سعر غالون البنزين يتجاوز 4 دولارات في أمريكا لأول مرة منذ 14 عامًا

مروة الحمدي- تجاوز سعر غالون البنزين 4 دولارات في الولايات المتحدة الامريكية لأول مرة منذ 14 عامًا، وذلك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي زاد المخاوف بشأن إمدادات الطاقة العالمية، وساهم في حدوث ارتفاعات قياسية لأسعار النفط والغاز.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تضع أمريكا وأوروبا تحت ضغوط القفزات المتواصلة في أسعار الطاقة، خاصة وأن روسيا تعد منتجًا مهمًا للمواد الخام، حيث تعتمد أوروبا عليها في حوالي ربع نفطها وأكثر من ثلث غازها، فيما شكل النفط الروسي 2% فقط من واردات الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة.
وأدت المخاوف من أن الحرب قد تعطل إمدادات الطاقة العالمية إلى ارتفاع خام برنت إلى نحو 118.04 دولارات للبرميل، وفقًا لـ”رويترز“.
وتوقع محللون إن تواصل أسعار النفط الارتفاع هذا الأسبوع بسبب التأخير في اختتام المحادثات النووية الإيرانية، وتراجع الآمال في العودة المحتملة للخام الإيراني إلى الأسواق العالمية، التي تعاني بالفعل من اضطرابات بسبب توقف الإمدادات الروسية.
البنزين يرتفع في أمريكا
ووفقًا لموقع cnbcarabia فقد ارتفعت أسعار البنزين في أمريكا، اليوم الأحد، إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا. وبلغ المعدل المتوسط لغالون البنزين 4 دولارات، وهو الأعلى منذ يوليو 2008.
ورصد الموقع استمرار زيادة أسعار البنزين بوتيرة مرتفعة، فقد كان المستهلكون يدفعون 40 سنتاً مقابل الغالون منذ أكثر من أسبوع، و57 سنتاً منذ أكثر من شهر، لكنهم الآن أصبحوا يدفعون 4 دولارات، وربما أكثر من ذلك في بعض المناطق، حيث بلغ متوسط سعر الغالون في كاليفورنيا 5.28 دولارًا للغالون الواحد.
أسعار الغاز
فيما قفزت أسعار الغاز في الولايات المتحدة بمعدل 8 سنتات أخرى للغالون، أمس السبت، وذلك بعد زيادة بلغت 11 سنتًا يوم الجمعة، وهي الزيادات الأسرع منذ إعصار كاترينا في 2005، وفقًا لشبكة CNN
وفي ميشيغان قفزت أسعار الغاز مرة أخرى ليصل متوسط سعر غالون الغاز إلى ما يقرب من 4 دولارات، بزيادة كبيرة عن الأسبوع الماضي. وفقًا لموقع wxyz.com
وأشار الموقع إلى أن متوسط سعر الغالون على مستوى الولاية هو الآن 3.83 دولارًا، ويوم الخميس الماضي كان المتوسط 3.74 دولارًا للغالون، وقبل أسبوع، كان المتوسط 3.44 دولارًا للغالون، مما يعني أن الأسعار قفزت بنحو 40 سنتًا خلال أسبوع.
وإذا كنت تستخدم الديزل بدلاً من الغاز فأنت ستدفع أكثر، حيث يبلغ متوسط سعره على مستوى ميشيغان 4.26 دولار للغالون، بزيادة 13 سنتًا عن اليوم السابق، وبزيادة 36 سنتًا عن الأسبوع الماضي.
وفي مترو ديترويت يقول الخبراء إن الأسعار قد تصل إلى 5 دولارات للغالون الواحد في الأسابيع المقبلة في العديد من المدن، حيث نشهد بالفعل ارتفاعًا في الأسعار في بعض الأماكن على الساحل الغربي.
ويستخدم عدد قليل نسبيًا من سيارات الركاب الأمريكية الديزل، فيما تعتمد عليه جميع الشاحنات الكبيرة، لذلك تتوقع معظم شركات النقل بالشاحنات زيادة تكلفة نقل جميع البضائع تقريبًا، وهي زيادة في التكلفة من المحتمل أيضًا أن تنتقل إلى المستهلكين في شكل أسعار أعلى.
العقوبات وأسعار النفط
جدير بالذكر أن العقوبات التي فُرضت على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا تم استثناء صادرات النفط الروسية منها حتى الآن، لكن الأزمة حدثت بسبب أن التجار أحجموا عن شراء النفط الروسي لخوفهم من عدم إتمام الصفقة بشكل صحيح في ظل القيود المفروضة على القطاع المصرفي الروسي، فضلا عن صعوبة العثور على ناقلات نفط مستعدة لدخول الموانئ الروسية لتحميل النفط الذي يتم شراؤه.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا ظهرت دعوات للإدارة الأمريكية بحظر استيراد النفط الروسي، خاصة بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن سلسلة من العقوبات التي ركزت على القطاع المالي في روسيا.
As a result of Putin’s ongoing assault on Ukraine, @POTUS and the leaders of the European Commission, France, Germany, Italy, the UK, and Canada decided to take specific measures to further isolate Russia from the international financial system.
https://t.co/eZnPteQWD1— The White House (@WhiteHouse) February 26, 2022
ولا زال بعض المشرعين يريدون قيودًا أكثر صرامة على الإمدادات الروسية من النفط، وفي هذا الإطار غردت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، عبر تويتر قائلة: “أنا أؤيد حظر النفط القادم من روسيا”.
“Ban the oil coming from Russia. I’m all for that.” -NP pic.twitter.com/NcNQkdiNKU
— Nancy Pelosi (@TeamPelosi) March 3, 2022
ويرى خبراء أن حظر النفط الروسي قد لا يحدث فرقًا كبيرًا، لأن شركات النفط الكبرى مثل “شل” و”بريتش بتروليم” قطعت بالفعل علاقاتهما مع روسيا.
وتعد روسيا هي ثالث أكبر مورد للنفط في العالم بعد أمريكا والسعودية، حيث تنتج 12% من إمدادات النفط العالمية، بما في ذلك 8% من إمدادات الولايات المتحدة”.
وقال فيليب براون، أستاذ المالية في كلية كيلوج للإدارة في نورث وسترن “إن إخراج روسيا من سلسلة التوريد العالمية للنفط أدى لرفع سعر النفط وسيستمر في ذلك.