199 ألف وظيفة جديدة في ديسمبر ومعدل البطالة يتراجع إلى 3.9%
خبراء: 2021 أحد أفضل الأعوام للعمال الأمريكيين منذ عقود

نجح الاقتصاد الأمريكي في إضافة 199 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر الماضي، بينما انخفض معدل البطالة من 4.2% إلى 3.9%، وفقًا لتقرير نشرته وزارة العمل اليوم الجمعة. فيما يرى خبراء أنه رغم مكاسب ديسمبر المتواضعة إلا أن عام 2021 كان أحد أفضل الأعوام للعمال الأمريكيين منذ عقود.
وذكر التقرير الصادر عن مكتب إحصاءات العمل أن إجمالي التوظيف في القطاعات غير الزراعية ارتفع بمقدار 199 ألف في ديسمبر، واستمر معدل الوظائف في الاتجاه التصاعدي في قطاع الترفيه والضيافة الذي تجاوز الوباء (وحصل على 53000 وظيفة الشهر الماضي)، لكن التوظيف في الصناعة لا يزال منخفضًا بمقدار 1.2 مليون وظيفة (أو 7.2%) مقارنة بشهر فبراير 2020.
وربحت العمالة في الخدمات المهنية والتجارية 43000 وظيفة الشهر الماضي، كما لوحظت مكاسب ملحوظة في قطاع التصنيع (حيث ارتفع التوظيف بمقدار 26000 في ديسمبر).
وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة انخفض بمقدار 0.3 نقطة مئوية إلى 3.9% في ديسمبر، وانخفض عدد العاطلين عن العمل بمقدار 483 ألف إلى 6.3 مليون. بينما على مدار العام انخفض معدل البطالة بواقع 2.8 نقطة مئوية إلى 4.5 مليون. فيما كان معدل البطالة في فبراير 2020، قبل جائحة كورونا 3.5%، وكان عدد العاطلين عن العمل 5.7 مليون.
Payroll employment rises by 199,000 in December; unemployment rate declines to 3.9% https://t.co/1Y9cSWJUIB #JobsReport #BLSdata
— BLS-Labor Statistics (@BLS_gov) January 7, 2022
أقل من التوقعات
وأوضح التقرير أن التوظيف في ديسمبر كان أقل من التوقعات، وكان أقل من الرقم المعدل للشهر السابق عندما تمت إضافة 249 ألف وظيفة إلى الاقتصاد في نوفمبر.
ويأتي التراجع في نمو الوظائف في ظل استمرار ارتفاع معدل الإصابات بسبب المتحور الجديد أوميكرون، وتسبب المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا في إشاعة حالة من عدم اليقين وتهديد الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء.
ولا يزال معدل البطالة مرتفعًا مقارنة بما كان عليه قبل الوباء، مما يشير إلى أن تعافي سوق العمل لا يزال متأخرًا بسبب الأزمة الصحية.
واعتبارًا من الشهر الماضي، ارتفع معدل التوظيف بمقدار 18.8 مليون وظيفة، منذ أدنى مستوى له في أبريل 2020، ولكنه لايزال منخفضًا بمقدار 3.6 مليون مقارنة بشهر فبراير 2020.
ووفقًا لشبكة ABC news يرى خبراء الاقتصاد أن تقرير الوظائف الخاص بشهر ديسمبر “يمثل نهاية مخيبة للآمال لعام تاريخي في سوق العمل”، مشيرين إلى أن “العام انتهى بمؤشر سيئ، مع تباطؤ مكاسب الوظائف أكثر مما كانت عليه في نوفمبر، فيما تهدد الموجات الجديدة وغير المتوقعة من متغيرات COVID-19 بإرجاع التعافي إلى الوراء، مما يدل على أننا ما زلنا تحت رحمة الوباء”.
وأشاروا إلى أن بيانات التوظيف لشهر ديسمبر هي أيضًا أقل بكثير من متوسط نمو الوظائف في عام 2021 البالغ 573 ألف وظيفة شهريًا خلال العام الماضي.
وأكد الخبراء أن رقم 199 ألف وظيفة الذي تم إضافته في ديسمبر يظل متواضعًا، في وقت تكافح فيه الشركات لملء الوظائف، مع بقاء العديد من الأمريكيين مترددين في العودة إلى العمل.
وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة في التوظيف التي أبلغت عنها الشركات، فقد قال 651 ألف شخص إضافي إنهم عملوا في ديسمبر مقارنة بشهر نوفمبر. وفقًا لوكالة “أسوشيتدبرس“.
كما ارتفعت الأجور بشكل ملحوظ، في إشارة إلى أن الشركات تتنافس بشدة لملء وظائفها المفتوحة. كما أن الموجة القياسية من الاستقالات، حيث يسعى العديد من العمال إلى وظائف أفضل، تغذي أيضًا زيادات الأجور.
Number of quits at all-time high in November 2021 https://t.co/qYIO0NthhN #BLSdata pic.twitter.com/mlsmKAfjN1
— BLS-Labor Statistics (@BLS_gov) January 7, 2022
سوق العمل لا زال قويًا
لكن بشكل عام، أشار التقرير إلى أن سوق العمل لا يزال قويًا، حيث من المحتمل أن يؤدي إنفاق المستهلكين ومشتريات أصحاب الأعمال من الآلات والمعدات، إلى دفع الاقتصاد إلى معدل نمو سنوي قوي يبلغ حوالي 7% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.
وارتفعت ثقة الأمريكيين في الاقتصاد بشكل طفيف في ديسمبر، كما أظهر الاقتصاد مرونة في مواجهة ارتفاع التضخم واحتمال ارتفاع معدلات القروض، وانتشار متغير omicron. وأبلغت معظم الشركات عن طلب ثابت من عملائها على الرغم من النقص المزمن في العرض.
وتشير “أسوشيتدبرس” إلى أنه رغم مكاسب شهر ديسمبر المتواضعة إلا أن عام 2021 كان أحد أفضل الأعوام للعمال الأمريكيين منذ عقود، على الرغم من أنه جاء بعد عام 2020، الذي يعد أسوأ عام في سوق العمل منذ أن بدأت السجلات في عام 1939، وذلك نتيجة الركود الذي تسببت فيه جائحة كوورنا.
فقد سجلت الشركات عددًا قياسيًا من الوظائف المفتوحة خلال العام الماضي، وعرضت رواتب أعلى بشكل ملحوظ في محاولة للعثور على العمال والاحتفاظ بهم. واستجاب الأمريكيون لهذا التطور من خلال ترك وظائفهم بأعداد كبيرة، وذلك بشكل أساسي من أجل الحصول على رواتب أفضل لدى أرباب العمل الآخرين.
ويحذر الاقتصاديون من أن نمو الوظائف قد يتباطأ في يناير، وربما فبراير أيضًا، بسبب الارتفاع المفاجئ في إصابات أوميكرون الجديدة، والتي أجبرت الملايين من العمال المصابين حديثًا على البقاء في المنزل والحجر الصحي، مما أدى إلى اضطراب أرباب العمل بدءًا من منتجعات التزلج على الجليد إلى شركات الطيران والمستشفيات.
ولكن نظرًا لأن omicron أقل ضراوة من المتغيرات السابقة لـ COVID-19، ولأن قلة من الولايات أو الحكومات المحلية قد تحركت للحد من العمليات والانشطة التجارية، فإن الاقتصاديين يتوقعون أن تأثيره الاقتصادي سيكون قصير الأجل.