إنها جاهزة للرصد والتقصي والتعامل مع الحالات في حال ظهورها، مؤكدة أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية متوفرة.

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس) فقد أصدرت الوزارة دليلاً إرشادياً للممارسين الصحيين، وقالت إن لديها خطة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع مثل المرض في حال ظهور أيّة حالة، وتشمل تعريف الحالات المشتبه بها والمؤكدة، والتعامل معها والتقصي الوبائي للمخالطين.

وأكدت الوزارة أنها على تواصل دائم مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة تفاصيل أي مستجدات حول المرض أو رصد أي حالات في جميع أنحاء العالم للتأكد من عدم وجود مخالطين لأي حالات ترصد في المملكة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين