أخبارأخبار العالم العربي

تحرير الطفل فواز قطيفان يفتح ملف مئات الأطفال المختطفين في سوريا

بعد ثلاثة أشهر على اختطافه، وتداول فيديو قاسي لتعذيبه على يد خاطفيه، عاد الطفل السوري، فواز قطيفان، إلى أهله بعد أن أفرج عنه الخاطفون مقابل استلامهم الفدية المالية التي طلبوها، وقدرها 500 مليون ليرة سورية، بما يعادل 143 ألف دولار.

ونشرت وزارة الداخلية السورية صورًا للطفل بعد تحريره، مؤكدة أن صحته جيدة، فيما قالت القناة السورية الرسمية إن الخاطفين وضعوا الطفل أمام صيدلية في مدينة نوى في ريف درعا، حيث قامت عائلته بالتوجه إلى هناك لاستلامه بعد أن دفعت المبلغ المطلوب.

كما قال الفنان السوري، عبد الحكيم قطيفان، عبر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “وأخيرًا بعد انتظار مرير وقاس وطويل وخطر، عاد الملاك البريء لحضن أهله الدافئ، ألف الحمد لله على سلامتك ياعمو فواز.. وألف مبروك لأهله وعائلته، وعميق الشكر والامتنان والمحبة لكل الذين شاركونا قساوة وقلق وقهر اللحظات والساعات والأيام والشهور التي غاب فيها فواز عن أهله”.

اختطاف وتعذيب

وكان الطفل فواز، البالغ من العمر 6 سنوات، قد اختُطف في نوفمبر الماضي، أثناء ذهابه إلى المدرسة، وذلك على يد مجموعة مجهولة، في بلدة أبطع في حوران التابعة لمحافظة درعا.

وبدأت قضية الطفل تنتشر بشكل واسع داخل سوريا وخارجها بعد أن قام الخاطفون بنشر مقطع فيديو له وهم يقومون بتعذيبه بشكل بشع كوسيلة للضغط على أهله لدفع الفدية.

وظهر الطفل فواز خلال مقطع الفيديو شبه عار وهو يتعرض للجلد على يد خاطفيه، وهو يحاول حماية جسده الهزيل من لسعات السوط الجلدي، فيما كان يبكي بحرقة ويتوسل إلى خاطفيه ويطالبهم بالتوقّف عن تعذيبه، قائلا: “مشان الله لا تضربوني”.

وأثار هذا الفيديو القاسي حملة تضامن واسعة مع الطفل المختطف، حيث دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا والعالم العربي حملة تضمنت آلاف التدوينات المتعاطفة مع الطفل، مطالبين بإنقاذه من يد خاطفيه، وذلك تحت وسم “أنقذوا الطفل فواز القطيفان”، كما قاموا بتدشين حملة لجمع مبلغ الفدية المطلوب لإنقاذه.

ونالت الحملة زخمًا كبيرًا مؤخرًا لتزامنها مع قضية الطفل المغربي ريان الذي كان عالقًا في بئر عميق، وسط مطالبات حثيثة بإنقاذ فواز وريان، والمطالبة بحماية الأطفال أينما كانوا ومحاسبة المعتدين عليهم.

تفاصيل تحرير الطفل

من جانبها نشرت وزارة الداخلية السورية بيانًا على حسابها الرسمي بموقع فيسبوك سردت فيه قصة تحرير الطفل فواز.

حيث قال قائد شرطة محافظة درعا، العميد ضرار الدندل، في تصريح للصحفيين إنه بالمتابعة المستمرة وبالتنسيق مع إدارة الأمن الجنائي والإنتربول تم رصد الرقم الدولي الذي تواصل عبره الخاطفون مع ذوي الطفل، وتم تحديد الأشخاص المرتبطين بهذا الرقم.

ومنذ أربعة أيام قمنا بمداهمة قرية الكتيبة قرب خربة غزالة بريف درعا، وتم إلقاء القبض على أربعة أشخاص بينهم الشخص الأساسي الذي ارتبط رقمه برقم الخاطفين، وقام الخاطفون بقطع تواصلهم لمدة يوم كامل بعد إلقاء القبض على هذا الشخص، تحسباً منهم لأي اعترافات منه، وبما أننا لم نصرح بما اعترف به فقد عاودوا الاتصال بعائلة الطفل مرة ثانية، وتم الاتفاق على موعد لإطلاق سراحه وتسليم الفدية يوم الأربعاء الماضي إلا أنهم لم يلتزموا بالموعد.

وأضاف البيان: تواصل الخاطفون مع عم الطفل يوم الجمعة الماضي وأعطوه موعداً جديداً على أوتوستراد درعا دمشق، باتجاه بلدة نصيب الساعة الخامسة مساءً، وطلبوا أن يتوجه والد الطفل وليس عمه إلى هناك، وأن يرسل لهم صورة السيارة التي سيستقلها، وقمنا نحن بدورنا بتعميم صورة السيارة على عناصرنا التي انتشرت بطريقة مخفية في المنطقة، لكن الخاطفين أخلوا بالموعد مرة ثانية.

وتابع: أعاد الخاطفون الاتصال بعائلة الطفل أمس السبت ظهراً، وطلبوا أن يذهب الوالد إلى مدينة نوى، وحددوا منطقة قرب صوامع الحبوب على الطريق باتجاه القنيطرة والتي تنتشر فيها مجموعات مسلحة، ومع وصول والد الطفل ووالدته إلى المنطقة ومعهم المبلغ المالي، قاموا بترك الطفل،

وأشار البيان إلى أن عناصر الشرطة لم يتدخلوا بهدف الحفاظ على حياة الطفل بعد تهديد الخاطفين بقتله، مؤكدًا أن الشرطة ستتابع جهودها حتى إلقاء القبض على أفراد العصابة الذين قاموا بخطف الطفل.

وكان والد الطفل قد قال في تصريح لإذاعة “شام أف أم” المحلية إن الخاطفين أوصلوا ابنه إلى صيدلية بمدينة نوى بعد أن تم دفع الفدية لهم، وأضاف أنهم في الطريق لتسلمه، مؤكدا أنه بصحة جيدة.

وبعد تحرير الطفل فواز أعرب والده محمد القطيفان عن فرحته الكبيرة بتحرير طفله وعودته إليهم بخير وصحة جيدة، معربًا عن شكره لكل من شعر بمعاناة العائلة، وللشرطة وعناصرها التي قال إنها قامت بكل ما تستطيع من أجل تحريره

مئات المختطفين

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه مع إغلاق ملف اختطاف الطفل فواز قطيفان، عقب عودته سالماً إلى ذويه يوم أمس السبت، فإن المرصد يؤكد أن هناك مئات الأطفال المختطفين في سوريا ومصيرهم لا يزال مجهولًا حتى الآن، ولم تصل أصوات ذويهم إلى العالم أجمع.

وأوضح المرصد أنه لولا فيديو التعذيب الوحشي الذي تعرض له الطفل فواز من قبل خاطفيه لما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام تحدث عنها الجميع في شتى بقاع الأرض، ولما انتهت القضية بنهاية سعيدة تمثلت في عودة فواز لأهله، لكن ما مصير المئات من الأطفال السوريين المختطفين، والذين لم تتحول قضيتهم إلى قضية رأي عام.

وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مطالبته بالإفراج الفوري عن المختطفين عامة من أطفال ونساء ورجال، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك للكشف عن مصير هؤلاء المختطفين وفضح كل الأطراف المتواطئة.

وشدّد المرصد على مساعيه المستمرة لإيلاء هذا الملف الأهمية القصوى، وإيصال صوت المختطفين وأهاليهم إلى العالم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين