الراديورمضان

رمضان والشباب.. فرصة التغيير والتخلص من المعاصي والمنكرات

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

ماذا أعددت لنفسك في شهر رمضان؟، وكيف ستقضي ما تبقى من أيامه ولياليه؟، هل عزمت فيه على التوبة؟، وهل قررت العودة والأوبة؟، وهل نويت التخلص من المعاصي والمنكرات، وفتح صفحة جديدة مع ربِّ الأرض والسموات؟، وهل خططت لبرنامج الطاعة والعبادة اليومي في هذا الشهر؟

أسئلة تحتاج منا، ولا سيما من شبابنا، إلى إجابة عنها بكل صدق وأمانة ومصارحة للنفس، حتى لا يمر عليهم الشهر الكريم دون أن يفوزوا بما فيه من جوائز ومغانم كثيرة، فشهر رمضان ليس وقت اللعب واللهو، ولا وقت النوم، بل هو وقت مسابقة وامتحان، والفائز فيه هو من أحسن استغلال الفرصة ليغير من نفسه للأفضل.

الإجابة عن كل الأسئلة السابقة والمزيد من الاستفسارات الأخرى كانت ضمن حلقتنا الخاصة حول الشباب ورمضان، مع ضيفنا من عمان، فضيلة الدكتور محمد الطرايرة، أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية وعضو هيئة التدريس في الجامعة التطبيقية، وله عدد من المؤلفات والأبحاث العلمية.

الأطفال والصيام

في بداية الحلقة؛ تحدث الدكتور الطرايرة عن الصعوبات التي تواجه الشاب عند الصوم، لا سيما إن لم يكن أهله قد دربوه منذ صغره على الصيام قبل بلوغه، حيث قال إن “الصيام فريضة فرضها الله وأوجبها على كل بالغ وعاقل، والأصل أن يربي الإنسان أولاده منذ صغرهم على هذه الفريضة بطرق ترغيبية عديدة وبأسلوب طيب ومحفز”، مؤكدًا على أن تدريب النشء على الفرائض منذ صغرهم يجعل من التزامهم بها عند الكبر أمرًا سهلًا ويسيرًا.

ولفت الطرايرة إلى أن تدريب الأطفال الصغار على الصيام يختلف عدد ساعاته باختلاف بنية الطفل، مع ضرورة إعانة الأطفال على أنفسهم كي يتمكنوا من صوم أطول فترة ممكنة، وفي نفس الوقت عدم إكراه الأطفال على الصوم إذا لم يستطيعوا القيام بذلك في سنهم الصغيرة.

الشباب ورمضان

وعن استعداد الشباب لشهر رمضان، قال الطرايرة إن هناك قواعد ذهبية في هذا الجانب؛ أولها أن نربط أبناءنا وبناتنا بهدف يتمثل في الوصول إلى جنة الخلد في الآخرة، ثانيًا قضية الإخلاص والصدق مع الله، ثالثًا إقبال الشاب على العلم وفهم العقيدة الإسلامية.

كما لفت الطرايرة إلى سلوك الشباب المتناقض في رمضان بين ليله ونهاره، وكيفية التخلص من هذا التناقض، شارحًا مفهوم التقوى.

الحكمة من الصيام

كما تطرق د. الطرايرة في حديثه إلى الحكمة من الصيام كحماية ووقاية للشباب من الفتن في هذا العصر، مثل فتنة المادة أو الشهرة أو الوقوع في مغريات المجتمع المنفتح كالمواقع الإباحية وغيرها، وأكد على ضرورة سن القوانين التي تمنع هذه الفتن، جنبًا إلى جنب مع التوجيه والإرشاد والتربية في البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والإعلام.

وأشار بالتفصيل إلى دور الإعلام ورجال الوعظ والدين وأهمية دورهم في صناعة الوعي، مؤكدًا أن الإعلام يجب أن يقدم ما ينفع المستمعين، وليس ما يطلبه المستمعون، لا سيما وأن لغة الواقع للأسف أصبحت الآن أعلى من لغة العقل والدين.

القدوة والتربية

وتحدث الدكتور الطرايرة عن دور القدوة الإيجابية وحجم الالتفات إليها مقارنةً بحجم الشخصيات الأخرى التي تصنع التفاهة والمحتوى السطحي، مشيرًا إلى أن التربية هي أكبر مؤثر على الإطلاق في حياة الشباب، وأنها هي العامل الرئيسي في هداية الشباب وتوفيقهم وتمسكهم بدينهم.

واختتم الطرايرة حديثه موجهًا نصيحة للشباب بأن هناك محطات في حياتهم لن ينفعهم فيها إلا دينهم، وقلوبهم، ورضا والديهم، والصدق والأمانة والعفة والحياء، ولعل أبرز هذه المحطات الصعبة هو الابتلاء في البدن أو الموت، أو المحطات التي تلي الموت كالقبر والحساب.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى