تحذيرات من ارتفاع كبير لمستوى سطح البحر أمام سواحل أمريكا بحلول 2050

توقع تقرير حديث أن يشهد مستوى سطح البحر ارتفاعًا ملحوظًا أمام السواحل الأمريكية بحلول عام 2050، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة لهذا التطور وما يمكن أن ينتج عنه من فيضانات مدمرة أكثر من تلك التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرًا.
التقرير أصدرته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) التي تهتم بتحديث المعلومات لدعم القرارات المتعلقة بمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر، وذلك بالشراكة مع 6 وكالات فيدرالية أخرى.
وقال التقرير إن مستوى الارتفاع في سطح البحر الذي سيحدث خلال الثلاثين عامًا المقبلة يماثل الارتفاع الذي حدث خلال المائة عام الماضية (1920-2020)، مشيرًا إلى أن هذه التطورات ترجع إلى تغيرات ستحدث في ارتفاع الأرض.
وكشف التقرير أن هذه التوقعات جاءت بناءً على مجموعة من مقاييس المد والجزر ورصد الأقمار الصناعية، والنماذج الواردة في تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
كما أشار التقرير إلى أن مستويات سطح البحر على طول الساحل الأمريكي سترتفع بمقدار 10 إلى 12 بوصة إضافية بحلول عام 2050، وذلك بمقادير متفاوتة بين الولايات والأقاليم الأمريكية المختلفة.
إضافة إلى ذلك وجد التقرير أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيزيد بشكل كبير من معدل الفيضانات التي تشهدها السواحل الأمريكية وكذلك العواصف وهطول الأمطار الغزيرة.
وقالت نيكول ليبوف، من المعهد الوطني للمحيطات والغلاف الجوي والتي قادت الدراسة الواردة بالتقرير إنه “بحلول عام 2050، من المتوقع حدوث فيضانات بمعدل أكثر 10 مرات مما نشهده اليوم”.
وتزامن صدور التقرير مع تحذيرات الرئيس جو بايدن من مخاطر التغير المناخي، مشيرًا إلى أنها تشبه “فيروسًا خطيرًا” يهاجم الأمة الأمريكية، على حد وصفه، وفق ما أفاد به “تقرير رسمي” صادر عن البيت الأبيض.
وغرد بايدن على حسابه الرسمي بموقع تويتر قائلًا: “إن التغيرات المناخية تشبه “الكود الأحمر”، في إشارة إلى فيروس خطير يهاجم أجهزة الحاسوب ويطلق عليه “red Code“.
Climate change is a code red for our nation — and we have no time to waste. That’s why today, my Administration is announcing new actions that will reduce emissions across the industrial sector and create good-paying, union jobs. https://t.co/y49ZVVqaxl
— President Biden (@POTUS) February 15, 2022
كما شدد بايدن على أنه لا يجب إضاعة المزيد من الوقت في مواجهة هذا الخطر، مشيرًا إلى أن إدارته اتخذت خطوات جديدة ستساهم في الحد من الانبعاثات الحرارية التي ينتجها القطاع الصناعي في البلاد.
من جانبها قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا إم ريموندو: “بالنسبة للشركات المتواجدة على طول الساحل، فإن معرفة ما يمكن توقعه، وكيفية التخطيط للمستقبل أمر بالغ الأهمية”. وأضافت: “ستساعد هذه التوقعات المحدثة الشركات والمجتمعات التي تدعمها على فهم المخاطر والقيام باستثمارات ذكية في السنوات المقبلة”.
فيما قالت جينا مكارثي، مستشارة المناخ الوطنية: “هذه البيانات الجديدة عن ارتفاع سطح البحر تمثل إعادة تأكيد على أن أزمة المناخ لدينا -كما قال الرئيس- تومض بـ”الرمز الأحمر”. و”يجب أن نضاعف جهودنا لخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسبب تغير المناخ، وفي نفس الوقت، يجب أن نساعد مجتمعاتنا الساحلية على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر.