في أول عودة لحفل العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض منذ 6 سنوات، سخر الرئيس جو بايدن من سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي قاطع هذا العشاء منذ توليه السلطة عام 2016، وتم حظر إقامته أيضا لمدة عامين بسبب تفشي وباء كورونا.

وفي كلمته أمام الحفل الذي أقيم في فندق واشنطن هيلتون، وصف بايدن الرئيس السابق ترامب بأنه كان “بلاءً مروعًا”، حيث تحدث بايدن عن كونه أول رئيس أمريكي يحضر هذا الحفل منذ عام 2016، قائلًا: “هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس هذا العشاء منذ 6 سنوات.. إنه أمر مفهوم، لقد عانينا من بلاء مروّع أعقبه عامان من كوفيد”، في إشارة ساخرة إلى ترامب الذي قاطع الحفل خلال مدة رئاسته.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد قال بايدن أمام حوالي 2600 شخص حضروا الحفل: “فقط تخيلوا لو حضر سلفي هذا العشاء هذا العام؟، كان من الممكن أن يكون ذلك انقلابًا حقيقيًا”.

كما سخر بايدن أيضًا من مذيعي شبكة فوكس نيوز، الذين شارك العديد منهم في التشكيك في اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وطالبهم بإثبات حصولهم على التطعيم من أجل الحضور.

وفي هذا الإطار قال بايدن: “أعلم أن هناك الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان يجب علينا التجمع هنا الليلة رغم استمرار COVID. حسنًا، نحن هنا لنظهر لبلدنا أننا نجتاز هذا الوباء. ورغم ذلك كان على الجميع هنا إثبات تلقيهم اللقاح والجرعات المعززة بشكل كامل، يمكنك سؤال مراسل فوكس نيوز المفضل لديك.. كلهم هنا.. سيخبرونك أنهم تم تطعيمهم وتعزيزهم”.

ووفقًا لشبكة ABC news فقد سخر بايدن من نفسه أيضًا عندما تحدث مازحًا عن تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، حيث وصف الصحفيين الموجودين في القاعة بأنهم “المجموعة الوحيدة من الأمريكيين الذين يتمتعون بتأييد أقل مني”.

وخلال الحفل سخر بايدن أيضًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث استغل الفرصة قبل أن يترك المنصة للممثل الكوميدي ومقدم برنامج The Daily Show تريفور نوح.

ووجه بايدن كلامه لنوح قائلًا: “الخبر السار حقًا هو أنه يمكنك الآن السخرية من رئيس الولايات المتحدة. دون أن تذهب للسجن، على عكس ما يحدث في موسكو”، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

سخرية من بايدن

من جانبه أشاد تريفور نوح بعودة الحفل من جديد، قائلًا: “إنه لأمر لطيف أن يكون لديك مرة أخرى رئيس لا يهاب حضور عشاء مراسلي البيت الأبيض وسماع نكات عن نفسه”.

وأضاف موجهًا شكره لبايدن: “شكرا لاستضافتي هنا.. لقد كنت مرتبكًا بعض الشيء بشأن سبب ذلك، ولكن قيل لي بعد ذلك إنك تحصل على أعلى معدلات التأييد عندما يقف رجل أفريقي ثنائي العرق إلى جانبك”.

ولم يفوت نوح المناسبة دون أن يمنح الرئيس بايدن نصيبه من السخرية، حيث قال موجهًا حديثه إليه: “منذ أن توليت المنصب، بدأت الأمور تتحسن حقًا.. الأسعار كلها ارتفعت، الغاز ارتفع، الإيجار ارتفع، الطعام ارتفع. كل شيء”.

ونوه نوح إلى الأخطاء التي يقع فيها بايدن في تصريحاته والتي توقعه أحيانًا في مواقف بالغة الصعوبة، ومن بينها تصريحه حول ضرورة إزاحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطة، وعلق نوح على هذا التصريح قائلا: “كان الأمر مزعجًا للغاية لروسيا. إلى أن أوضح لهم أحدهم أن بايدن لا ينفذ أي شيء من الأشياء التي يريدها”.

كما سخر نوح من الحفل وضيوفه، خاصة وأنه يعقد رغم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في واشنطن في الأسابيع الأخيرة، حيث قال موجهًا حديثه للضيوف: “ماذا تفعلون هنا؟ ألم يتعلم أي منكم أي شيء من عشاء Gridiron؟”، في إشارة إلى العشاء الذي أقيم في 2 أبريل الماضي وأصيب فيه العشرات من المسؤولين المنتخبين بفيروس كورونا، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

فيما قال منظمو الحفل إنهم طلبوا من جميع الحضور إجراء اختبار للتأكد من خلوهم من الفيروس، وإثبات أنهم تلقوا التطعيم باللقاحات والجرعات المعززة.

تقليد رئاسي

جدير بالذكر أن حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض هو تقليد صحفي أمريكي بدأ لأول مرة في عام 1921، وبعد ثلاث سنوات أصبح كالفن كوليدج أول رئيس أمريكي يحضر الحفل، وحضره بعده جميع الرؤساء باستثناء ترامب.

ويحضر الحفل سنويًا صحفيون ومسؤولون حكوميون ومشاهير، بالإضافة إلى المراسلين المعتمدين في البيت الأبيض، ومن المعتاد أن يتعرض فيه الرئيس لسخرية ودية أمام جمهور من الصحفيين.

وكان من بين المشاهير الذين حضروا حفل هذا العام كيم كارداشيان وبيت ديفيدسون ودرو باريمور وكريس تاكر وبروك شيلدز وكايتلين جينر ومارثا ستيوارت، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المسؤولين الحكوميين والشخصيات البارزة الأخرى من بينهم السيدة الأولى جيل بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وخلال الحفل أكد بايدن على الدور المهم الذي تلعبه الصحافة في الديمقراطية الأمريكية، وخاصة خلال العقد الماضي، قائلًا: “أقول هذا من صميم قلبي، إنكم، الصحافة الحرة، مهمون أكثر مما كنتم تفعلونه في القرن الماضي.. أنتم أوصياء الحق”.

وشهد حفل العشاء تكريم الصحفيين الرواد الملونين، والمراسلين الصحفيين الطامحين، فضلا عن تكريم الصحفيين المحتجزين أو المصابين أو القتلى أثناء تغطية الغزو الروسي لأوكرانيا.