أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
شهر رمضان المبارك.. أفضل مواسم العام لغرس القيم النبيلة والسامية في نفوس المسلمين، وبصفة خاصة الشباب والأطفال، وهو يمثل الفرصة الذهبية التي قد لا نستفيد منها في تزكية النفس والتحلي بالقيم والأخلاق.
فالمسلمون هم أمة النبي محمد ﷺ الذي قال عن نفسه: “إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق”، ولكي نغتنم هذه الفرصة وننهض بأخلاق هذه الأمة، كان لا بد لنا من حملة ندعو الجميع للمشاركة من خلالها في إحياء القيم والآداب الإسلامية، لاسيما خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، لتكون بداية موفقة لمسيرة أخلاقية تستمر طوال العام.
في هذه الإطار، جاء لقاء الإعلامي سامح الهادي مع فضيلة الأستاذ الدكتور فاتح حسن الصافوطي، أستاذ القرآن وعلومه في عدة جامعات، وأستاذ الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا، حيث تناولت الحلقة أهم القيم التي ينميها الصيام لدى المسلم، وأهمية غرس هذه القيم في نفوس الأطفال والشباب.
كما تناولت أهم أخلاق رمضان، مثل: تنظيم وضبط الوقت، الصبر والمثابرة وطاقة الاحتمال، صوم الجوارح عن كل ما نهى الله عنه، الصدقة والعطاء، حسن المعاملة، ضبط الأسواق، والبعد عن الاحتكار ورفع الأسعار.
في بداية الحلقة، بدأ الدكتور الصافوطي حديثه بأن الله سبحانه وتعالى قد أكرمنا بهذا الشهر الكريم، فهو نعمة عظيمة لإظهار المعدن الأصيل للإنسان حين يتخفف من مثقلاته الدنيوية حتى تصفو الروح.
وأوضح الصافوطي الفرق بين الصيام في الإسلام وغيره من الديانات السماوية والأرضية، مؤكدًا أن أول تكليف لسيدنا آدم حين كان في الجنة هو “وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ”، أي الإمساك عن الطعام منها.
وأكد أنه قد توجد أمور مشتركة بين الأديان والمذاهب، ولكن أصولها حتمًا إلهية، وأضاف: “لا يوجد صيام كصيام الإسلام، امتناع كامل عن الطعام والشراب، ودورة إيمانية مع العبادات والقيام، وقد شرع الله لنا الصيام لأنه يريدنا أن نكون من المتقين، فالصيام تصعيد بعظمة الإرادة، ومن خلال الصيام نصبح أمة راشدة تتقي ربها”.
وفي إطار الحلقة، عقّب الصافوطي على تعليق من أحد المتابعين عن دخول الإسلام إلى العراق، حيث لفت الصافوطي إلى أن الإسلام لم يدخل أي بلد غازيًا أو مستنزفًا لخيراتها أو دماء أبنائها، بل دخلها بالعدل والحرية وبعد أن طلب أبناء هذا البلد من المسلمين أن يجيروهم من الظلم الذي يتعرضون له.
كما تضمنت الحلقة عددًا من المواقف من السيرة النبوية وقصص الصحابة عن تعامل الإسلام مع الأطفال الصغار وتربيتهم على حب الدين، ولفت إلى أن الله عز وجل أراد من خلال آيات الصيام أن نحقق عددًا من الأهداف، وهي “لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، ثم “لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، ثم “لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
والحديث في الآية الأخيرة كان بصيغة الغائب لأنها صارت أمة راشدة ومنتشرة في العالم إذا اهتدت بالقرآن، والأمة الراشدة هي التي عقلها منها، وتملك طعامها وشرابها ولباسها، كما تناول بالشرح فضل سورة البقرة وقصص الأمم السابقة التي تناولتها.
وتحدث الصافوطي عن ضرورة انعكاس النص القرآني إلى تطبيق عملي عبر سلوكياتنا، دون أن نكون مغالين أو أن نكون مفرطين، ونصحنا بأن نحسن المعاملة، ونحسن من ظهورنا أمام الناس وأن نبتعد عن كل شيء منحرف وبغيض، وأن نتحلى بأخلاق الرسول ﷺ وصحابته الكرام.