رأي

ما في زيت.. كيف تنام شبعانًا وجارك جائع؟

بقلم: معن الحسيني

ما في زيت 1

يحكي النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه، لما كان محاصرًا في المنفى في شعب أبي طالب، فيقول “لقد أتت عليَّ ثلاثونَ من بينِ يومٍ وليلةٍ وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأْكلُهُ ذو كبدٍ إلاَّ شيءٌ يواريهِ إبطُ بلال”.

الفوائد من هذا الحديث:

1- الابتلاءات والمحن من سنة الحياة، وأشد الناس ابتلاء الأنبياء، ثم الذي يليهم، وكان السلف إذا غاب عنهم الابتلاء يشكّون في إيمانهم.

2- بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. ولا أعتقد أن أحدًا منا ليس لديه هذه اللقيمات.

3- المؤمن للمؤن كالبنيان يشد بعضه بعضا. فمن كان عنده زيادة من طعام أو شراب فليعد به على من لا زيادة عنده.

4- هذه ليست دعوة للاستكانة والتمسكن، بل للصبر مع العمل.

*****************************************************************************************

ما في زيت 2

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله ﷺ ذات ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟، قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا، والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوما معي.

فقاما معه، فأتوا رجلًا من الأنصار، فنظر الأنصاري إلى رسول الله ﷺ وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق (سعف النخلة) فيه تمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال له رسول الله ﷺ: إياك والحلوب فذبح لهم، فأكلوا وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم”. رواه مسلم.

فوائد الحديث:

1- لسنا أكرم من سيد ولد آدم وصاحبيه، الذين كانت تمر عليهم ليالي دون أن يجدوا طعامًا يكفيهم في بيوتهم.

2- القيادة بالقدوة: ما نام قائد الأمة شبعاناً وجيرانه وأصحابه جائعون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع.

3- إغاثة الملهوف وإطعام الطعام من الصفات الأساسية للمؤمنين.

4- عندما ندرك أن النعيم الذي سنسأل عنه قد يكون مجرد أكلة مشبعة بعد جوع، وليس القصور العالية ولا السيارات الفارهة، نفهم معنى الآية الكريمة (وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها).


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى