ترجمة: مروة مقبول – اتهم العرب الأمريكيون في شيكاغو، العمدة لوري لايتفوت، باستهداف متاجر يملكها عرب ومسلمون في مختلف مناطق المدينة التي ترتفع فيها معدلات الجريمة، وهو ما أدانه أيضًا المرشح لرئاسة البلدية، ريموند لوبيز، ووصفه بأنه “فعلٌ فظ ومُهين”.

وتعهد لوبيز في حال فوزه بإجراء تحقيق في تلك الإجراءات التي قامت بها لايتفوت وجعلت المئات يخسرون وظائفهم، وكلفتهم خسائر  بالملايين من الدخل وعائدات الضرائب، بحسب صحيفة Arab News.

وفي لقائه مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show الذي يبث على الهواء مباشرة كل أربعاء عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، برعاية “عرب نيوز”، أكد السيد لوبيز أن إدارته ستستعيد احتفالات الجالية العربية وحضورها الثقافي في ثاني أكبر مدينة بالولايات المتحدة.

وقال المرشح الديمقراطي: “أنا صديق للمجتمع العربي، ليس فقط بالكلام، ولكن بالعمل والأفعال، وسأظل ذلك الصديق”، مضيفًا أنه سيعمل مع العرب الأمريكيين على إعادة مهرجان شيكاغو العربي السنوي Arabesque Festival الذي أوقفه العمدة السابق، الديمقراطي رام إسرائيل إيمانويل عام 2011، وإنهاء سياسات التمييز التي يرتكبها العمدة الحالي.

استهداف عنصري

وكانت العمدة لايتفوت قد أصدرت توجيهاتها في يونيو الماضي بغلق ما لا يقل عن 150 شركة مملوكة لعرب ومسلمين، وهو ما وصفه مسؤولون بغرفة التجارة العربية الأمريكية أنه استهداف “عنصري وتمييزي”، وأشاروا إلى أن العمدة تلقي باللوم على العرب والمسلمين عندما يقتل أفراد عصابات الشوارع الناس، لأنها لم تنجح في القيام بإجراءات فعالة لمكافحة الجريمة.

وفي هذا الإطار قال حسن نجم من غرفة التجارة العربية الأمريكية، إن العديد من أصحاب محطات الوقود المملوكة للعرب يخسرون في المتوسط ​​70 ألف دولار شهريًا من العائدات بسبب الإغلاق، وأن العديد من المتاجر امتدت فترة اغلاقها إلى ثلاثة أشهر، وتكبدت خسائر كبيرة، ولم تقم المدينة باتخاذ أي إجراءات لتعويض أصحابها.

أخطاء لايتفوت

فيما أوضح السيد ريموند لوبيز، وهو الوحيد من أصل إسباني الذي أعلن ترشحه لانتخابات شيكاغو التي ستجرى في 28 فبراير 2023، أن العمدة لايتفوت ليست ضليعة في حل المشكلة الأكبر التي تواجه المدينة، وهي مشكلة الجريمة والعنف الذي خرج عن نطاق السيطرة، والدليل هو أنها قامت بتحميل أصحاب محطات الوقود والمتاجر مسؤولية ذلك العنف.

وأضاف أنها أغلقت متاجر ومحطات وقود خاصة بعرب ومسلمين لمجرد أن هذه الأماكن شهدت ارتكاب جريمة داخلها أو في مواقف السيارات الخاصة بها، أو في أماكن تقع بجوارها من قبل رجال عصابات، مشيرة إلى أنها تترك الجاني وتعاقب المتاجر ومحطات الوقود لأنه من السهل بالنسبة لها استهداف المجتمع العربي وليس المجرمين والجناة.

وأشارت “عرب نيوز” إلى أن شيكاغو شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في معدل جرائم القتل ذات الصلة بأسلحة عصابات الشوارع خلال السنوات الثلاث التي قضتها لايتفوت في المنصب، وأنها لم تتمكن من اتخاذ الإجراءات المناسبة للسيطرة على ذلك.

قوة لا يُستهان بها

انضم السيد لوبيز إلى المظاهرات التي قادها أعضاء الجالية العربية في سبتمبر الماضي للتنديد بأفعال العمدة لايتفوت، مما أجبرها على إعادة فتح جميع المتاجر في اليوم التالي بعد إغلاق العديد منها لأكثر من ثلاثة أشهر. وقد تم التحقيق في جميع الانتهاكات والشكاوى بعد أن عقد المجتمع العربي مؤتمرًا صحفيًا لفضح أفعالها.

وأوضح لوبيز أن الجالية العربية قوة لا يمكن أن يُستهان بها في الانتخابات، فقد وعدت العمدة لايتفوت بالعمل مع العرب الأمريكيين خلال حملتها الانتخابية لخلافة إيمانويل، الذي أنهى عمل لجنة شيكاغو الاستشارية العربية واستبعد العرب من إدارته، لكنها لم تفعل شيئًا عندما تم انتخابها رئيسة للبلدية في مايو 2019.

واستطرد قائلًا إن المرشحين غالبًا ما يعتبرون المجتمع العربي والناخب العربي “أمرًا مفروغًا منه”. ووعد بأن يتم تغيير تلك الصورة النمطية، خاصة وأنه لا يرى نفسه غريبًا عن الجالية العربية، فقد نشأ مع العرب في الحي الذي يعيش فيه.

وقال: “فيما يتعلق بإعادة إقامة الاحتفالات والمهرجانات الخاصة بهذه الجالية، أنا أتطلع إلى الوقت الذي يمكننا فيه إقامة المهرجان العربي مرة أخرى حتى يمكننا الاحتفال به، فطبيعة شيكاغو المثالية تفرض علينا الاحتفال بتنوعنا العرقي ودعوة جميع المجتمعات للمشاركة معنا وتذوق الطعام والموسيقى المختلفة.

وأضاف: “ليس هناك سبب يمنع المجتمع العربي من أن يكون له نفس هذا التقليد، مثل الجالية المكسيكية، والمجتمع الصيني الذي (لديه) مهرجاناته، وكذلك المجتمع الكوري، والعديد من المجتمعات الأخرى في جميع أنحاء المدينة.

وتابع: “نحتاج إلى العودة للاحتفال بتنوعنا، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي نشترك فيه جميعًا. نحن جميعا من كل مكان. لا يوجد سبب للتمييز والاختيار بين الجانبين. يمكننا العيش تحت سقف واحد وسنفعل ذلك مرة أخرى قريبًا”.

وأوضح أن المجتمع في شيكاغو عبارة عن نسيج متكامل من المجتمعات المهاجرة المتنوعة، وكل منهم يحتفل بتراثه. فقد احتفلت الجالية البولندية بمهرجانها الأسبوع الماضي، وقد سبقتها في ذلك الجالية المكسيكية والأيرلندية في مارس.

وقال؛ “نحن جميعًا جزء من النسيج، ومجرد سحب خيط واحد والقول إنه المشكلة هو أمر مثير للاشمئزاز”. وأكد أنه “يجب أن يكون هناك مكان للجميع على طاولة حكومة المدينة وأن يشعروا بالترحيب بهم”.

تدقيق وتحقيق

قال لوبيز إنه سينضم إلى أعضاء مجلس محلي آخرين، بما في ذلك غيلبرت فيليغاس وسيلفانا تاباريس، لإقامة منتدى عام غدًا الاثنين 9 مايو في مركز الجالية الإسلامية في إلينوي بشيكاغو للتحقيق في تصرفات لايتفوت ضد أصحاب الأعمال العرب والمسلمين.

وقال أيضًا إن وسائل الإعلام الإخبارية في المدينة يتعين عليها القيام بعمل أفضل للتدقيق في تصرفات لايتفوت، بما في ذلك ما تقترفه من أخطاء في حق الأقليات مثل العرب الأمريكيين.

وقد أشارت الصحيفة إلى أن مكتب العمدة لايتفوت قد رفض إجراء مقابلة أو الرد على الأسئلة فيما يتعلق بهذا الشأن.