تغطيات خاصة

تحت شعار (لنوفر الدفء للأطفال).. مؤسسة رحمة تواصل جهودها لإغاثة المنكوبين

خاص- راديو صوت العرب في أمريكا

ديربورن- ميشيغان- استبرق عزاوي

في إطار جهودها الرامية لتخفيف المعاناة عن المنكوبين في عدد من الدول، لاسيما في منطقتنا العربية التي تعاني من ويلات الحروب والنزاعات، أطلقت مؤسسة “رحمة” الإغاثية العديد من برامج الإغاثة منذ عدة سنوات، وذلك بالتعاون مع جهات داعمة تشترك معها في الأهداف الإنسانية، والمتمثلة في إغاثة المنكوبين وتقديم الدعم لهم، ليتمكنوا من النهوض مجددًا ويواصلوا حياتهم الطبيعية، لاسيما فئات الأطفال والنساء الذين يتصدرون ضحايا الحروب والنزاعات.

في هذا السياق أقامت مؤسسة رحمة الاغاثية حفل عشاء خيري، في مسجد التوحيد بمدينة (فارمكتون هليز)، وذلك بمشاركة أعداد من أبناء الجالية العربية الذين حضروا لتقديم الدعم لبرامج المؤسسة. وتم تنظيم الحفل برعاية كل من الجامعة الإسلامية في منيسوتا، ومؤسسة النبراس التعليمية، ومتاجر أورجارد للغذاء، ومؤسسة المجتمع المسلم.

جهود الإغاثة

بدأ الحفل بكلمة لراعي الفعالية الشيخ الدكتور شادي ظاظا، والذي رحب بالحضور، مُثمنًا مشاركتهم، وتقديمهم الدعم لبرامج مؤسسة رحمة، التي تنشط في عدة بقاع من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما تحدث الدكتور شادي ظاظا عن جهود مؤسسة رحمة منذ تأسيسها حتى الآن، وأبرز الأنشطة التي تقدمها لصالح المنكوبين في مناطق متفرقة من العالم. وتخللت كلمته عرضًا لبعض الأفلام القصيرة والصور الفوتوغرافية، التي توثق نشاط المؤسسة، والذي يتركز في تأمين الحاجات الأساسية للمنكوبين في مناطق اللجوء والنزوح، والمتمثلة في (الماء، الغذاء، التجهيزات الصحية، واللوازم المدرسية، ومشاريع الصرف الصحي)، إلى جانب الأخذ في الاعتبار الحاجات الضرورية للأفراد في كل موسم، سواء في (الصيف أو الشتاء).

حجم التبرعات

وذكر الدكتور شادي ظاظا أن المؤسسة واجهت الكثير من الصعوبات، ولكنها عبر مسيرة عملها تمكنت من تطوير عملها، حيث تمكنت في العام 2014 من جمع مبلغ 350 ألف دولار تم توظيفها لصالح منكوبي الشعب السوري، وفي العالم 2015 وصل حجم التبرعات إلى 3 ملايين دولار، أما في العام 2016 فقد وصلت التبرعات إلى 7 ملايين دولار، وفي العام الحالي 2018  يتوقع أن يصل حجم التبرعات إلى 10 ملايين دولار.

وشرح في كلمته التي ألقاها باللغة الانجليزية آلية عمل المنظمة وصيغ تعاملها مع الدول المتاخمة لدول النزاع، وكيفية إيصال المساعدات إلى المستحقي من خلال وجود فريق من المتطوعين، وذكر أن مؤسسة رحمة لديها شراكة مع جهات أخرى مثل (مؤسسة ميرسي، والكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة المرمونية).

الفئات الأكثر احتياجًا

وشجع الدكتور شادي ظاظا الحضور على الانخراط في العمل الخيري بهدف إغاثة المنكوبين في البلاد العربية وغيرها من دول العالم، لاسيما في أفريقيا، لأن العمل الخيري من شأنه تعزيز القيم الإنسانية النبيلة.

وشرح للحضور، عبر لغة الأرقام، الفئات الأكثر احتياجًا، والتي تنتظر جهود إغاثية عاجلة، لاسيما في اليمن الذي يعاني شعبه من ويلات الحرب، والتي نتج عنها كوارث إنسانية تتمثل في المرض والجوع والعوز وتنامي ظاهرة النزوح واللجوء من منطقة إلى أخرى.

وذكر أن حوالي 15 مليون نسمة من الشعب اليمني في أشد الحاجة للمساعدة، وأن مؤسسة رحمة لديها مكتب في اليمن يهدف إلى تقديم يد العون للشعب اليمني، وهي تتعاون مع مؤسسة الوفاء اليمنية للإغاثة.

عمل الخير

وفي ذات السياق ألقى الشيخ صهيب، القادم من أوكلاهوما، كلمة مؤثرة تحدث خلالها عن العمل الخيري والإغاثي في ظل الظروف التي يتعرض لها الناس في مناطق الحروب والكوارث الطبيعية، مستشهدًا بآيات من الذكر الحكيم، وأحاديث نبوية شريفة، وأقوال مأثورة من التراث الديني.

وأوضح أن الدنيا مجرد محطة للعبور، ولابد للإنسان أن يساهم في زرع عمل الخير، ومشاركة أخيه الإنسان في السراء والضراء عبر بوابة الخير والإحسان، مبينًا صفة الإحسان التي تحدث عنها الباري عز وجل في محكم كتابه، والتي تعد من صفات الله تعالى.

ودعا الشيخ صهيب الجمهور إلى التحلي بالكرم والسخاء، والابتعاد عن هوى الدنيا وإغراءاتها، والتركيز على ما فيه فائدة للناس، ومراعاة حقوق الفقراء على الأغنياء، خاصة في هذا العالم المادي الذي تنامت فيه فلسفة رأس المال المتوحش، وأصبحت الفلسفة المادية هي السائدة على حساب القيم الإنسانية.

المستحقون للتبرعات

وفي رده على سؤال حول من سيُخصَص لهم ريع التبرعات، أجاب الدكتور شادي ظاظا أن التبرعات تذهب بشفافية للمستحقين، وقال إن تبرعات هذا العشاء ستذهب لصالح الشعب اليمني المنكوب، ولاسيما إلى مدينة مأرب اليمنية، التي تضم تجمعات من الهاربين والباحثين عن ملاذٍ آمن من نيران الحرب العبثية.

وأوضح أن التركيز ينصب في هذه الفترة على الشعبين اليمني والسوري، كما أوضح أن التبرعات ليست مالية فقط، وإنما عينية أيضًا، كالتبرع بالملابس والبطاطين، لاسيما أن حفل العشاء تم تنظيمه تحت شعار (لنوفر الدفء للأطفال).

جهود رحمة

الجدير بالذكر أن مؤسسة رحمة الإغاثية تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك، تويتر، أنستغرام)، وتتوفر على صفحاتها بهذه المواقع كافة المعلومات الخاصة بالحساب المصرفي الذي تستقبل المؤسسة التبرعات من خلاله، والتي تذهب بشكل شفاف إلى المنكوبين والمستحقين في بلادنا العربية، التي تعد الأكثر احتياجًا، بالنظر لازدياد رقعة النزاعات الدائرة في العالم العربي.

 

كما تنشط مؤسسة رحمة للإغاثة في بقاع أخرى من العالم، وتؤمن بالمفاهيم الإنسانية التي على أساسها تتصدى للمساهمة في تقليل حجم المعاناة عن قوافل النازحين واللاجئين والمنكوبين الفارين من نيران الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى