إطلاق نار على مُصلين بمسجد في كندا وإحراق نسخ من القرآن في السويد

قالت شرطة تورنتو في كندا إن مصلين مسلمين كانوا قد انتهوا لتوهم من صلاة التراويح تعرضوا لإطلاق نار عشوائي من مسلحين يستقلون سيارة مسرعة في وقت مبكر من صباح أمس السبت.
وأشارت إلى أن إطلاق النار الذي نفذه مجهولون أسفر عن إصابة 5 من المصلين أثناء خروجهم من المسجد بعد أداء الصلاة.
ونقل موقع toronto.ctvnews عن المتحدث باسم شرطة تورنتو، ديفيد ريدزيك، قوله إن الحادث وقع في مسجد أبو بكر الصديق في منطقة سكاربورو، مشيرًا إلى أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عامًا وبعضهم متزوج وله أطفال.
وقال أن إصابات الجرحى ليست خطيرة، وثلاثة منهم غادروا المستشفى، بينما لا يزال اثنان يخضعان للعلاج ومن المتوقع أن يتعافيان قريبًا.
وأكد ريدزيك أنه لا توجد معلومات تشير إلى تورط المصابين في أي حادث من شأنه أن يسبب العداء ضدهم، وقالت الشرطة إنها لا تستطيع في الوقت الحالي تحديد ما إذا كان الضحايا قد استُهدفوا بسبب معتقداتهم الدينية أم لا.
وفي تغريدة له قال قائد شرطة تورنتو، جيمس رامير، إنه من السابق لأوانه تأكيد الدافع، مؤكدًا أن وحدة جرائم الكراهية تشارك في التحقيق بشأن الحادث.
وذكرت تقارير للشرطة أنه تم إطلاق ما لا يقل عن 6 رصاصات على المصلين، لكن من غير المعروف عدد المشتبه بهم المتورطين في إطلاق النار.
وأشارت التقارير إلى أن المشتبه بهم فروا من مكان الحادث في سيارة زرقاء واتجهوا شمالا على طريق ماركهام.
من جانبه، عبر نديم شيخ، عضو مجلس إدارة جمعية سكاربورو التي يتبعها المسجد، عن حزنه وقلقه بعد الهجوم، مطالبا بالقبض على المهاجمين وتقديمهم للعدالة، كما دعا سلطات الشرطة والحكومة المحلية إلى بذل كل الجهود للحد من العنف المسلح.
حرق المصحف في السويد
من ناحية أخرى تتواصل الاحتجاجات والاضطرابات في السويد لليوم الرابع على التوالي على خلفية قيام جماعة يمينية متطرفة بحرق نسخ من القرآن الكريم.
وكانت مجموعة “ستروم كورتز” اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين والإسلام، التي يقودها المتطرف الدنماركي السويدي راسموس بالودان، قد قامت بحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة، وهددت بحرق المزيد.
ووفقًا لوكالة أنباء الأناضول فقد جاء بالودان يوم الخميس الماضي برفقة عناصر الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة، وأشعل النار في نسخة من القرآن الكريم، دون أن يعير اهتماما للتنديدات الصادرة عن حشد من المسلمين يقدر عدده بـ200 فرد.
وناشد الحاضرون في المكان، الشرطة بعدم السماح لـ “بالدوان” بتنفيذ استفزازه وحرق المصحف، إلا أن الشرطة لم تستجب لندائهم.
وتصاعدت التوترات في السويد بعد أن سمحت الشرطة بتنظيم تجمعات لعناصر الجماعة المتطرفة في عدة مدن سويدية أخرى، وهو ما أثار احتجاجات وأعمال شغب تطورت إلى مواجهات واشتباكات بين متظاهرين معارضين للمتطرفين والشرطة. وفقًا لموقع “بي بي سي“.
ووقعت أعمال عنف في مدينة مالمو في الجنوب، حيث تم إضرام النيران في سيارات ورُشقت الشرطةُ بالحجارة خلال محاولتها تفريق احتجاجات جاءت ردًا على تجمع لأعضاء الجماعة اليمينية.
واندلعت أعمال شغب أيضًا في العاصمة ستوكهولم شهدت أعمال رشق بالحجارة، كما اندلعت أعمال شغب عنيفة في مدينة أوريبرو بوسط السويد قبل مظاهرة كان يستعد لها اليمين المتطرف. وفقًا لموقع “العين” الإخباري.
عداء للمسلمين والمصحف
جدير بالذكر أن راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” اليميني المتطرف الدنماركي، كان قد أثار الجدل عدة مرات في السنوات الأخيرة، وفي نوفمبر 2020 أوقفته السلطات الفرنسية وقامت بترحيله. وهو معروف بعدائه للإسلام، وكان قد دعا إلى خلو الدنمارك من المسلمين قبل الانتخابات الدنماركية عام 2019، غير أنه فشل في الوصول إلى البرلمان. وفقًا لموقع “الجزيرة مباشر“.
وكان قد تم منح بالودان الجنسية السويدية عام 2020، وبعد حصوله على الجنسية أعرب عن أمله في أن يكون قادرًا على تنفيذ كثير من الأنشطة في السويد، وكان وراء حرق نسخة من المصحف في مدينة مالمو السويدية نهاية أغسطس 2020، وهو ما أدى إلى حدوث اضطرابات عنيفة في المدينة وقتها.
ويمتلك بالودان سلسلة طويلة من الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين والعرب، بالإضافة إلى التحريض على العنف ضدهم، الذي بدأ منذ عام 2017 في مقاطع فيديو على “يوتيوب”، تتضن حرق القرآن الكريم علانية، ولف أوراق القرآن في لحم الخنزير المقدد، فضلًا عن المطالبات بـ”منع الإسلام في الدنمارك”، و”ترحيل أي شخص غير غربي يحمل إقامة من البلاد”.
ووفقًا لموقع “الوطن نيوز” فقد وصل به الأمر إلى اقتراح إنشاء معسكرات لاعتقال المسلمين تشبه معسكرات اعتقال النازية لليهود، ومنع المسلمين تمامًا من ارتياد دور التعليم والمدارس وحصولهم على شهادات تعليمية.
وقام بالودان مرات عدة شوهد بتدنيس نسخ من القرآن الكريم وتمزيقها وإحراقها، كما قام ذات مرة بتبادل رمي المصحف مع شريك له.
وفي مارس 2019، حرق نسخة من القرآن الكريم أمام حشد من المصلين خلال أدائهم لصلاة الجمعة أمام مبنى البرلمان؛ للتعبير عن تنديدهم بمجزرة مسجدين في نيوزيلندا. وأغلق موقع “فيس بوك” حسابه في مايو من العام نفسه، عقب نشره صورة لحرق نسخة من القرآن الكريم.