
- سجل العالم أول مليون حالة وفاة بكورونا خلال 7 أشهر من إعلان الجائحة
- الآن يتم تسجيل مليون حالة وفاة بسبب كورونا كل 3 أشهر
- عدد وفيات COVID-19 الحقيقي يتراوح بين 14.1 مليون و23.8 مليون
- التراخي المقلق للبشر لا يتناسب مع النشاط الملحوظ لانتشار الفيروس
عامان مرا منذ أن بدأ العالم في مواجهة أحد أخطر الأزمات الصحية في تاريخه، إنه فيروس كورونا المستجد أو COVID-19 كما يطلق عليه، والذي بدأت بوادره بالظهور في منطقة ووهان الصينية في أواخر ديسمبر 2019، وسرعان ما انتشر منها إلى مناطق أخرى في العالم.
ففي 7 مارس 2020 بدأ العالم يشعر بالقلق من الفيروس الجديد، بعد أن تجاوز عدد المصابين به عتبة 100 ألف حالة، مما دعا منظمة الصحة العالمية إلى إصدار بيان دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات لوقف أثر الفيروس واحتوائه ومكافحته والحد من انتشاره.
وفي 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية توصيف كوفيد-19 كجائحة، وذلك بدافع من القلق البالغ إزاء المستويات المفزعة لانتشاره وخطورته من جهة، والمستويات المفزعة للتقاعس عن العمل في مواجهته من جهة أخرى.
والآن وبعد مرور عامين على هذا الإعلان، ورغم كل الجهود الدولية في مواجهة الفيروس والحد من انتشاره، لا زال كوفيد-19 يواصل زحفه بوتيرة متسارعة، حيث وصل عدد المصابين به حول العالم إلى ما يقرب من نصف مليار حالة، أو بالتحديد 451 مليون حالة إصابة حتى الآن، بالإضافة إلى أكثر من 6 ملايين حالة وفاة.
ولا زالت الولايات المتحدة تحتل المركز الأول عالميًا، سواء من حيث عدد الإصابات بالفيروس الذي أصاب حتى الآن أكثر من 81 مليون أمريكي، أو من حيث عدد الوفيات الذي تجاوز عتبة 988 ألف حالة وفاة، وفقًا لموقع worldometers
زحف وانتشار
ووفًقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد سجل العالم أول مليون حالة وفاة بكورونا خلال 7 أشهر من إعلان الجائحة، وبعد 4 أشهر فقط، توفى مليون شخص آخرين، ومن وقتها يتم تسجيل مليون حالة وفاة بسبب كورونا كل 3 أشهر، حتى وصل معدل الوفيات إلى 5 ملايين في نهاية أكتوبر الماضي.
والآن وصل عدد الوفيات إلى 6 ملايين حالة، وهو ما يعادل أكثر من عدد سكان مدينتي برلين وبروكسل مجتمعتين، أو عدد سكان ولاية ماريلاند بالكامل.
وترى الوكالة أن العالم وصل إلى رقم الـ 6 ملايين وفاة بكورونا منذ فترة وليس الآن، وأن العدد الحقيقي للوفيات أكبر من هذا بكثير، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الحالات التي لا يتم تسجيلها بسبب سوء حفظ السجلات والاختبارات في أنحاء عديدة حول العالم.
هذا بالإضافة إلى الوفيات الأخرى التي تأثرت بظروف بالوباء، ولكن ليس بسبب الإصابات الفعلية بـ COVID-19، مثل الأشخاص الذين ماتوا لأسباب أخرى كان يمكن الوقاية منها، ولكن لم يتمكنوا من تلقي العلاج منها لأن المستشفيات كانت ممتلئة بمرضى كورونا.
يقول إدوارد ماثيو، رئيس البيانات في بوابة “Our World in Data”، إنه من المحتمل أن يكون ما يقرب من 4 أضعاف عدد الوفيات المبلغ عنها قد مات بسبب الوباء. ويقدر فريق في The Economist أن عدد وفيات COVID-19 الحقيقي يتراوح بين 14.1 مليون و23.8 مليون.
على سبيل المثال أبلغت المكسيك عن 300 ألف حالة وفاة، لكن تحليل حكومي لشهادات الوفاة يجعل العدد الحقيقي أقرب إلى 500 ألف. وفي الهند تم تسجيل أكثر من 500 ألف حالة وفاة، لكن الخبراء يعتقدون أن العدد الحقيقي للوفيات بالملايين.
تراخي مقلق
وترى وكالة “أسوشيتد برس” أن هذه الأرقام التي حققها الفيروس حتى الآن تؤكد أن الجائحة التي تدخل عامها الثالث أبعد ما تكون عن النهاية، وليس هناك توقعات حول متى يتخلص العالم منها رغم كل الجهود التي تم ويتم بذلها في مواجهتها.
وأشارت إلى أن عزيمة الفيروس على الانتشار لا زالت سارية، فيما تراجعت على ما يبدو عزيمة البشر في مواجهته، مشيرة إلى أن الناس بدأت تتجاهل الطبيعة الغاشمة للوباء، وتتخلى عن الكمامة، فيما تم استئناف السفر وإعادة فتح الأعمال حول العالم، فيما لازال هناك من يعارض ويقاوم دعوات تلقي اللقاحات المضادة للفيروس رغم تمتعها بالأمان والفعالية ودورها في تقليص مخاطر المرض.
وأوضحت أن هذا التراخي المقلق للبشر لا يتناسب مع النشاط الملحوظ الذي يظهر عليه الفيروس من حين إلى آخر، فلا تزال معدلات الوفاة من كورونا حول العالم عند أعلى مستوياتها بين غير الملقحين ضد الفيروس.
واقتربت الوفيات من المليون في الولايات المتحدة رغم جهودها الكبيرة في مواجهة الفيروس وإتاحة اللقاحات بها.
وقبل نهاية عامه الثاني وصل الفيروس إلى الجزر البعيدة في المحيط الهادي، والتي كانت معزولة عن كورونا لأكثر من عامين، لكنها بدأت حاليًا تصارع مع بدايات حالات التفشي والوفيات التي زادت بسبب متغير أوميكرون سريع العدوى.
ورغم أن إجمالي الأرقام المسجلة في جزر المحيط الهادي صغيرة مقارنة بالدول الأكبر، إلا أنها كبيرة مقارنة بعدد سكانها الصغير، وتهدد بالضغط على أنظمتها الصحية الهشة.
فيما اضطرت هونغ كونغ إلى إجراء اختبار لشعبها بالكامل، البالغ تعداده 7.5 مليون نسمة، ثلاث مرات هذا الشهر بسبب ارتفاع معدل الوفيات بها.
فيما يستمر ارتفاع وفيات كورونا في دول شرق أوروبا مثل بولندا والمجر ورومانيا، والتي قد تزيد بها المخاطر مع استقبال المنطقة نحو مليوني لاجئ أوكراني هاربين من الغزو الروسي.
وتتراجع حالات الإصابة الجديدة التي يتم تسجيلها أسبوعيًا في مختلف أنحاء العالم، فيما عدا منطقة غرب الباسيفيك، التي تشمل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، من بين دول أخرى.
مرض غير الملقحين
لكن خلاصة التجربة التي خاضها العالم مع الفيروس حتى الآن تقول بما لا يدع مجالا للشك أن مرض كورونا أصبح هو مرض غير الملقحين، وهو ما يؤكده على سبيل المثال تيكى بانغ، الأستاذ الزائر بكلية الطلب بالجامعة الوطنية في سنغافورة، والرئيس المشارك لتحالف التحصين في أسيا والباسيفيك.
يقول بانغ: “هذا مرض غير الملقحين، انظروا إلى ما يحدث في هونغ كونغ حاليًا، النظام الصحي يعانى من ضغوط شديدة، والأغلبية العظمى من الوفيات وحالات الإصابة الشديدة تقع بين شريحة غير الملقحين، وهؤلاء هم القطاع الأكثر عرضة للخطر من السكان”.
من ناحية أخرى لا يزال التفاوت العالمي في توفير وتلقي اللقاحات مستمرًا، حيث حصل 6.95% فقط من الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل على التطعيم الكامل، مقارنة بأكثر من 73% في الدول ذات الدخل المرتفع، وفقًا لموقع Our World in Data.
ويشير الموقع إلى أن 63.4% من سكان العالم تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح COVID-19، حيث تم إعطاء 10.91 مليار جرعة على مستوى العالم حتى الآن، ويتم الآن إعطاء 18.11 مليون جرعة كل يوم، فيما تلقى 13.6% فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل.
وفي مؤشر جيد، تجاوزت إفريقيا في نهاية الشهر الماضي أوروبا في عدد جرعات اللقاح التي يتم تلقيها يوميًا، لكن حوالي 12.5% فقط من سكان القارة السمراء تلقوا جرعتين.
ومع الإبلاغ عن حوالي 250 ألف حالة وفاة، يُعتقد أن العدد الأقل لوفيات كورونا في القارة الأفريقية سببه نقص الإبلاغ عن حالات الوفاة، فضلاً عن أن السكان أصغر سناً وأقل حركة.
ويرى الخبراء أن أفريقيا تمثل علامة استفهام كبيرة، لأنها نجت من الأسوأ حتى الآن، لكنها قد تكون مجرد قنبلة موقوتة بسبب أن معدلات التطعيم فيها منخفضة.