هذه هي أفضل العادات الغذائية التي يمكنك إتباعها في رمضان

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استضاف الإعلامي سامح الهادي، الدكتور ظافر عبيد، أخصائي الطب العام، وعضو لجنة حماية ميشيغان، والذي حدثنا عن أفضل العادات الغذائية في رمضان، وكيفية الحفاظ على صحتنا، وألا يكون الطعام سببًا في الإضرار بنا خلال رمضان.

ثلاثة أقسام

* دكتور ظافر، لا يأتي رمضان إلا وتأتي معه قائمة كبيرة من الأطعمة والعادات الغذائية، التي بعضها صحي وكثير منها غير صحي، فكيف يمكن لمستمعينا اتباع نظام غذائي صحي مفيد في هذا الشهر الكريم؟

** من المعروف أن هناك ساعات طويلة من الصيام، وهذا يؤدي إلى تغييرات تحدث على مستوى الجسم، لذا يجب أن تكون عاداتنا الغذائية مناسبة لكي تجعلنا نتحمل الساعات الطويلة من الصيام.

وأريد ان أقسّم الموضوع إلى 3 أقسام رئيسية، أولها كيف نجعل العادات الغذائية تواكب الصيام الطويل؟، وثانيها كيف يمكننا أن نتجنب المشاكل الناتجة عن الصيام لساعات طويلة؟، وثالثها كيف يمكننا أن نمنع تفاقم المشاكل التي كانت لدينا بالأساس قبل الصيام؟، وأقصد بتلك المشكلات مثلًا مشكلة الحموضة أو ارتجاع المريء، وهذه مشكلة شائعة ومزعجة جدًا وقد تزداد نتيجة الصيام لساعات طويلة.

عادات غذائية

قبل أن أبدأ في هذه الموضوعات، أود أن أوجز أولًا ما هي العادات التي يجب أن نتبعها ثم سنتحدث عن كل موضوع على حدة، فمن المعروف أنه عندما يبدأ الإفطار يجب أن نتناول الطعام ببطء، مع الإكثار من الخضروات والفواكه، والتقليل من المواد الدسمة قد الإمكان، والإكثار من الماء، مع التخفيف من الحلويات، وضرورة ممارسة الرياضة.

وكما ذكرت، فإن الجسم يظل صائمًا لساعات طويلة، وعندما يحين الإفطار، فإن هذا الجسم الذي تعوّد على الصيام عليه أن يتغيّر ويتعود على الأكل، لذلك من الواجب أن يكون الأكل والمضغ بشكل بطيء، وعدم الكلام أثناء تناول الإفطار، لأن الصائم عندما يبدأ بالأكل ويتكلم في نفس الوقت، فإن ذلك يؤدي إلى بلع كمية من الهواء، قد تؤدي إلى حدوث النفخة أو عسر الهضم.

أيضا يجب عدم شرب الماء بكمية كبيرة بعد الإفطار، والصحيح أن نوزع كمية المياه بشكل متساوٍ بين الإفطار والسحور، بحيث لا نشرب كمية ماء كبيرة عند الإفطار أو السحور، لأن الجسم سيفقد هذه المياه بسرعة، لذلك يجب أن نوزع كمية الماء بالتساوي على الساعات ما بين الإفطار والسحور.

توزيع الماء والطعام

* عندما نذكر توزيع كمية الماء والطعام على ساعات ما بين الإفطار والسحور، فكيف يمكننا أن نقوم بذلك بالشكل الأمثل؟

** يُفضل أن نتناول ما بين 8 إلى 10 أكواب من الماء، وأن نوزعها بالتساوي حسب عدد الساعات بين الإفطار والإمساك، ولو تحدثنا الآن عن المشكلات التي يمكن أن تحدث، لنبدأ بمشكلة الحموضة أو الحرقة، وهي تحدث في الصيام سواءً لمن كان لديهم هذه المشكلة من قبل، أو قد تحدث أيضًا لمن لم يعانوا منها من قبل.

فمن المعروف أن المعدة تظل فارغة طوال ساعات الصيام لفترة طويلة، وهذا يؤدي إلى إفراز كثير من الحمض دون وجود طعام، لذا من الطبيعي أن يشعر الشخص بالحموضة، لذلك عندما يبدأ الإفطار ويتم تناول الأكل يجب ألا نتناول أنواع الطعام الذي يؤدي إلى زيادة أنواع الحموضة، مثل الطماطم أو البهارات والأكل الحار أو القهوة والمشروبات الغازية.

أدوية الحموضة

* فيما يخص ارتجاع المريء والإحساس بالحموضة، هناك بعض الأدوية التي تعد من مثبطات الإفراز الحامضي، فهل توصي بأن نأخذ هذه الأدوية قبل الإمساك مباشرةً؟، أم بعد الإفطار مباشرةً؟

** أنا أنصح المرضى دائمًا بأن يأخذوا هذه الأدوية قبل تناول الإفطار، أي يأخذوا الدواء حين تحين لحظة الإفطار ثم يتناولون الطعام بعدها، خاصةً الأشخاص الذين لديهم مشكلة ارتجاع المريء.

* هذه الأدوية عادةً ما تؤخذ في الصباح قبل الإفطار، فإذا كنا في شهر رمضان هل هذا يعني أنه من الأفضل أن تؤخذ قبل الإمساك مباشرةً أم أن تؤخذ بعد الإفطار مباشرة مع الماء مثلًا؟

** يُفضل بعد الإفطار مباشرةً مع الماء، وليس وقت السحور، وذلك كي نتيح للدواء مجالًا لأن يعمل، لأن الهدف هو أن نخفف الإفراز الحامضي في المعدة، فمن المعروف أن المعدة ستفرز كمية من الحامض أكثر عندما يصل إليها الطعام، وعندما تكون المعدة فارغة وقت الصيام تكون كمية إفراز الحامض قليلة.

مشكلة الإمساك

فيما يتعلق بموضوع الإمساك (Constipation)، فمن المعروف أنه قد يزداد عند بعض الناس أثناء الصيام، فيُفضل دومًا الإكثار من السلطة، والخضار والفواكه، لأنها تحتوي على كمية أكبر من الألياف أو الفايبر، وهذا يساعد على التخلص من موضوع الإمساك.

وكذلك ننصح بشرب السوائل، وممارسة الرياضة، لأنها تحرك الأمعاء وتخفف من تأثير الإمساك، ويُفضل ممارسة الرياضة بعد ساعة أو ساعتين من الإفطار، وأن تكون رياضة مناسبة وليس رياضة عنيفة.

ممارسة الرياضة

* وماذا عن ممارسة الرياضة قبل الإفطار مباشرةً، هل هي ممارسة صحيحة؟

** بعض الناس يقومون بذلك، لأنه من المعروف أن الرياضة قبل الأكل تفيد أكثر في حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد، ولكن أنصح بألا يقوم الشخص بهذا الأمر على حساب صحته، فالرياضة الزائدة قد تؤدي إلى التعرق وفقدان السوائل، وبالتالي حدوث الجفاف، خاصةً في فصل الصيف.

لذلك أنصح من يرغبون في ممارسة الرياضة قبل الإفطار، أن يتم ذلك قبل الإفطار بربع أو بنصف ساعة، وذلك لأنه حين ينتهي من ممارسة رياضته يكون موعد الإفطار قد حان، وبالتالي يعوض ما فقده من سوائل، خاصةً وأن الجسم يكون فاقدًا للسكريات التي تنتج الطاقة في ذلك الوقت الذي يسبق الإفطار.

أود أن أشير إلى أمر أخير يسألني عنه كثيرون بشكل مستمر، وهو موضوع سحب الدم، والقطرات في العين أو الأذن، والحقن العلاجية، أقول إنها جميعا لا تفطر، وأود أن أؤكد دائما على الاعتدال في الطعام والشراب وفي كل الأمور، حتى نتجنب الكثير من المشاكل الصحية التي قد تحدث، مع تجنب الأكل المالح خاصةً في الصيف، لأنه يؤدي إلى الجفاف.