الراديو

معجزة الإسراء والمعراج.. الدروس المستفادة والرد على المشككين

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من كل عام يحتفل أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في شتى بقاع الأرض بذكرى الإسراء والمعراج، أحد المعجزات التي مَنّ الله بها على رسوله الكريم محمد ﷺ، لتكون من الآيات العظيمة الدالة على صدق رسوله، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه.

والإسراء هي الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، بينما المعراج هو رحلة النبي ﷺ من الأرض إلى السماوات العلا، التي فُتحت له أبوابها، حتى وصل إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، حيث كلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس من فوق سبع سماوات.

حلقة خاصة مع فضيلة الدكتور الشيخ موفق الغلاييني، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وإمام المركز الإسلامي بمدينة جراند بلانك بولاية ميشيغان حول ذكرى الإسراء المعراج، دلالتها وأهدافها والدروس المستفادة منها، والرد على المشككين فيها.

حكم الاحتفال

في البداية، تناول الدكتور الغلاييني حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، حيث قال إن “الأمة الحيّة هي التي تحتفل دائمًا بذكرياتها المجيدة، وخاصة بتاريخ النبي ﷺ”. وأكد أن الاحتفال يجب ألا يكون بالحلوى والشكليات والأناشيد، وإنما بالتفكر والتمعن ودراسة العبر التي يمكن استخلاصها منها،

وأشار إلى أن أهداف هذه الرحلة المجيدة من أهمها أنها كانت منحة وهدية من الله عز وجل إلى نبيه الكريم في وقتٍ عصيب، بعدما فقد زوجته خديجة وعمه أبي طالب، هذا إلى جانب الربط بين المسجدين المقدسين؛ المسجد الحرام والمسجد الأقصى.

بالروح أم بالجسد؟

وحول طبيعة رحلة الإسراء والمعراج، قال الغلاييني إن الرأي الراجح لدى جمهور العلماء هو أنها كانت بالروح والجسد معا، وأكبر دليل على ذلك قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ”، لم يقل بـ “روحه”، و”سبحان” هذه للتعظيم، فلو كان أمرًا صغيرًا ولا قيمة له، لما استدعى هذا التعظيم، كما أوضح الغلاييني عدة أدلة على صحة هذه المعجزة النبوية.

مزاعم المشككين

وحول مزاعم المشككين في رحلة الإسراء والمعراج لطمس هوية المسجد الأقصى ونزع القدسية عنه، قال الغلاييني إن التشكيك في حقوق الإخوة الفلسطينيين في أرضهم وبلادهم، مردود عليه بأن نظرتنا إلى هذه الأرض المقدسة قائمة على قوله تعالى “الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”، وأن النبي ﷺ قد أسري به إلى بيت المقدس، وأنه صلى بالنبيين إمامًا، فنحن الأحق بهذا المسجد الأقصى وتلك الأرض، وأكد الغلاييني على أن “قضية فلسطين ستظل حية في قلوب المسلمين ما دام هذا القرآن موجودًا”.

وأوضح الغلاييني أن هناك هدفين للتشكيك في رحلة الإسراء والمعراج؛ الهدف الأول هو لتشكيك المسلمين في المُسلّمَات عندهم، والهدف الثاني هو إضعاف القضية الفلسطينية، لأن القرآن الكريم هو الدافع الروحي والعقدي للمسلمين.

كما تناول الدكتور الغلاييني بالشرح والتفصيل مقارنة بين حال المشككين في هذه الرحلة اليوم وقديمًا في عهد النبوة.

وأشار إلى أن الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج كثيرة ومتعددة، أهمها أن هذه الرحلة من معجزات النبي ﷺ، ومدى مكانة بيت المقدس عند الله سبحانه وتعالى وعند المسلمين، وتحول القيادة الدينية من بيت المقدس إلى مكة المكرمة، وأن الدين الإسلامي هو دين الفطرة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى