الراديوطبيبك الخاص

كورونا والزكام والحساسية والإنفلونزا.. كيف تفرّق بينهم؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حثَّ الرئيس جو بايدن الأمريكيين بضرورة تلقي جرعة معززة من لقاح كورونا، مؤكدًا أنها تزيد من قدرة الجسم على مواجهة الفيروس ومتحوره الجديد أوميكرون.

ومع دخول فصل الشتاء يتعرض الكثير من المواطنين للإصابة بنزلات البرد التي تسبب الإعياء الشديد، بالتزامن مع وجود فيروس كورونا الذي ضرب العالم مؤخرًا وأحدث العديد من الخسائر، سواء كانت في الأرواح أو على المستوى الاقتصادي.

ويشعر الناس في جميع أنحاء العالم بالقلق إزاء متحور فيروس كورونا شديد العدوى المسمى “دلتا”، أو متحور “أوميكرون”، والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بـ “الباعث على القلق”، بسبب زيادة قابليته للانتشار.

تتشابه العديد من العلامات والأعراض الناتجة عن كوفيد-19 والزكام والحساسية الموسمية والإنفلونزا، مما يطرح تساؤلات مهمة: فما الفرق بين كوفيد والزكام؟، وما الفرق بين كوفيد والحساسيات الموسمية؟، وما الفرق بين كوفيد والإنفلونزا؟.

في هذه الحلقة نتعرف على بعض الاختلافات الهامة بين هذه الأمراض وبعضها البعض، مع الدكتور زاهر سحلول، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية المشددة، ورئيس منظمة ميدجلوبال الإنسانية.

زيادة الإصابات

* د. زاهر بدأنا نسمع مجددًا عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في أمريكا وحول العالم، فما هو سبب هذه الزيادة الأخيرة؟

** مع الأسف، هذه هي الموجة الخامسة في الولايات المتحدة وفي العالم لوباء كوفيد، وفي الحقيقة كانت مفاجأة، وذلك رغم ارتفاع معدل التلقيح، خاصةً في الدول المتقدمة.

والسبب الأساسي يعود إلى المتحور الجديد أوميكرون، والذي يختلف عن الفيروس الأساسي وهو سريع الانتشار، ويمكن القول إنه أسرع 5 مرات من المتحور السابق “دلتا”، وبسبب سرعة انتشاره فإننا نجد ملايين الأشخاص يصابون به يوميًا، والآن نجد أنه هو المتحور الغالب في أمريكا.

من أسباب زيادة الإصابات أيضًا، نلاحظ وجود عدد كبير من الأشخاص غير الملقحين والرافضين للقاح، فبالرغم من أن اللقاحات ظهرت منذ أكثر من سنة وهي بالمجان، إلا أن هناك الملايين يرفضون تلقي اللقاح.

وقاية اللقاح

* هناك سؤال يطرحه البعض يتعلق بأن هناك عدد من الأشخاص ملقحين، بعضهم من الشباب، وبالرغم من ذلك فإنهم يصابون بالمرض ويدخلون المستشفيات؟

** طبعًا الإصابة بالفيروس رغم التلقيح هذا أمر موجود، خاصة الإصابة بالمتحور أوميكرون، فمثلما نعرف وقلنا ذلك من قبل عدة مرات؛ فإن اللقاح لا يعطي مناعة بنسبة 100%، وإنما يعطي مناعة من 70% إلى 90%، وهي تختلف بحسب نوع اللقاح.

كما أنه بمرور الوقت تنخفض نسبة المناعة، ومن المؤسف أن المتحور الجديد أوميكرون مقاوم للقاحات، فهذه الأمور جميعها تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة، خاصة بين الشباب، ولكن الأمر المهم هو أن معظم الأعراض تكون خفيفة.

الجرعة المعززة

* هناك من يقول إن الجرعة المعززة يمكن أخذها بعد 6 أشهر، وهناك من يقول بعد 3 أشهر، فماذا تقول في ذلك؟

** تعليمات (CDC) تقول بعد 6 أشهر، ولكن هناك بعض الدول الأخرى ومنها دول أوروبية تقول يمكن أخذ الجرعة المعززة بعد 3 أشهر، وذلك لأن مناعة اللقاح تقلّ بعد شهرين إلى 3 أشهر.

لذلك أنصح كل من لديهم الفرصة لأخذ الجرعة المعززة بعد 3 أشهر ـ إذا كان ذلك متاحًا له ـ أن يفعل ذلك، خاصةً ونحن في فصل الشتاء ونشهد انتشارًا كبيرًا متحور أوميكرون.

* إذن هل سنأخذ جرعة معززة كل شهرين لتعويض النقص في المناعة كي لا نتأثر بالفيروس؟

** هذا سؤال مهم، ولكن في الحقيقة لا أعتقد أن هناك جواب واضح له، وذلك لأن الفيروس لا يزال جديدًا، مرَّت فقط سنتين ولا تزال هناك متحورات جديدة ومفاجآت، لذا فإن الأمور ما بين أخذ ورد.

ولكن غالبًا بعد الجرعة المعززة فإن مدة المناعة تكون أطول، فوفقًا لبعض الدراسات قد تظل لـ 6 أشهر، وربما تظل حتى سنة، والآن هناك بعض الدول والمناطق مثل إسرائيل بدأوا في إعطاء الجرعة المعززة الرابعة.

الفرق بين كوفيد والأمراض الأخرى

* ما هو الفرق بين إصابتنا بالكوفيد والزكام والحساسية والأنفلونزا الموسمية؟

** أعراض الكوفيد صارت واضحة ومعروفة للجميع، وهي ارتفاع درجة الحرارة والوهن العام ووجع العضلات وفقدان حاسة الشم والتذوق، وإذا حدث التهاب رئوي فإنه يكون مصحوبًا بضيق التنفس والسعال الشديد.

وحاليا فإن هذه الفروق بين أعراض الكوفيد والرشح البسيط والحساسية والإنفلونزا تضاءلت جدًا في ظل ظهور متحور أوميكرون، لأنه دخل له جين هو نفس الجين الموجود في فيروس الرشح، ولذلك فإن الزكام والعطس ووجع الحلق من الممكن أن تكون أعراض ناجمة عن أوميكرون.

أما أعراض الحساسية فهي مشابهة جدًا، مثل سيلان الأنف وبعض الحكة في الأنف، وإذا كانت الإصابة بين الشباب فهي في الغالب تكون أعراض أوميكرون.

أما أعراض الأنفلونزا فهي شبيهة جدًا بأعراض الكوفيد، مثل ارتفاع الحرارة والسعال الجاف، ومن الصعب التمييز بين الأنفلونزا والكوفيد بناءً على الأعراض، فللأسف لا يوجد حاليًا عرض يمكن تمييز الكوفيد وحده على أساسه.

لذلك فإن أي إنسان لديه أي عرض مما ذكرناه سابقًا فلا بد أن يأخذ الأمر بشكل جدي ويقوم بإجراء فحص منزلي للتأكد من إصابته من عدمها، وإذا استمرت الأعراض فلا بد من إجراء اختبار “PCR” لأن الفحوص المنزلية “Antigen” أحيانا تكون كاذبة، فهذه الأمور لا بد من أخذها على محمل الجد.

كيف نتصرف؟

* ما يخطر ببال البعض؛ هو ما الذي يجب أن نفعله مباشرة إذا كانت لدينا أحد هذه الأعراض؟

** الأمر الأول؛ أن نأخذ الأمر على محمل الجد حتى لا نعرض الآخرين للخطر، طبعًا إذا كان الإنسان ملقحًا فإن احتمال إصابته بمرض شديد ودخول المستشفى هو احتمال ضعيف جدًا.

ويجب أن يجري الشخص فحصًا، ولدينا نوعين من الفحص؛ الفحص المنزلي أو فحص الأجسام المضادة “Antigen”، وهو فحص سريع يستغرق ساعة أو ساعتين، ولكنه ليس دقيقًا بنسبة 100%، فمن الممكن أن تكون نتيجته سلبية بالرغم من إصابة الإنسان بالفيروس، وطبعًا إذا كانت نتيجة هذا الفحص إيجابية فلا بد أن يعزل الشخص نفسه لمدة 5 أيام على الأقل وفقًا لتعليمات (CDC).

جدل فترة العزل

* لكن هناك جدل كبير بشأن هذه التوصيات حاليًا، حتى أن دائرة الصحة في ميشيغان امتنعت عن تطبيق هذه الإجراءات إلى أن تستوضح أكثر عن هذا الموضوع وتعرف الأسباب التي دفعت (CDC) لإصدار هذه التوصيات.

** طبعا هذه التوصيات لها سببين؛ الأول أن نشر العدوى يحدث في أول 3 أيام من الإصابة ثم تتضاءل النسبة مع الوقت، صحيح أنها لا تصل إلى 0% ولكن احتمالية العدوى تقل بعد اليوم الخامس، والسبب الثاني هو سبب اقتصادي، فمن المتوقع أن تحدث إصابات بالملايين، وهذا يؤدي إلى تعطيل قطاعات واسعة من العمل.

* ما الفائدة من العزل إذا كنت على تماس أثناء فترة الحضانة، خاصةً وأن أوميكرون متحور سريع الانتشار؟

** صحيح، أنه خلال اليوم الأول والثاني وقبل بداية الأعراض فإن احتمالية أن يعدي الإنسان غيره كبيرة جدًا، ولكن بشكل عام إذا تعرض الإنسان لأشخاص لديهم كوفيد وعرف إصابتهم، وكان على تواصل معهم عن قرب لمسافة أقل من 6 أقدام، ولمدة 5 دقائق على الأقل، فيجب أن يعزل نفسه ويجري الاختبار ليتأكد من أنه ليس لديه إصابة.

الأدوية والعلاج

* إذا كان الشخص مصابًا بكوفيد، فما الذي يجب عليه أن يأخذه من أدوية؟، مضاد حيوي أم سوائل أم ماذا؟

** لا داعي لأخذ أي مضاد حيوي، ولا حتى فيتامينات مثل سي أو دي أو أيه أو زنك، فكل ذلك بلا فائدة، وحتى مضادات الدود “إيفرمكتين”، كل ذلك بلا فائدة.

لكن إذا كان الإنسان مصابًا بارتفاع الحرارة فيمكنه أن يأخذ “تايلينول” أو غيره من مضادات ارتفاع الحرارة، وهناك دواء جديد من فايزر أقرته هيئة الغذاء والدواء، يمكن للإنسان أن يأخذه إذا كانت إصابته شديدة.

ومن المنتظر ان تظهر أدوية أخرى جديدة، وهذا أمر مطمئن بالتأكيد، وإذا كانت الأعراض شديدة فيجب على الشخص التوجه إلى المستشفى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى